نظام الامامة ينتهي الي العدل العالمي











نظام الامامة ينتهي الي العدل العالمي‏



أَلا بِأَبِي وَأُمِّي هُمْ مِنْ عِدَّةٍ أَسْماوُهُمْ فِي السَّماءِ مَعْرُوفَةٌ، وَفِي‏الْأَرْضِ مَجْهُولَةٌ، أَلا فَتَوَقَّعُوا مايَکُونُ مِنْ إدْبارِ أُمُورِکُمْ، وَانْقَطاعِ وُصَلِکُمْ، وَاسْتِعْمالِ صِغارِکُمْ، ذاکَ حَيْثُ تَکُونُ ضَرْبَةُ السَّيْفِ عَلَي‏الْمُؤمِنِ أَهْوَنَ مِنَ الدِّرْهَمِ مِنْ حِلِّهِ.

ذاکَ حَيْثُ يَکُونُ الْمُعْطي أَعْظَمَ أَجْراً مِنَ‏الْمُعْطِي، ذاکَ حَيْثُ تَسْکَروُنَ مِنْ غَيْرِ شَرابٍ، بَلْ مِنَ‏النَّعْمَةِ وَالنَّعِيمِ، وَتَحْلِفُونَ مِنْ غَيْرِ اضْطِرارٍ، وَتَکْذِبُونَ مِنْ غَيْرِ إحْراجٍ،[1] ذلِکَ إداعَضَّکُمُ الْبَلاءُ کَما يَعَضُّ الْقَتَبُ[2] غارِبَ[3] الْبَعِيرِ، ما أَطْوَلَ هذَا الْعَناءَ، وَأَبْعَدَ هذَا الرَّجاءَ...[4].

[صفحه 49]

...إلْزَمُوا الْأَرْضَ،[5] وَاصْبِرُوا عَلَي الْبَلاءِ، وَلا تُحَرِّکُوا بِأَيْدِيکُمْ وَسُيُوفِکُمْ هَوي‏الْسِنَتِکُمْ، وَلا تُسْتَعْجِلوُا بِمالَمْ يُعَجِّلْهُ اللّهُ لَکُمْ، فَإنَّهُ مَنْ مَّاتَ مِنْکُمْ عَلي فِر اشِهِ وَهُوَ عَلي مَعْرِفَةِ حَقِّ رَبِّهِ (عَزَّوَجَلَّ» وَحَقِّ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ماتَ شَهيداً، وَوَقَعَ أَجْرُهُ عَلَي اللّهِ، واسْتَوجَبَ ثَوابَ مانَوي مِنْ صالِحِ عَمَلِهِ، وَقامَتِ النِّيَّةُ مَقامَ إصْلاتِهِ[6] لِسَيْفِه، فَإنَّ لِکُلِّ شَيْ‏ءٍ مُدَّةً وَأَجَلاً.[7].


صفحه 49.








  1. الإحراج: التضييق.
  2. القَتَب- محرکاً-: الإکاف (کساء يُلقي علي ظهر الدابة).
  3. الغارب: مابين العُنُق والسَّنام.
  4. الخطبة: «187»- کتاب صفين: لأبي الحسن المدائني.
  5. لزوم الأرض: کناية عن السکون. ينصحهم به عند عدم توفّر اسباب المغالبة، وينهاهم عن التعجّل بحمل السّلاح.
  6. إصلات السيف: سلّه.
  7. الخطبة: «190»- شرح نهج‏البلاغة لابن ابي‏الحديد: 114:13.