الاخلاق
ولا قرين لحسن الخلق.[1]. وأکرم الحسب حسن الخلق.[2]. فکلام أميرالمؤمنين هو کلام رسولاللّه وکلام رسولاللّه هو الوحي المنزل في السماء «إن هو إلّا وحي يوحي». ولما کان نهجالبلاغة منهاجٌ لبناء الانسان فان فيه الکثير من القواعد الأخلاقية التي يجب الألتزام بها والتمسک بإهدا بها لانها طريق سعادة الانسان ليس في الدُنيا وحسب بل وفي الآخرة أيضاً. [صفحه 72] عندما نتصفح نهجالبلاغة نلتقي بهذهِ الروائع الخالدة. إذا قَدَرْت علي عَدُوِّک فاجْعَلِ العَفْوَ عَنْهُ شُکْراً لِلْقدرة عليه[3] فأفضل الأخلاق هو العفو عنه المقدرة. ويقول أميرالمؤمنين في الرذائل وآثارها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية البخلُ عارٌ، والجُبْنُ منقصة، والفقر يُخْرِسُ الفَطِنَ عن حُجّتهِ والمُفلُّ غريبٌ في بلدتِهِ، والفجرُ آفةٌ، والصَّبُْ وشجاعَةٌ والزُهْدُ ثروةٌ، والوَرَعُ جُنّةٌ[4] وعن أم الرذائل وأي الأخلاق الذميمة يقول الامام البخلُ جَامع لمساوئ العُيوب وهو زِمامٌ يُقادُ به الي کُلِّ سوء.[5]. ويسخف الامام أميرالمؤمنين عليهالسلام افتخار الانسان بنفسه يقول الامام: ما لابن آدمَ والفَخْر، أولُهُ نطفَةٌ، وآخِرَهُ جيفةٌ، ولا يَرزُقُ نفسَهُ ولا يَدْفعُ حنفه[6] وحديث الاخلاق عند أميرالمؤمنين عليهالسلام هو حديث الأسود والأبيض فهو يتحدث عن الفضائل کما يتحدث عن المساوي، يطلب من الناس التجلّي بالصفات الحميدة والابتعاد عن الرذائل. يقول أميرالمؤمنين عليهالسلام: أزجُرِ المُسيءَ بثوابِ المُحسن.[7]. ويقول أيضاً: احصدِ الشر من صدر غيرک بقلعهِ في صداک. ثم يقول لأحد أصحابه: يا کميل مُر أهلک أن يَروحوا في کسب المکارم ويُدلجوا في حاجة من هو نائم.[8]. [صفحه 73]
وانما بعثت لا تمم مکارم الأخلاق ذاک قول رسولاللّه صلي الله عليه و آله، اما قول علي أميرالمؤمنين عليهالسلام.
صفحه 72، 73.