عليكم بالقرآن











عليکم بالقرآن‏



...جَعَلَهُ اللَّهُ رِيًّا لَعَطَشِ الْعُلَماءِ، وَرَبِيعًا لَقُلُوبِ الْفُقَهاءِ، وَمَحاجَّ[1] لِطُرُقِ الصٌّلَحاءِ، وَدَواءً لَيْسَ بَعْدَهُ داءٌ، وَنُورًا لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ.

وَحَبْلاً وَثِيقًا عُرْوَتُهُ، وَمَعْقِلاً مَنِيْعًا ذَرْوَتُهُ، وَعِزًّا لَمَنْ تَوَلاَهُ، وَسِلْمًا لِمَنْ دَخَلَهُ، وَهُدًي لِمَنِ ائتَمَّ بِهِ، وَعُذْرًا لِمَنِ انتَحَلَهُ، وَبُرْهانًا لِمَنْ تَکَلَّمَ بِهِ، وَشاهِدًا لِمَنْ خاصَمَ بِهِ، وَفَلْجاً[2] لِمَنْ حاجَّ بِهِ.

وَحامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ، وَمَطِيَّةً لِمَنْ أعْمَلَهُ، وَايَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ، وَجُنَّةً[3] لِمَنْ اسْتَلاَْمَ،[4] وَعِلْمًا لِمَنْ وَعي، وَحَدِيثًا لِمَنْ رَوي، وَحُکْمًا لِمَنْ قَضي.[5] [6].

...جَعَلَهُ اللّهُ سُبْحانَهُ بَلاغًا لِرِسالَتِهِ، وَکَرامَةً لأُمَّتِهِ، وَرَبِيعًا لِأَهْلِ زَمانِهِ وَرِفْعَةً لأَعْوانِهِ، وَشَرَفَاً لأَنْصارِهِ...[7].

اللَّهُمَّ داحِيَ الْمَدْحَوّاتِ،[8] وَداعِمَ الْمَسْمُوکاتِ،[9] وَجابِلَ الْقُلُوبِ[10] عَلي فِطْرَتِها:[11] شَقِيَّها وَسَعِيدِهَا.

[صفحه 36]

اجْعَلْ شَرائِفَ[12] صَلَواتِکَ وَنَوامِيَ[13] بَرَکاتِکَ عَلي مُحَمَّدٍ صلي الله عليه و آله‏

عَبْدِک وَرَسُولِکَ، الْخاتِمِ[14] لِما سَبَقَ، وَالْفاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ،[15].

وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ، وَالدّافِع جَيْشاتِ الْأَباطِيلِ،[16].

وَالدّامِغِ صَوْلاتِ[17] الْأَضالِيلِ، کَما حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ،[18].

قائِماً بِأَمْرِک، مُسْتَوْفِزاً[19] فِي مَرْضاتِکَ، غَيْرَ ناکِلٍ[20] عَنْ قُدُمٍ،[21] وَلاواهٍ[22] فِي عَزْمٍ، واعِياً[23] لِوَحْيِکَ، حافِظاً لِعَهْدِک، ماضِياً عَلي نَفاذِ أَمْرِک، حَتّي أَوْري قَبَسَ

[صفحه 37]

الْقابِسِ،[24] وَأَضاءَ الطَّرِيقَ لِلْخابِطِ،[25] وَهُدِيَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضاتِ[26] الْفِتَنِ وَالْأثامِ، وَأَقامَ مُوضِحاتِ الْأَعْلامِ،[27] وَنَيِّراتِ الْأَحْکامِ.[28].

فَهُوَ أَمِينُکَ الْمَأْمُونُ، وَخازِنُ عِلْمِکَ الْمَخْزُونِ،[29] وَشَهِيدُک[30] يَوْمَ الدِّينِ، وَبَعِيثُکَ[31] بِالْحَقِّ، وَرَسُولُکَ إلَي الْخَلْقِ.

اللّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً فِي ظِلِّکَ،[32] وَاجْزِهِ مُضاعَفاتِ الْخَيْرِ[33] مِن فَضْلِکَ.

اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلي بِناءِ الْبانِينَ بِناءَهُ، وَأَکْرِمْ لَدَيْکَ مَنزِلَتَهُ، وَأَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ، وَاجْزِهِ مِنِ ابْتِعاثِکَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهادَةِ مَرْضِيَّ الْمَقالَةِ، ذامَنطِقِ عَدْلٍ، وَخُطَّةٍ فَصْلٍ.

اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ فِي بَرْدِ الْعَيْشِ وَقَرارِ النِّعْمَةِ،[34] وَمُنَي الشَّهَواتِ،[35].

[صفحه 38]

وَأَهْواءِ اللَّذّاتِ، وَرَخاءِ الدَّعَةِ،[36] وَمُنتَهَي الطُّمَأْنِينَةِ وَتُحَفِ الْکَرامَةِ.[37] [38].

وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزايا،[39] وَلا نادِمِينَ، وَلاناکِبِينَ،[40] وَلا ناکِثِينَ[41] وَلا ضالِّينَ، وَلا مُضِلِّينَ، وَلا مَفْتُونِينَ.[42].

[صفحه 39]


صفحه 36، 37، 38، 39.








  1. المَحاجّ- جمع مَحَجّة- وهي الجادّة من الطريق.
  2. الفَلج- بالفتح-: الظفر والفوز.
  3. الجُنّة:-بالضمّ- ما به يتّقي الضّرر.
  4. استلأم: أي لبس اللامّة وهي الدرع او جميع ادوات الحرب، اي انّ من جعل القرآن لامّة حربه لمدافعة الشبه کان القرآن وقاية له.
  5. قضي: حکم وفصل.
  6. الخطبة: «198»- الکافي: 49:2، حلية الاولياء: 74:1 و 75، الخصال: 108:1.
  7. الخطبة: «198».
  8. «داحي المدحوات» اي: باسط المبسوطات واراد منها الارضين.
  9. داعم المسموکات: مقيمها وحافظها.المسموکات: المرفوعات وهي السماوات واصلها سَمَکَ بمعني رَفَعَ.
  10. جابِل القلوب: خالقها.
  11. الفطرة: اوّل حالات المخلوق التي يکون عليها في بدء وجوده،وهي للانسان: حالته خالياً من الآراء والاهواء.
  12. الشرائف: جمع شريفة.
  13. النوامي: الزوائد.
  14. الخاتم لما سبق: أي لما تقَدَّمه من النبوات.
  15. الفاتح لما انغلق: کانت ابواب القلوب قد أغلقت باقفال الضلال عن طوارق الهداية فافتتحها صلي الله عليه و آله بآيات نبوته.
  16. جيشات الأباطيل: جمع باطل علي غير قياس، کما ان الأضاليل جمع ضلال علي غير قياس، وجيشاتها:جمع جَيْشة- بفتح فسکون- من جاشت القدر اذ ارتفع غليانها.
  17. الصولات: جمع صَوْلة، وهي السطوة، والدامغ من دمغه اذا شَجّهُ.
  18. فاضطلع: أي نهض بها قويّاً، والضلاعة: القوّة.
  19. المستوفز: المسارع المستعجل.
  20. النّاکل: النّاکص والمتأخّر، أي غير جبان.
  21. القُدُم:- بضمّتين- المشي إلي الحرب، ويقال: مضي قدما، أي سارع ولم يعرّج.
  22. الواهي: الضعيف.
  23. واعياً لوحيک: أي حافظاً وفاهماً، وَعَيَتْ الحديث، إذا حفظته وفهمته.
  24. أوري قبس القابس: يقال وَري الزَّنْدُ کوعي، ووَرِي- کوَلِيَ- يري ورْياً فهو وارٍ خرجت ناره وأوريتُهُ وَوَرَّيْتُهُ وَالتَورَيْتُهُ: شعلة من النّار، والقابس الّذي يطلب النّار.
  25. الخابط: الذي يسير ليلاً علي غير جادّة واضحة، فاضاءة الطريق له جعلها مضيئة ظاهرة.
  26. الخوضات: جمع خوضة وهي المرّة من الخوض.
  27. الأعلام: جمع عَلم- بالتحريک- وهو ما يستدلّ به علي الطريق کالمنار ونحوه.
  28. الخطبة: «72»، غريب الحديث: لابن قتيبة، دستور معالم الحکم: ص 119، تذکرة الخواص ص 136.
  29. العِلم المخزون: ما اختصّ اللَّه به من شاء من عباده، ولم يبُح لغير اهل الحُظوَةِ به ان يطلعوا عليه، وذلک ممّا لا تتعلّق بالاحکام الشرعية.
  30. شهيدک: شاهدک علي الناس، کما قال اللَّه تعالي: (فکيف اذا جئنا من کلّ أمّة بشهيد وجئنا بک علي هؤلاء شهيداً) النساء: 41.
  31. بعيثک بالحق: اي مبعوثک، فهو فعيل بمعني مفعول، کجريح وطريح.
  32. افسَحْ له: وَسّعْ له ماشئت أن توسع، «في ظلّک» أي: احسانک وبرّک فيکون الظّل مجازاً.
  33. مضاعفات الخير: أطواره ودرجاته.
  34. قرار النعمة: مستقرّها حيث تدوم ولا تفني.
  35. مُني الشهوات: مني جمع مُنية- بالضمّ- وهي مايتمنّاه الإنسان لنفسه، والشهوات: ما يشتهيه.
  36. رخاء الدّعة: الرّخاء: من قولهم «رجل رَخِيّ البال» أي: واسع الحال، والدعة: سکون النفس واطمئنانها.
  37. تحف الکرامة: التحف: جمع تحفة، وهي مايکرم به الإنسان من البرّ واللّطف.
  38. الخطبة: «72»- تذکرة الخواص: ص 136، دستور معالم الحکم ص 119.
  39. غير خزايا: جمع خَزيان، من «خَزِيَ» إذا خجل من قبيح ارتکبه.
  40. ناکبين: عادلين عن طريق الحق.
  41. ناکثين: ناقضين للعهد.
  42. الخطبة: «106»- الکافي: 49:2- الخصال: 108:1-کتاب سليم بن قيس: ص 37 و ص 88.