النظر في معالم التوحيد











النظر في معالم التوحيد



فَانظُرْ إلَي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَالنَّباتِ والشَّجَرِ، والْماءِ والْحَجَرِ، واخْتِلافِ هذَا اللَّيْلِ والنَّهارِ، وَتَفَجُّرِ هذِهِ الْبِحارِ، وَکَثْرَةِ هُذِهِ الْجِبالِ، وَطُولِ هذِهِ الْقِلالِ،[1] وَتَفَرُّقِ هذِهِ‏اللُّغاتِ وَالْأَلْسُنِ الْمُخْتَلِفاتِ.

فَالْوَيْلُ لِمَنْ أَنْکَرَ الْمُقَدِّرَ وَحَحَدَ الْمُدَبِّرَ.

زَعَمُوا أَنَّهُمْ کَالنَّباتِ مالَهُمْ زارِعٌ، وَلا لاِخْتِلافِ صُوَرِهِمْ صانِعٌ، وَلَمْ يَلْجَؤُوا[2] إلي حُجَّةٍ فِيما ادَّعَوْا، وَلا تَحْقِيقٍ لِما أوعَوْا،[3] وَهَلْ يَکُونُ بِناءٌ مِنْ غَيْرِ بانٍ؟!

أَوْ جِنايَةٌ مِنْ غَيْرِ جانٍ؟![4].

[صفحه 13]


صفحه 13.








  1. القلال- جمع قُلّة بالضم- وهي رأس الجبل.
  2. لم يلجؤوا: لم يستندوا.
  3. أوعاه: کوعاه- بمعني حفظه.
  4. الخطبة 185- الاحتجاج: 305:1 للطبرسي، ربيع الابرار: (باب دواب البرّ والبحر) للزمخشري، الأمالي ص 192، لابي طالب يحيي بن الحسين بن هارون الحسني (المتوفي 424 ه).