التوحيد











التوحيد



نهج‏البلاغه؛ کتاب التوحيد، کتاب أوله الحمد وآخره الشُکر، وبين الحمد والشکر عِطرُ التوحيد من سمائه....

أوله الحمدللّه الذي لا يبلغُ مِدحته القائلون، ولا يُحصي نعماءه العادُّون، ولا يؤدّيِ حقّهُ المجتهدون... الي آخر الخطبة.

لقد تکلّم الامام اميرُالمؤمنين عن التوحيد بأفضل شکل، فلو جمعنا اقوال المتکلمين والعارفين وکل من تفوّه بالتوحيد أو کتب فيه لفاقت کلمة اميرالمؤمنين في‏التوحيد علي کا ماکتبوا و تفوهوا قال اميرالمؤمنين بعتارة قصرة وبليفة جداً.

التوحيدُ أن لاتتوهمَّه، والمذلُ أن لاتَتهمهُ لان کل موهم محدود، واللّه لايحد بوهم، واعتقاد الانسان يعدله هو أن لاتَتهمهُ في أفعالهِ بظن عدم الحکمة فيها، وهذا منتهي معني التوحيد....

وعند ما يقول أميرالمؤمنين: أولُ الدينِ معرفته وکمالُ معرفته التصديق به، وکمال التصديق به توحيدهُ وکمالُ توحيده الاخلاص له وکمالُ الإخلاص له نفي الصفات عنه....

[صفحه 8]

فأين نجد مثل هذهِ العبارات التي تدخل الي القلب بلا جواز مرور، وبلاشرطه وحرس لانه کلام نابع في القلب، وهذا هو سرُّ البلاغة عند اميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه يقول بلسانه ما يقتحم القلوب ويستقر في الأفئدة.

فهو «کائن لا عن حدثٍ» لإنه مکّون المحدثات.

و«موجودٌ لا عن عدمٍ» لأنه موجد المعدومات.

و«أنشأالخلق إنشاءً وابتدأه إبتداءً» إذا أوجده من لا مادة ولا لکي تحصل له فائدةٌ من الخلق....

فإذا أردنا کتاباً في التوحيد هو صنو القرآن الکريم فعلينا بنهج‏البلاغة الذي يضم ما قاله أميرالمؤمنين عليه‏السلام وما کتيه من رسائل کانت غايته من ذلک هو الهداية العامة للبشرية، وأول منطلق للهداية هو التوحيد.

لقد أراد أميرالمؤمنين عليه‏السلام بکلماته أن يبني مجتمعاً صالحاً يقوم علي العدل والإنصاف ولن يتحقق هذا المجتمع إلاّ أن يرسي علي قاعدة متينة هي قاعدة التوحيد هو عمل الأنبياء. وفي أجل هذهِ الواجبات بعث اللّه الأنبياء للبشرية.

وهکذا يتحدث أميرالمؤمنين عليه‏السلام عن الانبياء والنبوة، وهو حديث ينطلق من القلب ليدخل الي القلب.

[صفحه 9]


صفحه 8، 9.