في التربية











في التربية



وَمِنْ وَصِيَّةٍ لَهُ عَلَيْهِ‏السَّلامُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَاالسَّلامُ، کَتَبَها إِلَيْهِ بِحاضِرِينَ[1] مُنْصَرِفاً مِنْ صِفِّينَ:

بسم اللَّه الرّحمن الرحيم‏

مِنَ الْوالِدِ الْفانِ، الْمُقِرِّ[2] لِلزَّمانِ، الْمُدْبِرِ[3] الْعُمُرِ، الْمُسْتَسْلِمِ[4] لِلدَّهْرِ، الذّامِ لِلدُّنْيَا، السّاکِنِ مَساکِنَ الْمَوْتَي إِلَي الْمَوْلوُدِ الْمُؤَمِّلِ[5] مالايُدْرِکُ، السّالِکِ سَبِيلَ مَنْ قَدْهَلَکَ...

[صفحه 94]


صفحه 94.








  1. اسم موضع بالشام، وفي شرح ابن ابي‏الحديد: اما قوله: «کتبها اليه بحاضرين»، فالذي کنّا نقرؤه قديماً «کتبها اليه بالحاضرين» علي صيغة التثنية، يعني حاضر حلب وحاضر قنسرين، وهي الارياض والضواحي المحيطة بهذه البلاد، ثمّ قرأناه بعد ذلک علي جماعة من الشيوخ بغير لام، ولم يفسّروه، ومنهم من يذکره بصيغة الجمع لا بصيغة التثنية، ومنهم من يقول بحناصرين، يظنونه تثنية خناصره او جمعها.
  2. المعترف بالشدة والمقر له بالغلبة.
  3. وذاک انّه کان عليه‏السلام قد ذر علي الستين.
  4. هذا آکد من المقرّ للزمان لأنه قد يقرّ الانسان لخصمه ولا يستسلم.
  5. غير تنفير عن طول الأمل إذ کان ينسي الآخرة، وجعل وجه التنفير تأميله أن يدرک، وظاهر أنّ الانسان مادام في هذه الدار موجّه أمله نحو مطالبها کما أشار إليه سيد المرسلين صلي الله عليه و آله: يشيب بن آدم ويشبّ فيه خصلتان: الحرص والأمل، وذلک يستلزم انقضاء مدّته دون بلوغها، وانما أراد جنس الخصوص الحسن عليه‏السلام وکذلک سائر الأوصاف.