المغبون من غبن نفسه











المغبون من غبن نفسه‏



فَاللَّهَ اللَّهَ أَيُّهَا النّاسُ فِيمَااسْتَحْفَظَکُمْ مِنْ کِتابِهِ، وَاسْتَوْدَعَکُمْ مِنْ حُقُوقِهِ... فَاسْتَدْرِکُوْا بَقِيَّةَ أَيّامِکُمْ، وَاصبِروُا لَها أَنفُسَکُمْ،[1] فَاِنَّها قَلِيلٌ فِي کَثِيرِ الْأَيّامِ الَّتِي تَکوُنُ مِنْکُمْ فِيهَا الْغَفْلَةُ، وَالتَّشاغُلُ عَنِ الْمَوْعِظَةِ...

عِبادَاللَّهِ، إِنَّ أَنصَحَ الناسِ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ، وَإِنَّ أَغَشَّهُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصاهُمْ لِرَبِّهِ، وَالْمَغْبُونُ[2] مَنْ غَبَنَ نَفْسَهُ، والْمَغْبُوطُ[3] مَنْ سَلِمَ لَهُ دِينُهُ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيٌّ مَنِ انْخَدَعَ لِهَواهُ (وَغُرُورِهِ).

وَاعْلَمُوا أَنَّ يَسِيَر الرِّياءِ[4] شِرْکٌ، وَمُجالَسَةَ أَهْلِ الْهَوي مَنساةٌ لِلْإِيمانِ،[5] وَمَحْضَرَةٌ لِلْشَّيْطانِ.[6] جانِبُوا الْکَذِبَ فَإنَّهُ مُجانِبٌ لِلْإِيمانِ.

الصّادِقُ عَلي شَفا مَنجاةٍ وَکَرامَةٍ، وَالْکاذِبُ عَلي شَرَفِ مَهْواةٍ وَمَهانَةٍ.

وَلاتَح اسَدوُا فَإنَّ الْحَسَدَ يَأْکُلُ الْإِيمانَ کَما تَأْکُلُ النّارُ الْحَطَبَ، وَلا تَباغضُوا فِإنَّهَا الْحالِقَةُ.[7].

[صفحه 76]

وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَمَلَ يُسْهِي الْعَقْلَ، وَيُنْسِي الذِّکْرَ، فَأَکْذِبُوا الْأَمَلَ فَإنَّهُ غُرُورٌ، وَصاحِبُهُ مَغْرُورٌ.[8].


صفحه 76.








  1. «اصبروا أنفسکم»: إجعلوا لأنفسکم صبراً فيها.
  2. المغبون:المخدوع.
  3. المغبوط: المستحق لتطلع النفوس إليه والرغبة في نيل مثل نعمته.
  4. الرياء: أن تعمل ليراک الناس، وقلبک غير راغب فيه.
  5. «منساة للايمان»: موضع لنسيانه، وداعية للذهول عنه.
  6. «محضرة للشيطان» مکان لحضوره، وداع له.
  7. «فانّها» أي: المباغضة، «الحالقة» أي الماحية لکل خير وبرکة.
  8. الخطبة: «86»- المجالس: ص 120 للشيخ المفيد- من لا يحضره الفقيه: 132:1.