تقدير الارزاق في ظلال العدل











تقدير الارزاق في ظلال العدل‏



... وَقَدَّرَ الْأَرْزاقَ فَکَثَّرَها وَقَلَّلَها، وَقَسَّمَها عَلَي الضِّيقِ وَالسَّعَةِ، فَعَدَلَ فِيها لِيَبْتَلِي مَنْ أَرادَ بِمَيْسُورِها وَمَعْسُورِها، وَلِيَخْتَبِرَ بِذلِکَ الشُّکْرَ وَالصَّبْرَ مِنْ غَنِيَّها وَفَقِيرِها...[1].

وَلَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَدْعي اِلي تَغْيِيرِ نِعْمَةَ اللّهِ وَتَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ اِقامَةٍ (عَلي ظُلْمٍ، فَاِنَّ اللّهَ يَسْمَعُ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ، وَهُوَ لِلظّالِميِنَ بِالْمِرْصادِ)...[2].

إذا رَجَفَتِ الرّاجِفَةُ،[3] وَحَقَّتْ[4] بِجَلائِلِها الْقِيامَةُ، وَلَحِقَ بِکُلِّ مَنْسَکٍ[5] أَهْلُهُ، وَبِکُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ، وَبِکُلِّ مُطاعٍ أَهْلُ طاعَتِهِ، فَلَمْ يَجْرِ[6] فِي عَدْلِهِ وَقَسْطِهِ يَوْمَئِذٍ خَرْقُ بُصَرٍ فِي الْهَوإِ، وَلا هَمْسُ قَدَمٍ فِي الأَرْضِ إلاّ بِحَقِّهِ، فَکَمْ حُجَّةٍ يَوْمَ ذاکَ داحِضَةٍ، وَعَلائِقِ عُذْرٍ مُنقَطِعَةٍ...[7].

[صفحه 57]


صفحه 57.








  1. الخطبة: «91»- التوحيد: ص 34 للشيخ الصدوق- فرج المهموم: ص 56 للسيد ابن طاووس.
  2. الکتاب: «53»، تحف العقول: ص 126- دعائم الاسلام: 350:1.
  3. الرّاجفة: النفخة الأولي حين تهب ريح الفناء فتنسف الأرض نسفاً.
  4. حقّت القيامة: وقعت وثبتت بعظائمها.
  5. المنسَک- بفتح الميم والسين-: العبادة أو مکانها.
  6. لم يُجزَ- من الجزاء-: مبنيّ للمجهول، ونائب فاعله: «خَرقُ بصر» و «هَمْس قدم»، أي لا تجازي لمحة البصر تنفذ في الهواء ولا همسة القدم في الأرض إلّا بحق.
  7. الخطبة: «223»، غرر الحکم ص 232- الطراز: 272:2 للسيد اليماني.