القاسطون
[صفحه 166] وهي مأخوذة من الفعل قَسَطَ قسْطاً وقسوطاً بمعني جارَ وحادَ عن الحق فهو قاسِط وجمعهُ قسّاط وقاسِطون. ولانهم أرادوا القضاء علي ا لقيادة الحقة المتمثلة بأميرالمؤمنين عليهالسلام فقد وقف أميرالمؤمنين يدافع عن الشرعية الاسلامية المتمثلة في ذلک الزمان به، فقد حاول معاوية أن يصادر هذه الشرعية ويعطي لنفسه الحق في التلاعب في أمور المسلمين متصدي له أميرالمؤمنين عليهالسلام، فقد ورد في خطبته 192 التي تسمي بالصاعقة: وأما القاسطون فقد جاهدت. لانهم کانوا بغاة ومن أبواب الجهاد مواجهة البغاة والردّ عليهم. وکان علي رأس القاسطين معاوية بن أبيسفيان الذي قال فيه رسولاللّه صلي الله عليه و آله: إذا رأيتم معاوية علي منبري فأقتلوه فکيف وقد أعتلي معاوية حکم الاسلام وأراد ان يسمحي نفسه بأميرالمؤمنين، فما هو موقف أميرالمؤمنين عليهالسلام أيسکت علي تجاوزاته أ: يمضي في التصدي له. لقد خيّره بين الحرب والبيعة فأضار الحرب يقول أميرالمؤمنين عليهالسلام «ألا وإنّ معاوية قادلُمَةً في الغواةِ وعمس عليهم الخَبَرَ حتي جَعَلُوا نحُورَه أغراضَ المنية[2] ومعني کلام أميرالمؤمنين أن معاوية هو الذي ابتدأ بالحرب فهو الذي جمع الغواة الذين أغواهم وأبعدهم عن دين اللّه بتضليلهم وأظهر إليهم انه غير عارفٍ بالحق فجهلوا الحق وأهله فکان نتيجة ذلک هو اقدامهم لحرب إمامهم. لقد طلبوا الحرب وعسکروا العساکر لکن کانت النتيجة الخسران المبين خسرانٌ في الدُنيا والآخرة. والقاسطون موجودون في کل زمان ومکان فلکي نعرفهم ونستدلّ بأشخاصهم علينا أن؟؟ في کلمات أميرالمؤمنين التي ورد فيها وصفاً کاملاً لهؤلاء البغاة. [صفحه 167]
وهم أصحاب معاوية الذين حاربوا علياً في صفين والذي ذکرهم أميرالمؤمنين عليهالسلام في الشقشقية: فلما نهضتُ بالامرِ نکثت طائفة ومرت أُخري وقسط آخرون کأنهم لم يسمعُوا اللّه سبحانه يقول «تلک الدار الأخيرة نجعلها للذين لا يُريدون علواً في الأض ولا فسادا والعاقبة للمتقين».[1].
صفحه 166، 167.