المرتفع عن ظلم عباده
وَأشْهَدُ أَنَّهُ عَدْلٌ عَدَلَ وَحَکَمٌ فَضَلَ...[2]. ...الَّذِي عَظُمَ حِلْمُهُ فَعَفا، وَعَدَلَ فِي کُلِّ ماقَضي، وَعَلِمَ بِما يَمْضِي وَما مَضي...[3]. لَعَلَّکَ ظَنَنْتَ قَضاءً لازِماً،[4] وَقَدَراً[5] حاتِماً!؟[6] وَلَوْکانَ ذلِکَ کَذلِکَ لَبَطَلَ الثَّوابُ وَالْعِقابُ، وَسَقَطَ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ. [صفحه 54] إِنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ أَمَرَ عِبادَهُ تَخْيِيرا، وَنَهاهُمْ تَحْذِيراً، وَکَلَّفَ يَسِيراً، وَّلَمْ يُکَلِّفْ عَسِيراً، وَأَعْطي عَلَي الْقَلِيلِ کَثِيراً، وَلَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً، وَلَمْ يُطَعْ مُکْرِهاً، وَلَمْ يُرْسِلِ الأَنبِياءَ لَعِباً، وَلَمْ يُنْزِلِ الْکُتُبَ لِلْعِبادِ عَبَثاً، وَلا خَلَقَ السَّمواتِ وَالأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً «ذلِکَ ظَنُّ الَّذِينَ کَفَرُوا، فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ کَفَرُوا مِنَ النّارِ».[7] [8].
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لاتُدْرِکُهُ الشَّواهِدُ، وَلاتَحْوِيِه الْمَشاهِدُ، وَلاتَراهُ النَّواظِرُ، وَلاتَحْجُبُهُ السَّواتِرُ، الدّالِّ عَلي قِدَمِهِ بِحُدُوثِ خَلْقِهِ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلي وُجُودِهِ، وَبِاشْتِباهِهِمْ عَلي أَنْ لاشِبْهَ لَهُ، الَّذِي صَدَقَ فِي مِيعادِهِ، وَارْتَفَعَ عَنْ ظُلْمِ عِبادِهِ، وَقامَ بِالْقِسْطِ فِي خَلْقِهِ، وَعَدَلَ عَلَيْهِمْ فِي حُکْمِهِ...[1].
صفحه 54.