احفظوا لسانکم
[صفحه 77] ...أَما- وَ شَرُّالْقَوْلِ الْکَذِبُ- اِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَکْذِبُ، وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ، وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ،[3] وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ، وَيَخُونُ الْعَهْدَ...[4]. أَلا إنَّ اللِّسانَ بَضْعَةٌ[5] مِنَ الْإنُسانِ، فَلايُسْعِدُهُ الْقَوْلُ إذَا امْتَنَعَ، وَلا يُمْهِلُهُ النُّطْقُ إذَا اتَّسَعَ...[6]. وَاجْعَلُواْ اللَّسانَ واحِداً وَلْيَخْتَزِنِ الرَّجُلُ لِسانَهُ،[7] فَإِنَّ هذَا اللَسانَ جَمُوحٌ[8] بِصاحِبِهِ، وَاللَّهِ ما أَري عَبْدًا يَتَّقِي تَقْوي تَنْفَعُهُ حَتّي يَخْتَزِنَ لِسانَهُ، وَإِنَّ لِسانَ الْمُؤُمِنِ مِنْ وَراءِ قَلْبِهِ،[9] وَإِنَّ قَلْبَ الْمُنافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسانِهِ. لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذا أَرادَ أَنْ يَتَکَلَّمَ بِکَلامٍ تَدَبَّرَهُ فِي نَفْسِهِ، فَإِنْ کانَ خَيْراً أَبْداهُ، وَإِنْ کانَ شَرًّ اواراهُ. وَإِنَّ الْمُنافِقَ يَتَکَلَّمُ بِما أَتي عَلي لِسانِهِ، لايَدْرِي ماذالَهُ وَماذا عَلَيْهِ وَقَدْ قالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَالِهِ: «لايَسْتَقِيمُ إِيْمانُ عَبْدٍ حَتّي يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلايَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّي يَسْتَقِيمَ لِسانُهُ» فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنْکُمْ أَنْ يَلْقَي اللَّهَ سْبْحانَهُ وَهُوَ نَقِيٌّ الرّاحَةِ مِنْ دِماءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوالِهِمْ، سَلِيمُ اللَّسانِ مِنْ أَعْراضِهِمْ فَلْيَفْعَلْ.[10]. [صفحه 78] اللّهُمَّ اغْفِرْلِي ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّي، فَإنْ عُدْتُ فَعُدْ عَليَّ بِالْمَغْفِرَةِ اللّهُمَّ اغْفِرْلِي ما وَأَيْتُ[11] مِنْ نَفْسِي وَلَمْ تَجِدْ لَهُ وَفاءٌ عِندِي اللَّهُمَّ اغْفِرْلِي ما تَقَرَّبْتُ بِهِ إلَيْکَ (بِلِسانِي) ثُمَّ خالَفَهُ قَلْبِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْلِي رَمَزاتِ الْأَلْحاظِ،[12] وَسَقَطاتِ الْأَلْفاظِ،[13] وَشَهَواتِ الْجَنانِ،[14] وَهَفَواتِ اللِّسانِ.[15] [16].
أَيُّهَا النّاسُ، مَنْ عَرَفَ مِنْ أَخِيهِ وَثِيقَةَ دِينٍ وَسَدادَ طَرِيقٍ فَلايَسْمَعَنَّ فِيهِ أَقاوِيلَ الرِّجالِ، أَما إِنَّهُ قَدْيَرْمِي الرّامِي وَتُخْطِيءُ السِّهامُ، وَيُحْيِلُ الْکَلامُ،[1] وَباطِلُ ذلِکَ يَبُورُ، وَاللّهُ سَمِيعٌ وَشَهيدٌ.[2].
صفحه 77، 78.