ضرورة التربية
وَجَدْتُکَ بَعْضِي، بَلْ وَجَدْتُکَ کُلِّي، حَتّي کَأَنَّ شَيْئاً لََوْ أَصابَکَ أَصابَنِي، وَکَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْأَتاکَ أَتانِي. فَعَنانِي مِنْ أَمْرِکَ ما يَعْنِيِني مِنْ أَمْرِ نَفْسِي. فَکَتَبْتُ إلَيْکَ کِتابِي مُسْتَظْهِرًا[5] بِهِ إنْ أَنَاَ بَقِيتُ لَکَ أَوْفَنِيتُ. [صفحه 95]
أَمّا بَعْدُ، فَإنَّ فِيما تَبَيَّنْتُ مِنْ إدْبارِ الدُّنْيا عَنِّي، وَجُمُوحِ[1] الدَّهْرِ عَلَيَّ، وَإقْبالِ الاخِرَةِ إِلَيَّ، مايَزَعُنِي[2] عَن ذِکْرِ مَنْ سِوايَ، وِالاْهْتِمامِ بِماوَرائِي، غَيْرَ أنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَبِي- دوُنَ هُمُومِ النّاسِ- هَمُّ نَفْسِي، فَصَدَقَنِي[3] رَأْيِي، وَصَرَفَنِي عَنْ هَوايَ، وَصَرَّحَ لِي مَحْضُ[4] أَمْرِي، فَأَفْضي بِي إِلي جِدٍّ لايَکُونُ فِيهِ لَعِبٌ، وَصِدْقٍ لايَشُوبُهُ کَذِبٌ.
صفحه 95.