السياسة











السياسة



إذا کان عالمنا اليوم قد طحنته السياسات الدولية والشرفية والغربية وخدشت وجهه الحروب والصراعات والإنقلابات الدموية، فإنه لامنجاله إلّا في البحث عن؟؟ في الاخلاق ليُمزج به مثقالاً في السياسة حتي تستقيم الحياة.

فبدون هذه المعادلة لا تعود المجتمعات البشرية إلي رشدها وليس هذا ضربٌ في الخيال.

فقد کان قبل خمسة عشر قرناً في الامان هناک إنسانٌ يخرق طفاً في الاخلاق بمثقال في السياسة.

وکان لهذا الإنسان فرحته معايشة کل الأدوار التي في الممکن أن يحرَّ بها أي سياسيّ.

وکان لهذا الإنسان فرصة معايشة کل الادوار التي تخطر في بال الرجل السياسي کان عضواً فاعلاً في حرکة جهادية کان يقودها رسول‏الّله صلي الله عليه و آله.

[صفحه 162]

وکان قائداً لحرکة وسيعة قاعدتها سلمان والمقداد وعمار وابن التيهان وذو الشهادتين.

وکان يقود تيار المعارضة الإيجابية في فقرة الخليفة عثمان، وکان علي رأس دولة.. وعلي رأس قوة عسکرية وخلت حروباً طاحنة من الانحراف.

وما هذا الانسان سوي أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام الذي نحاول أن نستجلي منه الجزء النابض من حياة رجل تصدي لکل عمل سياسي کان مطلوباً من سواء کان خارج الحکم أو داخله.

فقد برهن أميرالمؤمنين عليه‏السلام بکلماته وسيرته أنه سياسي في الطراز الرفيع ليس بقية الساسة المعوجين، فسياسته هي الدين هي الخلق الرضع وليس سياسة المصلحة الآنية حيث الأکثرية يفهمون السياسة هکذا. وقد نالطرفي علي عندما تجرأ وأو قالوا أن علياً ليس سياسي وقديماً قالته قريش أن ابن أبي‏طالب رجلٌ شجاع ولکن لا عِلم له بالحرب ومقصود الحرب هنا السياسة. وقديبه ولهم في بعض مواقفه إن ليس بسياسي محنک والسبب أنه لا يعيش المواقف بموازين اللحظة، بل کان يقيسها بموازين الماضي والحاضر والمستقبل کان يعيشها بموازين الدارين الدنيا والآخرة.


صفحه 162.