النبوة











النبوة



عندما يتحدت الامام أميرالمؤمنين عليه‏السلام عن النبوة، يتحدث عن عمق الفکر وسعة المعرفة بدقائق الأمور فهو لايتکلم عن اجتهاد أو مظنة أويلقي رأيأ کما يفعل ذالک الحکماء والمتکلمون.

وَ تجلي هذهِ المعرفة الدقيقة بخبايا النبوة في کلماته الدقيقة التي تجد فيها آية زياده أو نقيصته لا في اللفظ ولا في المعني.

يقول اميرالمؤمنين عليه‏السلام فبعث فيهم رُسُله، وواتر اليهِمْ أنبياءه ليستأدُهُمْ ميثاق فطرته، ويذکِّرُ هُم منسِيَّ نعمتِهِ، ويحتجّوا عَلَيهم بالتَّبليغ، ويُتيروالهم دَفائنَ العقول، ويُروهم الآيات المقَدَّره.

فقد ذکر الشيخ المفيد بأن العقل البشري يحتاج في علمه ونتائجه الي السمع... وأنه لابد في أول التکليف وإبتدائه في‏العالم من رسول[1] وواجب الرسول کما يقول

[صفحه 22]

أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

أولاً: ليستأدُوهُمْ ميثاق فطرَته، إشارة الي الآية الکريمة «وإذ أخذ ربک في بني آدم في ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربکم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة، إنا کنّا عن هذا غافلين[2] فقد أخذ اللّه في البشر عهداً أن يقروا بربوبيته ويعترفوا بأنه الخالق العليم القدير وقد جاء الأنبياء ليطلبوا من البشر العمل بموجب هذا الميثاق الإلهي.

ثانياً: ويُذکِّرُ وهُم؟؟ نعمته، فالإنسان مأخوذٌ في النسيان لفظاً ومعنيً وقد نست الأقوام الماضية نعم اللّه فجاء الأنبياء ليذکروهم بتلک لنعم: فهذا بني اللّه هود جاء قومه ليذکرهم بأنّ اللّه جعلهم خلفاء من بعد قوم نوح وزادهم في الخلق بسطة وذلک صالح بني اللّه جاء ليذکر قومه نعمة اللّه في تبؤهم الأرض يتخذون في سهولها قصوراً وينحتون في الجبال بيوتاً وذلک موسي بني اللّه جاء ليذکر بني اسرائيل بنعم اللّه ع ليهم. وهکذا کل بنيّ جاء لتذکير الناس بما أنعم اللّه عليهم.

ثالثاً: يحتجون عليهم بالتبليغ لئلا يعتذروا في ترک طاعته.

رابعاً: ويثيروا لهم دفائن العقول؛ من علم وحکمه ومعرفة أنعم اللّه بها علي الانسان.

خامساً: ويرهم الآيات المقدرة: وهي المعجزات التي لا تستطيع العين مشاهدتها بدون مرشد.

[صفحه 23]


صفحه 22، 23.








  1. أوائل المقالات: ص 50.
  2. سورة الأعراف آية 72.