علائم المتقين











علائم المتقين‏



فمن علامة أحدهم:

أَنَّکَ تَري لَهُ قُوَّةً فِي دِينٍ،[1].

وَحَزْماً فِي لِينٍ،[2].

و إِيماناً فِي يَقِينٍ،

وَحِرْصاً فِي عِلْمٍ،

وَعِلْماً فِي حِلْمٍ،

وَقَصْداً[3] فِي غِنّيً،

وَخُشُوعاً فِي عِبادَةٍ،

وَتَجَمُّلاً[4] [5] فِي فاقَةٍ،

وَصَبْراً فِي شِدَّةٍ،

[صفحه 88]

وَطَلَباً فَِي حَلالٍ،

وَنَشاطاً فِي هُديً،

وَتَحَرُّجاً[6] عَنْ طَمَعٍ.

قُرَّةُ عَيْنِهِ فِيما لايَزُولُ، وَزَهادَتُهُ فِيما لايَبْقي.

يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالِعِلْمِ، والَّقَوْلَ بِالْعَمَلِ.

تراه:

قَلِيلاً زَلَلُهُ، خاشِعاً قَلْبُهُ، قانِعَةً نَفْسُهُ، مَنْزُوراً[7] أُکُلُهُ، سَهْلاً أَمْرُهُ، حَرِيزاً[8] دِينُهُ، مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ، مَکْظُوماً غَيْظُهُ.

الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ، والشَّرُ مِنْهُ مَأْمُونٌ.

إِنْ کانَ فِي الْغافِلِينَ[9] کُتِبَ فِي الذّاکِرِينَ، وَإنْ کانَ فِي الذّاکِرِينَ لَمْ يُکْتَبْ مِنْ الْغافِلِينَ.

يَعْفُو عَمَّنَ[10] ظَلَمَهُ، وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ، وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ، بَعِيداً فُحْشُهُ،[11] لَيِّناً قَوْلُهُ، غائِباً مُنکَرُهُ، حاضِراً مَعْرُوفُهُ، مُقْبِلاً خَيْرُهُ، مُدْبِراً شَرُّهُ، فِي الزَّلازِلِ وَقُورٌ.

وَفِي الرَّخاءِ شَکُورٌ.

[صفحه 89]

لايَحِيفُ عَلي‏مَنْ يُبْغِضُ، وَلا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ...

وَلا يُنابِزُ[12] بِالْأَلْقابِ، وَلا يُضارُّ بِالْجارِ...

نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَناءٍ، والنّاسُ مِنْهُ فِي راحَةٍ...[13].

[صفحه 91]


صفحه 88، 89، 91.








  1. وذلک أن يقاوم في دينه الوسواس الخناس ولا يدخل فيه خداع الناس، وهذا انما يکون في دين العالم.
  2. واللين قد يکون للتواضع المطلوب بقوله «واخفض جناحک لمن اتبعک من المؤمنين»، وقد يکون عن مهانة وضعف يقين، والاول هو المطلوب وهو المقارن للحزم في الدين، والثاني رذيلة ولا يمکن معه الحزم لانفعال المهين عن کل جاذب.
  3. قصداً: اي اقتصاداً.
  4. التجمل في الفاقة: وذلک بترک الشکوي الي الخلق والطلب منهم، واظهار الغني عنهم، وذلک ينشأ عن القناعة والرضا بالقضاء وعلوّ الهمة، ويعين علي ذلک ملاحظة الوعد الأجلّ وما اعدّ للمتقين.
  5. التجمّل: التظاهرباليسر عند الفاقة أي الفقر.
  6. التحرج: عدّ الشي‏ء حرجاً أي إثما، أي تباعداً عن طمع.
  7. منزوراً: قليلاً، وذلک لما يتصور في البطنة من ذهاب الفطنة وزوال الرّقة وحدوث القسوة والکسل عن العمل.
  8. حريزاً: حصيناً.
  9. اي ان رآه الناس في عداد الغافلين عن ذکر اللَّه لترکه الذکر باللّسان، کتب عند اللَّه من الذاکرين لاشتغال قلبه بالذکر وان ترکه بلسانه، وان کان من الذاکرين بلسانه بينهم فظاهر انه يکتب من الغافلين.
  10. والعفو فضيلة تحت الشجاعة، وخصّ من ظلمه ليتحقق عفوه مع قوّة الداعي الي الانتقام.
  11. الفحش: القبيح من القول.
  12. لا ينابز: لا يدعو باللقب الذي يکره ويشمئز منه.
  13. الخطبة: «193»- کتاب سليم بن قيس ص 211- امالي الصدوق: ص 340- عيون‏الاخبار: 352:2- مروج الذهب:420:2 للمسعودي.