عليكم انفسكم











عليکم انفسکم‏



فاتقوا اللَّه عباد اللَّه! وبادروا آجالکم باعمالکم،[1] وابتاعوا[2] ما يبقي لکم، بما يزول عنکم... وکونوا قوماً صيح بهم فانتبهوا وعلموا انّ الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا، فَاِنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ لَمْ يَخْلُقْکُمْ عَبَثاً، وَلَمْ يَترُکْکُمْ سُدًي...[3].

(فَتَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيا ما تَحْرُزُونَ[4] بِهِ أَنْفُسَکُمْ غَدًا)، فَاتَّقي عَبْدٌ مرَبَّهُ نَصَحَ نَفْسَهُ وَقَدَّمَ تَوْبَتَهُ، وَغَلَبَ شَهْوَتَهُ، فَإنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ، وَأَمَلَهُ خادِعٌ لَهُ، وَالشَّيْطانَ مُوَکَّلٌ بِهِ،

[صفحه 75]

يُزَيِّنُ لَهُ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْکَبَها، وَيُمَنِّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَها.[5] [6].


صفحه 75.








  1. «بادروا آجالکم باعمالکم» أي: سابقوها وعاجلوها بها.
  2. ابتاعوا: اشتروا ما يبقي من النعيم الأبدي بما يفني من لذة الحياة الدّنيا وشهواتها المنقضية.
  3. سُدي: مهملين.
  4. ما تحرزون به انفسکم» أي: تحفظونها به.
  5. يسوّفها: يؤجّلها ويؤخرها.
  6. الخطبة: «64» تذکرة الخواص ص 145 للسبط ابن الجوزي.