المغبون من غبن نفسه
عِبادَاللَّهِ، إِنَّ أَنصَحَ الناسِ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ، وَإِنَّ أَغَشَّهُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصاهُمْ لِرَبِّهِ، وَالْمَغْبُونُ[2] مَنْ غَبَنَ نَفْسَهُ، والْمَغْبُوطُ[3] مَنْ سَلِمَ لَهُ دِينُهُ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيٌّ مَنِ انْخَدَعَ لِهَواهُ (وَغُرُورِهِ). وَاعْلَمُوا أَنَّ يَسِيَر الرِّياءِ[4] شِرْکٌ، وَمُجالَسَةَ أَهْلِ الْهَوي مَنساةٌ لِلْإِيمانِ،[5] وَمَحْضَرَةٌ لِلْشَّيْطانِ.[6] جانِبُوا الْکَذِبَ فَإنَّهُ مُجانِبٌ لِلْإِيمانِ. الصّادِقُ عَلي شَفا مَنجاةٍ وَکَرامَةٍ، وَالْکاذِبُ عَلي شَرَفِ مَهْواةٍ وَمَهانَةٍ. وَلاتَح اسَدوُا فَإنَّ الْحَسَدَ يَأْکُلُ الْإِيمانَ کَما تَأْکُلُ النّارُ الْحَطَبَ، وَلا تَباغضُوا فِإنَّهَا الْحالِقَةُ.[7]. [صفحه 76] وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَمَلَ يُسْهِي الْعَقْلَ، وَيُنْسِي الذِّکْرَ، فَأَکْذِبُوا الْأَمَلَ فَإنَّهُ غُرُورٌ، وَصاحِبُهُ مَغْرُورٌ.[8].
فَاللَّهَ اللَّهَ أَيُّهَا النّاسُ فِيمَااسْتَحْفَظَکُمْ مِنْ کِتابِهِ، وَاسْتَوْدَعَکُمْ مِنْ حُقُوقِهِ... فَاسْتَدْرِکُوْا بَقِيَّةَ أَيّامِکُمْ، وَاصبِروُا لَها أَنفُسَکُمْ،[1] فَاِنَّها قَلِيلٌ فِي کَثِيرِ الْأَيّامِ الَّتِي تَکوُنُ مِنْکُمْ فِيهَا الْغَفْلَةُ، وَالتَّشاغُلُ عَنِ الْمَوْعِظَةِ...
صفحه 76.