الناكثون











الناکثون‏



أولئک الذين بايعوا علياً خليفة علي المسلمين ثم نکثوا بعيتهم له، وأول مَن سماهم بالناکثين هو أميرالمؤمنين عليه‏السلام، فقد ذکرهم: فلما نهضتُ بالأمر نکثت طائفة ومرقت أخري.[1].

وأول الناکثين هما طلحة والزبير اللذان قال فيهما أميرالمؤمنين عليه‏السلام اللّهم إنهُما قطعاني وظلماني ونکثا بيعتي.[2].

ولهؤلاء الناکثين تاريخ وحالات وصفات ذکرها أميرالمؤمنين عليه‏السلام في کلماته ليبتعد الناس عن تلک الرذائل وتلک الاخلاق الساقطة.

يصفهم أميرالمؤمنين: واللّه ما أنکروا عليَّ منکراً ولا جعلوا بيني وبينهم نصفاً وإنهم ليطلبُونَ حقاً هُم ترَکوهُ، ودماً هم سَفَکُوهُ فإن کُنْتُ شريکَهُمْ فيه، فإنَّ لَهُمْ نصيبهُمْ فيه، وإن کانُوا ولوه ذُوني فما الطّلبةُ إلّا قبلَهُم[3] في کلمات الإمام عليه‏السلام صورة واضحة عن هذه الجماعة التي ربما تسود في کل زمان ومکان.

يقول أميرالمؤمنين عليه‏السلام عن جذور هذه الجماعة فالعامل الأصلي في انبثاقها هو

[صفحه 165]

الجهل فيقول: رُبَّ عالِم قد قتله جَهْلُه وعِلمُهُ مَعَهُ لا ينفعه[4] وقد قالها في طلحة والزبير فهما کانا عالمين بأنّ أميرالمؤمنين علي الحق وکانا علي يقين بأنهما علي الباطل ومع ذلک تقدما لحربه طمعاً في الدُنيا الذي يعمي ويصم فيصبح العالم والجاهل علي جد سواء. فما قائدة علم لا يعمل الانسان به يقول أميرالمؤمنين عليه‏السلام في وصفه لرغبة طلحة والزبير في الدنيا: کل واحدٍ منهما يَرْجُ الأقر له، ويعطفه عليه دون صاحبه، لا يَحُنّانِ الي اللّه بحبلٍ ولا يَمُدّان إليه بسبب.[5].

وقد کان الامام بالمرصاد لهؤلاء الناکثين الذين أردوا تحريف مسيرة الإسلام وقف الامام ليدافع عن القيم الاسلامية وليس ليدافع عن نفسه يقول في ذلک: واللّه لا أکونُ کالضُبع تنامُ علي طُولِ اللّدم حتي يَصلَ إليها طالِبُها ويختلها راصِدها ولکني أضرِبُ بالمُقبل إلي الحق المُدبر عنه.[6].

فحفاظاً علي حياة الاسلام، وحفاظاً علي قيم المسلمين وقف الامام يحاربهم وينازلهم حتي طهّر الجسد الاسلامي منهم.


صفحه 165.








  1. خ: 13.
  2. خ: 137.
  3. خ: 137.
  4. الکلمات القصار (107).
  5. الخطبة (148).
  6. الخطبة (6).