المقدمة















المقدمة



الحمد لله رب العالمين، والصلاة علي خير خلقه محمد و آله الطاهرين و بعد، فان تراث الإمام عليه السلام تدخر به المکتبة العربية و تفخر به الحضارة البشرية، و يعد من معاجز الثقافة الإسلامية، بل عيناته من الروائع العالمية الخالدة في الأخلاق و التدبير، وفي الفکر و العقيدة، وفي الأداء و الأدب.

والجاحظ من أبرز أدباء المسلمين في القرن الثالث الهجري وأغزرهم جهوداً وآثاراً، وأحرزهم للخلود ووسعة الصيت. فهو يتميّز مع سعة أعماله وتنوعها، بأنّ أکثرها موفورٌ ومتداول، بشکلٍ واضح ومؤثّر، رَغْمَ القرون، فقلّما نجد له مثيلاً من معاصريه، من الأدباء، من حاز جميع هذه الجهات.

وقد کان لانتخابه من تراث الإمام‏عليه السلام لهذه «الکلمات المائة» صديً عميق وواسع لما يتميّز به کلام الإمام‏عليه السلام، ولما يتميّز به الجاحظ من القوّة، فکانت هذه الکلمات، من أروع أمثلة الأدب الإسلامي العربي، قوّة في الأداء، وعمقاً في المعني، وجمالاً في الأسلوب، وأثراً في النفس.

ولم يختصها الجاحِظُ لمجرد الجلالة، بل لضمّها الوجازة إلي الجزالة.