حساب يوم القيامة ينتظرکم
أَفَرَأَيْتُمْ جَزَعَ أَحَدِکُم مِنَ الشَّوْکَةِ تُصِيبُهُ، وَالْعَثْرَةِ تُدْمِيهِ، وَالرَّمْضاءِ تُحْرِقُهُ؟ فَکَيْفَ إِذا کانَ بَيْنَ طابَقَيْنِ مِنْنارٍ ضَجِيعَ حَجَرٍ وَقَرِينَ شَيْطانٍ؟! أَعَلِمْتُمْ أَنَّ مالِکاً[1] إِذا غَضِبَ عَلَي النّارِ حَطَمَ بَعْضُها بَعْضاً لِغَضَبِهِ، وَإِذا زَجَرَها تَوَثَّبَتْ بَيْنَ أَبْوابِها جَزَعاً مِنْ زَجْرَتِهِ؟!... فَاللّهَ اللّهَ، مَعْشَرَ الْعِبادِ، وَانْتُمْ سالِمُونَ فِي الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقْمِ، وَفِي الْفُسْحَةِ قَبْلَ [صفحه 66] الضِّيْق، فَاسْعَوْا فِي فَکاکِ رِقابِکُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُغْلَقَ رَهائِنُها.[2]. أَسْهِرُوا عُيُونَکُمْ، وَأَضْمِرُوا بُطوُنَکُمْ، وَاسْتَعْمِلُوا أَقْدامَکُمْ، وَأَنْفِقُوا أَمْوالَکُمْ، وَخُذُوا مِنْ أَجْسادِکُمْ تَجُودُوا بِها عَليأَنْفُسِکُمْ وَلا تَبْخَلُوا بِها عَنْها، فَقَدْ قالَ اللّهُ سُبْحانَهُ: «إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْکُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَکُمْ»،[3] وَقالَ تَعالي: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ کَرِيمٌ».[4]. فَلَمْ يَسْتَنْصِرْکُم مِنْ ذُلٍّ، وَلَمْ يَسْتَقْرِضْکُم مِنْ قُلٍّ، اسْتَنصَرَکُمْ وَلَهُ جُنُودُ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَکِيمُ.[5]. وَاسْتَقْرَضَکُمْ وَلَهُ خَزائِنُ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ.[6]. وَإِنَّما أَرادَ أَنْ يَبْلُوَکُمْ[7] أَيُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً. فَبادِرُوا بِأَعْمالِکُمْ تَکُونُوا مَعَ جِيرانِ اللّهِ فِي دارِهِ، رافَقَ بِهِمْ رُسُلَهُ، وَأَزارَهُم مَلائِکَتَهُ، وَأکْرَمَ أَسْماعَهُمْ أَنْ تَسْمَعَ حَسِيسَ[8] نارٍ أَبَداً، وَصانَ أَجْسادَهُمْ أَنْ تَلْقيلُغُوباً[9] وَنَصَباً «ذ لِکَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ، وَاللّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيمِ».[10]. [صفحه 67] أَقُولُ ماتَسْمَعُونَ، وَاللّهُ الْمُسْتَعانُ عَلي نَفْسِي وَأَنْفُسِکُمْ، وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَکيلُ.[11]. [صفحه 69]
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ لِهذَا الْجِلْدِ الرَّقِيقِ صَبْرٌ عَلَي النّارِ، فَارْحَمُوا نُفُوسَکُمْ فَإِنَّکُمْ قَدْجَرَّ بتُمُوها في مَصائِبِ الدُّنْيا.
صفحه 66، 67، 69.