في الرّسالة الالهية
وَهُوَ الَّذِي أَسْکَنَ الدُّنْيا خَلْقَهُ، وَبَعَثَ إِلَي الْجِنِّ وَالْإِنْسِ رُسُلَهُ...[2] وَواتَرَ[3] إلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَکِّروُهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّواْ عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفائِنَ الْعُقُولِ وَيُرُوهُمْ آياتِ الْمُقْدِرَةِ: مِن سَقْفٍ فَوْقَهُم مَرْفُوعٍ، وَمِهادٍ تَحْتَهُم مَوْضُوعٍ، وَمَعايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجالٍ تُفْنِيهمْ، وَأَوْصابٍ[4] تُهْرِمُهُمْ، وَأَحْداثٍ تَتابَعُ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يُخْلِ اللَّه سُبْحانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ کِتابٍ مُنْزَلٍ، اَوْ حُجَّةٍ لازِمَةٍ، اَوْ مَحَجَّةٍ[5] قائِمَهٍ...[6]. [صفحه 24] فَاسْتَوْدَعَهُمْ فِي أَفْضَلِ مُسْتَودَعٍ، وَأَقَرَّهُمْ فِي خَيْرِ مُسْتَقَرٍّ، تَناسَخَتْهُمْ[7] کرائِمُ الْأَصْلابِ إلي مُطَهَّراتِ الْأَرْحامِ، کُلَّما مَضي مِنْهُمْ سَلَفٌ قامَ مِنْهُمْ بِدِينِ اللَّهِ خَلَفٌ...[8]. رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ، وَلا کَثْرَةُ الْمُکَذِّبِينَ لَهُمْ: مِنْ سابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ: عَلي ذلِکَ نَسَلَتِ[9] الْقُروُونُ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ، وَسَلَفَتِ الْاباءُ، وَخَلَفَتِ الْأَبْناءُ.[10]
الْحَمْدُلِلّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ، الْخالِقِ مِنْ غَيْرِ مَنصَبَةٍ،[1] خَلَقَ الْخَلائِقَ بِقُدُرَتِهِ، وَاسْتَعْبَدَ الْأَرْبابَ بِعِزَّتِهِ، وَسادَ الْعُظَماءَ بِجُودِهِ.
صفحه 24.