الموت، سنّة کونية
عِبادَاللّهِ، إِنَّ الدَّهْرَ يَجْرِي بِالْباقِينَ کَجَرْيِهِ بِالْماضِينَ، لايَعُودُ ماقَدْوَلّي مِنْهُ، وَلايَبْقي سَرْمَداً مافِيهِ، اخِرُ فَعالِهِ کَأَوَّلِهِ، مُتَسابِقَةٌ[1] أُمُورُهُ، مُتَظاهِرَةٌ أَعْلامُهُ.[2]. فَکَأَنَّکُمْ بِالسّاعَةِ[3] تَحْدُوکُمْ حَدْوَالزّاجِرِ[4] بِشَوْلِهِ،[5] فَمَنْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِغَيْرِ نَفْسِهِ تَحَيَّرَ في الظُّلُماتِ، وَارْتَبَکَ في الْهَلکاتِ، وَمَدَّتْ بِهِ شَياطِينُهُ في طُغْيانِهِ، وَزَيَّنَتْ لَهُ سَيِّيءَ أَعْمالِهِ، فَالْجَنَّةُ غايَةُ السّابِقِينَ، وَالنّارُ غايَةُ الْمُفَرِّطِينَ.[6]. اعْلَمُوا عِبادَاللّهِ، أَنَّ التَّقْوي دارُ حِصْنٍ عَزِيزٍ، وَالْفُجُورَ دارُ حِصْنٍ ذَلِيلٍ، لايَمْنَعُ [صفحه 62] أَهْلَهُ، وَلايُحْرِزُ[7] مَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ. أَلاوَبِالتَّقْوي تُقْطَعُ حُمَةُ[8] الْخَطايا، وَبِالْيَقِينِ تُدْرَکُ الْغايَةُ الْقُصْوي.
الْحَمْدُللّهِ الَّذِي جَعَلَ الْحَمْدَ مِفْتاحاً لِذِکْرِهِ، وَسَبَباً لِلْمَزِيدِ مِنْ فَضْلِهِ، وَدَلِيلاً عَلي الائِهِ وَعَظَمَتِهِ.
صفحه 62.