الامامة
يقول أميرالمؤمنين عليهالسلام في رسالته لابن حنيف. ألا وإِنّ لکل مأموم إمامة يقتدي به ويستفئ بنور عِلمِه. فالامام في هذه العبارة المختصرة أکدّ لنا بأنّ الامامة هي ضرورة في ضرورات الحياة إذ؟؟ للحياة أن تستقيم وتستقر علي قواعدها بودن وجود القائد، فالقائد بمثابة الراعي الذي بفقده يصبح الغنم هدفاً للذئاب. وللأمة واجبات يجب أن يؤديا أزاء الامام. الواجب الأول: هو الاقتداء بالامام. الواجب الثاني: الاستفادة في علومِه. [صفحه 42] وقد قدّم الامام أميرالمؤمنين نفسه للمسلمين: بنا اهتديتُم في الظلماء وتسنمتمُ العلياء وبنا انضجرتم عن السرار وُقِرَ سَمْعٌ لم يفقِه الواعية[1] فهم أنوار اللّه وخير قدوة بعد رسولاللّه يقندي به الناس. ولولا أميرالمؤمنين عليهالسلام لما کان يقوم للاسلام قائمة فهو الذي أعطي للمسلمين هذه المنزلة والمکانة حيث أصبحوا قادة العالم وملوک الأرض فعن طريقة تسنمّ المسلمون العلياء وبلغوا ما بلغووا في القوة والمنعة. وبأمير المؤمنين عليهالسلام أصبح للمسلمين فجرٌ جديد بعد ليل؟؟ أما عن الأمر الثاني، فکان أميرالمؤمنين عليهالسلام مدرسة لا تنفد معارفها ولا تنتهِ علومها. فقد أغترف في هذهِ المدرسة کل صديقٍ وعدو.. لازال صوت أميرالمؤمنين عليهالسلام يلعلع في مسجد الکوفة: أسألوني قبل أن تفقدوني، وهو کلامه لم يقله إنسان قلبه ولم يقله إنسان بعده وليس أول علي الشعور المسؤولية ازاء الأمة في هذهِ العبارة التي يفتح منها أميرالمؤمنين مدينة علم رسولاللّه، ويريد في المسلمين أن يفترقوا لکن هل فعل المسلمون ذلک. لقد تحدث أميرالمؤمنين عليهالسلام عن الامامة حديث الانسان للانسان وابتعد عن الکلمات المنمقة ومن زخرف القول، فکان صريحاً بليغاً اماماً وسيداً وقائدا. [صفحه 43]
الامامة هي الأصل الثالث في أصول الدين، وقد قيل الکثيرٌ في الامامة وکُتب الکثير في الامامة، فقد أولي کل مذهبٍ دلوه في الامامة لکن أفضل مَن يستطيع أن يتکلم في الامامة هو أميرالمؤمنين عليهالسلام أبوالأئمة أبوالحسنين ومنبع کل أئمة العلم والدين.
صفحه 42، 43.