عجائب خلقة الانسان
... أَيُّهَا الْمَخْلُوقُ السَّوِيُّ،[9] وَالْمُنْشَأُ[10] الْمَرْعِيُّ، في ظُلُماتِ الْأَرْحامِ، وَمُضاعَفاتِ الْأَسْتارِ، بُدِئَتَ «مِنْ سُلالَةٍ[11] مِنْ طِينٍ»، وَوُضِعْتَ «في قَرارٍ مَکِينٍ،[12] إِلي قَدَرٍ مَعْلُومٍ»،[13] وَأَجَلٍ مَقْسُومٍ، تَمُورُ[14] في بَطْنِ أُمِّکَ جَنِيناً لا تُحِيرُ[15] دُعاءً، وَلا تَسْمَعُ نِداءً. [صفحه 17] ثُمَّ أُخْرِجْتَ مِنْ مَقَرِّکَ إِلي دارٍ لم تَشْهَدْها، وَلَمْ تَعْرِفْ سُبُلَ مَنافِعِها، فَمَنْ هَداکَ لاِجتِرارِ الْغِذاءِ مِنْ ثَدْي أُمِّکَ، وَعَرَّفَکَ عِنْدَ الْحاجَةِ مَواضِعَ طَلَبِکَ وَإِرادَتِکَ؟![16]. ... فَهُوَ الَّذِي تَشْهَدُ لَهُ أَعْلامُ الْوُجُودِ عَلي إقْرارِ قَلْبِ ذِي الْجُحُودِ. تَعالَي اللَّهُ عَمّا يَقُولُهُ الْمُشَبِّهُونَ بِهِ، وَالْجاحِدُون لَهُ عُلُوَّاً کَبِيراً.[17]. [صفحه 19]
... أَمْ هذَا الَّذِي أَنشَأَهُ فِي ظُلُماتِ الْأَرْحامِ، وَشُغُفِ الْأَسْتارِ،[1] نُطْفَةً دِهاقًا،[2] وَعَلَقَةً مُحاقًا،[3] وَجَنِينًا،[4] وَراضِعًا، وَوَلِيدًا وَ يافِعًا،[5] ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبًا حافِظاً وَلِسانًا لاّفِظًا، وَبَصَراً لاحِظاً، لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً، وَيُقَصِّرُ مُزْدَجِرًا، حَتَي إذا قامَ اعْتِدالُهُ، وَاسْتَوي مِثالُهُ،[6] نَفَرَ مُسْتَکْبِرًا، وَخَبَطَ سادِرًا.[7] [8].
صفحه 17، 19.