المارقون











المارقون‏



والمروق هو الخروج فيُقال مرق عن الدين أي خرج عن الدين، وهم عصابة في المسلمين. وقد ذکرهم أميرالمؤمنين عدة مرات وفي مناسبات مختلفة فلما نهضتُ

[صفحه 163]

بالأمر نکثت طائفة ومرت أخري[1] أي خرجت علي البديعة الصحيحة. وقد حاججهم أميرالمؤمنين بالحوار والمناقشة قبل أن يعلي الحرب الدفاعية عليهم يقول في هذا المضمار أنا حجيج المارقين وخصيم الناکثين المُرتابين،[2] وذکر عبارة حاججهم لانهم کانوا في أصحابه وقد ألتبس عليهم الحق فأعطاهم فرصة کبيرة ليعودوا عن طريق الغي ويعلنوا خطأهم، ومنع أصحابه في حمل السلاح بوجههم قبل أن يبدوأ هم بالقتال. وأخذ خطرهم يستشري عندما أخذوا في التبشير بأفکارهم المضللة عندها قرر الامام أن يتصدي لهم، وأول عمل قام به هو المحاججة کما ذکرنا يقول أميرالمؤمنين عليه‏السلام في استراتيجية المارقين «فإن أبيتُم أن تزْعمُوا إلّا أنِّي أخطأتُ وضَللتُ فَلِمَ تُضلّون عامة أمه محمد صلي الله عليه و آله بضلالي، وتأخذونهم بخطائي، وتفکرونهم بذنوبي؟ سيوفکم علي عواتقکم تضعُونها مواضِع البُرءِ والسُّقم، وتخلطُونَ مَنْ أذنبَ بمِنَ لم يُذنِبْ.[3].

فعليٌّ عليه‏السلام أول حاکم يتکلم مع المعارضة بهذا الشکل ويجاججهم بتلک الحجج القوية لعلهم يترکوا غيّهم ويبتعدوا عن مواقفهم التي فيها نهايتهم وشقائهم في الدُنيا والآخرة.

ففي بحث المارقين وتعامل أميرالمؤمنين عليه‏السلام درسٌ وعبر لجميع الحکومات کيف يجب أن يکونوا مع مخالفيهم وکيف يتعاملوا معهم معاملة الحسني ولا يستخدموا القوة إلّا في المرحلة النهائية عندما تتوقف کل المحاولات فکان لايمنعهم مساجد المسلمين ويعطيهم الفي‏ء ويسمع لمتکلمهم وخطيبهم أن يقول کلمته ويتفوه بما يريد، لکن عندما مملوا السلاح بوجه الشريعة وقاتلوا امامهم کان حقاً علي المسلمين أن يتصدوا لهم وأن يقاتلوهم حتي يذعنوا للحق.

[صفحه 164]


صفحه 163، 164.








  1. خ: 3.
  2. خ: 75.
  3. خ: 123.