التقوي











التقوي



قال تعالي «ومن يتق اللّه يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيثُ لا يحتسب»[1] وعلي أثر القرآن الکريم سار أميرالمؤمنين فحمل للأمة وصيته بالتقوي لانها المخرج في کل مصيبة، ولانها الطريق إلي کل تقدم وازدهار يقول أميرالمؤمنين عليه‏السلام أوصيکم عبادَ اللّه بتقوي اللّه فإنها الزِّمامُ والقِوامُ، فتمسَّکُوا بوثائقها، واعتصموا بحقائقها، تؤولُ بکم إلي اکنانِ الدَّعَهِ وأوْطانِ لسَّفةِ ومعاقِلِ الحِرْز، ومنازلِ العزِّ في يوم تشخص فيه الأبصار[2] يبيّن الامام فوائد التمسک بالتقوي.

أولاً: تؤول بکم إلي اکنانِ الدَّعة، أي أن التقوي توصلکم إلي بر الراحة حيث يعيش الانسان الاستقرار النفسي والرفاه الاقتصادي والتقدم؟؟.

ثانياً: وأوطان السعة. وهي الاماکن التي تدر علي المتقدين أنواع الرزق الحلال.

[صفحه 84]

ثالثاً: ومعاقل الحرز التي لا تجد فيها شراً ولا حزناً بل يعمها الفرج الدائم ومنازل السعر وهي منازل الآخرة التي أعدّها اللّه للمتقين الصادقين ويقول عن نتائج التقوي.

خس أشعر التقوي قلبه برز مهله وفاز عمله[3] فمن أخذ بالتقوي غربت عنه الشدائد فقلب الانسان هو غضروف يسرع إليه ا لعطب والفساد، وإذا فسد القلب فسد الانسان، ولا طريق لاصلاح القلب إلّا بالتقوي.

يقول أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

فإنّ تقوي اللّه دواء داء قلوبکم.[4].

وأجمل ما قاله أميرالمؤمنين عليه‏السلام في التقوي فإن تقوي اللّه مفتاحٌ سداد وذخيرة معاد[5] ولعلنا لا نجد في کلام البشر عبارة أجمل في هذه فالتقوي هو مفتاح کل طريق وعمل ناجح، فإذا أردت أن تقوم بأي عملٍ في أعمال الدُنيا والآخرة فإن التقوي هو مفتاح نجاحه. ومَنْ لا يريد أن ينجح في حياته،فنجاحه مرهونٌ بالتقوي. کما وأن التقوي ذخيرة لمعاد الانسان فمن أراد الآخرة وسعي لها عليه بالتقوي، لأريد التقوي رصيد لا حدود له، فکلما أراد عملاً يسدد به ما أرتکبه في أخطاء في حياته أعدّه التقوي بما يحتاج اللّه.

[صفحه 85]


صفحه 84، 85.








  1. الطلاق: 3-2.
  2. الخطبة: 190.
  3. الخطبة: 132.
  4. خطبة: 198.
  5. خ: 123.