الحكمة 414















الحکمة 414



قال له قائل يا أمير المؤمنين أ رأيت لو کان رسول الله ص ترک ولدا ذکرا قد بلغ الحلم و آنس منه الرشد أ کانت العرب تسلم إليه أمرها قال لا بل کانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت إن العرب کرهت أمر محمد ص و حسدته علي ما آتاه الله من فضله و استطالت أيامه حتي قذفت زوجته و نفرت به ناقته مع عظيم إحسانه إليها و جسيم مننه عندها و أجمعت مذ کان حيا علي صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته و لو لا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلي الرئاسة و سلما إلي العز و الإمرة لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا و لارتدت في حافرتها و عاد قارحها جذعا و بازلها بکرا ثم فتح الله عليها الفتوح فأثرت بعد الفاقة و تمولت بعد الجهد و المخمصة فحسن في عيونها من الإسلام ما کان سمجا و ثبت في قلوب کثير منها من الدين ما کان مضطربا و قالت لو لا أنه حق لما کان کذا ثم نسبت تلک الفتوح إلي آراء ولاتها و حسن تدبير الأمراء القائمين بها فتأکد عند الناس نباهة قوم و خمول آخرين فکنا نحن ممن خمل ذکره و خبت ناره و انقطع صوته وصيته حتي أکل الدهر علينا و شرب و مضت السنون و الأحقاب بما فيها و مات کثير ممن يعرف و نشأ کثير ممن لا يعرف و ما عسي أن يکون الولد لو کان إن رسول الله ص لم يقربني بما تعلمونه من القرب للنسب و اللحمة بل للجهاد و النصيحة أ فتراه لو کان له ولد هل کان يفعل ما فعلت و کذاک لم يکن يقرب ما قربت ثم لم يکن عند قريش و العرب سببا للحظوة و المنزلة بل للحرمان و الجفوة اللهم إنک تعلم أني لم أرد الإمرة و لا علو الملک و الرئاسة و إنما أردت القيام بحدودک و الأداء لشرعک و وضع الأمور في مواضعها و توفير الحقوق علي أهلها و المضي علي منهاج نبيک و إرشاد الضال إلي أنوار هدايتک.