الادارة
وبعد عهد الامام أميرالمؤمنين إلي وإليه مالک الأشتر من بين النصوص المهمة في نهجالبلاغة التي تتناول القضايا الادارية، فهو مصدر مهم جداً للفکر الاداري الاسلامي. [صفحه 136] وإلي جانب کلماته جاءت سيرته المتطابقة مع قوله حافلة هي الأخري بالفکر الاداري فقد حکم الامام الدولة الاسلامية بين 40-35 للهجرة في أشدّ الظروف السياسية فداوة، وعلي رغم قصر المُدة وإتصافها بالفلافل والاضطرابات فقد أرسي نظاماً إدارياً يفوق في متانته وتطوره الخلفاء الذين سبقوهُ. لقد جاءت تعليماته الادارة شامل لکل أبواب الادارة وکل ما يحتاجه المدي في ادارة؟؟ الأمور. فمن جانب التقصير في العمل يجلب الهمّ؟؟ من قصّر في العمل ابتلي بالهمِّ.[1]. ومن جانب التوصية بالصبر: لا يعدم الصبور الظفر وان طال به الزمان.[2]. ومن ناحية أخري يوصي الامام المدير أن يبتعد ع ن: الاستبداد: مَن استبد برأيه هلک.[3]. التفريط في الأمور: ثمرة ا لتفريط الندامة.[4]. ثم يبين الامام عوامل الادارة القوية: آلة الرئاسة سعة الصدر.[5]. من لان عوده کثفت أعضائه.[6] البشاشة حبالة المودة.[7]. قليل تدوم عليه أرجي من کثيرٍ مملول منه.[8]. [صفحه 137]
باعتبار أن نهجالبلاغة هو مجموعة الخُطب والرسائل التي بعث بها الامام أميرالمؤمنين عليهالسلام الي ولاته، فهو کتابٌ غنيٌ بالأفکار الادارية ويتضمن قدراً کبيراً من القواعد والاساليب في فن الادارة تتضمنها عباراته القصيرة، وليس من الصعب إستخراج هذه الافکار والأساليب ووضعها في إطار نظرية متکاملة في الادارة، إذ أنْ أميرالمؤمنين عليهالسلام بين أفکاره في الادارة بحسب الحاجة، وهي تغفو في خطبه ورسائله وليس من السهل إيقاظها وتفعيلها لتخرج إلي أشعة الشمس کفکرة موحدة البناء متسقة الأعضاء والأطراف. فکان لابُدّ من بذل عملٍ شاق في جمع هذه الأفکار واستخراجها من مواطن سياتها، ومن تم ربطها من جديد وحياکة أنسجتها لتصبح منطقة واحدة منتظمة الأبعاد والأشکال.
صفحه 136، 137.