في آداب التجارة















في آداب التجارة



1/6347- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أنّه رخّص للمشتري سؤال البائع الزيادة بعد أن يوفّيه، فإن شاء فعل و إن شاء لم يفعل.[1].

2/6348- عن علي عليه‏السلام أنّه وقف علي خيّاط، فقال: يا خيّاط ثکلتک الثواکل، صلّب الخيوط ودقّق الدروز، وقارب الغرز، فإنّي سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: يحشر الخيّاط الخائن وعليه قميص ورداء ممّا خاط وخان فيه، واحذروا السقطات فصاحب الثوب أحقّ بها ولا تتّخذ بها الأيادي تطلب بها المکافات.[2].

3/6349- محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيي، عن طلحة بن زيد، عن أبي‏عبداللَّه، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: من اتّجر بغير علم ارتطم في الربا ثمّ ارتطم، وکان يقول: لا يقعدنّ في السوق إلّا من يعقل الشراء

[صفحه 15]

والبيع.[3].

4/6350- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: من سرّه أن تُستجاب دعوته، فليطيّب کسبه.[4].

5/6351- السيد عليّ بن طاووس، نقلاً عن رسائل الکليني بإسناده عنه عليه‏السلام أنّه قال في وصيّته لولده الحسن عليه‏السلام: فاعلم يقيناً أنّک لم تبلغ أملک ولا تعدو أجلک، فإنّک في سبيل من کان قبلک، فخفّض في الطلب وأجمل في المکسب، فإنّه ربّ طلب قد جرّ إلي حرب، وليس کلّ طالب بناج ولا کلّ مجمل بمحتاج، وأکرم نفسک عن دنيّة وإن ساقتک إلي الرغائب فإنّک لن تعارض بما تبذل شيئاً من دينک وعرضک بثمن وإن جلّ، إلي أن قال عليه‏السلام: ما خير بخير لا ينال إلّا بشر، ويسرٍ لا ينال إلّا بعسر.[5].

6/6352- کان علي عليه‏السلام يدور في سوق الکوفة بالدرّة ويقول: معاشر التجّار خذوا الحق وأعطوا الحق تسلموا، لا تردّوا قليل الربح فتحرموا کثيره.[6].

7/6353- عن علي [عليه‏السلام] قال: التاجر فاجر، وفجوره أن ينفق سلعته بالحلف.[7].

8/6354- عليّ بن الحسين المرتضي، نقلاً عن تفسير النعماني بإسناده، عن علي عليه‏السلام في بيان معائش الخلق، إلي أن قال عليه‏السلام: وأمّا وجه التجارة فقوله تعالي: «يَا

[صفحه 16]

أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَي أَجَلٍ مُسَمّيً فَاکْتُبُوهُ»[8] الآية، فعرّفهم سبحانه کيف يشترون المتاع في السفر والحضر، وکيف يتّجرون، إذ کان ذلک من أسباب المعاش.[9].

9/6355- (روضة الواعظين)، قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: معاشر الناس الفقه ثمّ المتجر، اللَّه للربا في هذه الاُمّة أخفي من دبيب النمل علي الصفا.[10].

10/6356- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أنّ رجلاً قال: يا أميرالمؤمنين إنّي اُريد التجارة، قال: أفقِهتَ في دين اللَّه؟ قال: يکون بعد ذلک، قال: ويحک الفقه ثمّ المتجر، فإنّه من باع واشتري ولم يسأل عن حرام ولا حلال ارتطم في الربا ثمّ ارتطم.[11].

11/6357- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: من اتّجر بغير فقه ارتطم في الربا.[12].

12/6358- القطب الراوندي في (لبّ اللباب): عن علي عليه‏السلام أنّه قال: خمسة أشياء تقع بخمسة أشياء، ولابدّ لتلک الخمسة من النار: من أتّجر بغير علم فلابدّ له من أکل الربا، ولابدّ لآکل الربا من النار.[13].

13/6359- الصدوق، حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوکل، قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن محمّد بن أحمد رفعه، إلي الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي‏طالب، عن أبيه زيد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إذا التاجران صدقا وبرّا بورک لهما، وإذا کذبا وخانا لم يبارک لهما، وهما بالخيار ما لم يفترقا، فإن اختلفا فالقول قول

[صفحه 17]

ربّ السلعة ويتتارکان.[14].

14/6360- محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسي، عن أبي‏الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول علي المنبر: يا معشر التجار الفقه ثمّ المتجر، الفقه ثمّ المتجر، الفقه ثمّ المتجر، واللَّه لَلربا في هذه الاُمّة أخفي من دبيب النمل علي الصفا، شوبوا ايمانکم بالصدق، التاجر فاجر والفاجر في النار، إلّا من أخذ الحق وأعطي الحق.[15].

15/6361- الصدوق، حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي، قال: حدّثنا محمّد بن أبي‏عبداللَّه السکوني، عن صالح بن أبي‏حمّاد، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن أبيه، عن عمرو بن أبي‏المقدام، عن أبي‏عبداللَّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: الغنم إذا أقبلت أقبلت وإذا أدبرت أقبلت، والبقر إذا أقبلت أقبلت وإذا أدبرت أدبرت، والابل أعناق الشياطين إذا أقبلت أدبرت وإذا أدبرت أقبلت، ولا يجي‏ء خيرها إلّا من جانبها الأشأم، قيل: يا رسول‏اللَّه فمن يتّخذها بعد ذا؟ قال: فأين الأشقياء الفجرة.[16].

16/6362- الصدوق، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم السکوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، عن علي عليه‏السلام قال: سئل رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أي المال خير؟ قال: زرع زرعه صاحبه وأصلحه وأدّي حقّه يوم حصاده، قيل: فأيّ المال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في غنمه قد تبع بها مواضع القطر، يقيم الصلاة ويؤتي الزکاة، قيل: فأيّ المال

[صفحه 18]

بعد الغنم خير؟ قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير، قيل: فأيّ المال بعد البقر خير؟ قال: الراسيات في الوحل والمطعمات في المحل، نعم الشي‏ء النخل من باعه فإنّما ثمنه بمنزلة رماد علي رأس شاهق اشتدّت به الريح في يوم عاصف، إلّا أن يخلف مکانها، قيل: يا رسول‏اللَّه فأيّ المال بعد النخل خير؟ فسکت، فقال له رجل: فأين الابل؟ قال: فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة، ولا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأشأم، أما أنّها لا تعدم الأشقياء الفجرة.[17].

17/6363- أحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن أبي‏نصر بن مزاحم، قال: حدّثني حميد الآبي، عن اُمّ راشد مولاة اُمّ هاني، أنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام دخل علي اُمّ هاني، فقالت اُمّ هاني: قدّمي لأبي الحسن طعاماً، فقدّمت ما کان في البيت، فقال عليه‏السلام: ما لي لا أري عندکم البرکة؟ فقالت اُمّ هاني: أوليس هذا برکة؟ فقال: لست أعني هذا إنّما أعني الشاة، فقالت: فما لنا من شاة، فآکل وأستسقي.[18].

18/6364- أحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن القاسم بن يحيي، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: من کانت في منزله شاة، قدّست عليه الملائکة في کلّ يوم مرّة، ومن کانت عنده اثنتان، قدّست عليه الملائکة في کلّ يوم مرّتين، وکذلک في الثلاثة، ويقول اللَّه: بورک فيکم.[19].

19/6365- عن علي [عليه‏السلام]: الشاة في البيت برکة، والشاتان برکتان، والثلاث ثلاث برکات.[20].

[صفحه 19]

20/6366- ابن‏جرير، حدّثنا المقدمي، ثنا إسحاق الفروي، ثنا عيسي بن عبداللَّه ابن‏محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي‏جدّه علي [عليه‏السلام] قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: من کان في بيته شاة تحلب جاءت اللَّه برزقها وکانت في بيته برکة، وقُدّس کلّ يوم تقديسة وانتقل الفقر عنه مرحلة، ومن کانت عنده شاتان يحلبهما جاءه اللَّه برزقهما وانتقل الفقر عنه مرحلتين، وقدّس کلّ يوم تقديستين، ومن کان في بيته ثلاث شياه يحلبهنّ جاءه اللَّه برزقهنّ وکانت في بيته ثلاث برکات وقدّس کلّ يوم ثلاث تقديسات، وانتقل عنه الفقر ثلاث مراحل.[21].

21/6367- الصدوق، حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سعد بن عبداللَّه، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن أبي‏وکيع، عن أبي‏إسحاق السبيعي، عن الحارث، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: عليکم بالغنم والحرث فإنّهما يروحان بخير ويغدوان بخير، فقيل: يا رسول‏اللَّه فأين الابل؟ قال: تلک أعناق الشياطين، ويأتيها خيرها من الجانب الأشأم، قيل: يا رسول‏اللَّه إن سمع الناس بذلک ترکوها، فقال: إذاً لا يعدمها الأشقياء الفجرة.[22].

22/6368- محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمّد، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن‏محبوب، عن عمرو بن أبي‏المقدام، عن جابر، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام قال: کان أميرالمؤمنين عليه‏السلام بالکوفة عندکم يغتذي کلّ يوم بکرة من القصر، فيطوف في أسواق الکوفة سوقاً سوقاً ومعه الدرّة علي عاتقه وکان لها طرفان وکانت تسمّي السبيبة فيقف علي أهل کلّ سوق فينادي: يا معشر التجار اتّقوا اللَّه عزّوجلّ، فإذا سمعوا صوته عليه‏السلام ألقوا ما بأيديهم وارعوا إليه بقلوبهم وسمعوا بآذانهم، فيقول عليه‏السلام: قدّموا الاستخارة وتبرّکوا بالسهولة واقتربوا

[صفحه 20]

من المبتاعين، وتزيّنوا بالحلم وتناهوا عن اليمين وجانبوا الکذب، وتجافوا عن الظلم وأنصفوا المظلومين، ولا تقربوا الربا وأوفوا الکيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين، فيطوف عليه‏السلام في جميع أسواق الکوفة، ثمّ يرجع فيقعد للناس.[23].

23/6369- إبراهيم بن محمّد الثقفي، أخبرنا عبداللَّه بن أبي‏شيبة، قال: حدّثنا أبومعاوية، عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي عليه‏السلام قال: کان يخرج إلي السوق ومعه الدرّة فيقول: إنّي أعوذ بک من الفسوق ومن شرّ هذا السوق.[24].

24/6370- عن مختار التمار، قال: کنت أبيت في مسجد الکوفة وأنزل الرحبة وآکل الخبز من البقّال- وکان من أهل البصرة- فخرجت ذات يوم فإذا رجل يصوّت بي: ارفع ازارک فإنّه أنقي لثوبک وأتقي لربّک، فقلت: من هذا؟ فقيل: عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام فخرجت أتبعه وهو متوجّه إلي سوق الابل، فلمّا أتاها وقف وقال: يا معشر التجار إيّاکم واليمين الفاجرة فإنّها تنفق السلعة وتمحق البرکة، ثمّ مضي حتّي أتي إلي التمارين، فإذا جارية تبکي علي تمّار، فقال: ما لک؟ قالت: إنّي أمة أرسلني أهلي أبتاع لهم بدرهم تمراً، فلمّا أتيتهم به لم يرضوه، فرددته فأبي أن يقبله، فقال: يا هذا خذ منها التمر وردّ عليها درهمها، فأبي، فقيل للتمار: هذا عليّ بن أبي‏طالب، فقبل التمر وردّ الدرهم علي الجارية وقال: ما عرفتک يا أميرالمؤمنين فاغفر لي، فقال عليه‏السلام: يا معشر التجار اتّقوا اللَّه وأحسنوا مبايعتکم يغفر اللَّه لنا ولکم.

ثمّ مضي وأقبلت السماء بالمطر، فدنا إلي حانوت فاستأذن صاحبه فلم يأذن له صاحب الحانوت ودفعه، فقال: يا قنبر أخرجه إليّ فعلاه بالدرّة ثمّ قال: ما ضربتک

[صفحه 21]

لدفعک إيّاي ولکنّي ضربتک لئلّا تدفع مسلماً ضعيفاً فتکسر بعض أعضائه فيلزمک.

ثمّ مضي حتّي أتي سوق الکرابيس فإذا برجل وسيم فقال عليه‏السلام: يا هذا عندک ثوبان بخمسة دراهم؟ فوثب الرجل فقال: يا أميرالمؤمنين عندي حاجتک، فلمّا عرفه مضي عنه فوقف علي غلام فقال: يا غلام عندک ثوبان بخمسة؟ قال: نعم عندي، فأخذ ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين، فقال: يا قنبر خذ الذي بثلاثة دراهم، قال: أنت أولي به تصعد المنبر وتخطب الناس، قال: وأنت شابّ ولک شره الشباب، وأنا أستحي من ربّي أن أتفضّل عليک، سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: ألبسوهم ممّا تلبسون وأطعموهم ممّا تطعمون، فلمّا لبس القميص مدّ يده في ذلک فإذا هو يفضل عن أصابعه، فقال: اقطع هذا الفضل فقطعه، فقال الغلام: هلمّ أکفّه، فقال: دعه کما هو فإنّ الأمر أسرع من ذلک.[25].

25/6371- أحمد بن محمّد، أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبوالحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي أبوبکر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبوأحمد بن الحسن القاضي، قالا: حدّثنا المختار، عن أبي‏مطر، قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارک فإنّه أنقي لثوبک وأتقي لک وخذ من رأسک إن کنت مسلماً، فمشيت خلفه وهو مؤتزر بإزار ومرتد برداء، معه الدرّة کأنّه أعرابي بدوي، فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: أراک غريباً بهذا البلد؟ قلت: أجل رجل من أهل البصرة، قال: هذا علي أميرالمؤمنين عليه‏السلام، (فسار) حتّي انتهي إلي دار بني أبي‏معيط وهو سوق الابل، فقال: بيعوا ولا تحلفوا فإنّ اليمين تنفق السلعة وتمحق البرکة، ثمّ أتي أصحاب التمر فإذا خادمة تبکي، فقال: ما يبکيک؟ قالت: باعني هذا

[صفحه 22]

الرجل تمراً بدرهم فردّه مواليّ وأبي أن يقبله، فقال له: خذ تمرک واعطها درهمها فإنّها خادمة ليس لها أمر، فدفعه، فقلت: أتدري من هذا؟ قال: لا، قلت: عليّ بن أبي‏طالب أميرالمؤمنين، فصبّ تمره وأعطاها درهمها، فقال: أحبّ أن ترضي عنّي، فقال: ما أرضاني عنک إذا وفّيتهم حقوقهم.

ثمّ مرّ مجتازاً بأصحاب التمر، فقال: يا أصحاب التمر، أطعموا المساکين فيربوا کسبکم، ثمّ مرّ مجتازاً ومعه المسلمون حتّي أتي أصحاب السمک، فقال: لا يباع في سوقنا طافي ثمّ أتي دار فرات وهو سوق الکرابيس، فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميصي بثلاثة دراهم، فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، ثمّ أتي آخر فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، فأتي غلاماً حدثاً فاشتري منه قميصاً بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرُسغين إلي الکعبين وقال حين لبسه: الحمد للَّه الذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس واُواري به عورتي، فقيل له: يا أميرالمؤمنين هذا شي‏ء ترويه عن نفسک أو شي‏ء سمعته من رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله؟ قال: بل شي‏ء سمعته من رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول عند الکسوة.

فجاء أبوالغلام صاحب الثوب فقيل: يا فلان قد باع ابنک اليوم من أميرالمؤمنين عليه‏السلام قميصاً بثلاثة دراهم، قال: أفلا أخذت منه درهمين، فأخذ أبوه درهماً وجاء به إلي أميرالمؤمنين وهو جالس علي باب الرحبة ومعه المسلمون، فقال: أمسک هذا الدرهم يا أميرالمؤمنين، قال: ما شأن هذا الدرهم؟ قال: کان ثمن قميصک درهمين، فقال: باعني رضاي وأخذه برضاه.[26].

26/6372- محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن موسي ابن‏جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي، عن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن خداهي،

[صفحه 23]

عن عبداللَّه بن أيوب، عن عبداللَّه بن هاشم، عن عبدالکبير بن عمرو الخثعمي، عن حبّابة الوالبية، قالت: رأيت أميرالمؤمنين عليه‏السلام في شرطة الخميس ومعه درّة لها سبّابتان يضرب بها بيّاعي الجري والمارماهي والزمّار، ويقول لهم: يا بيّاعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان، فقام إليه فرات بن أحنف فقال: يا أميرالمؤمنين وما جند بني مروان؟ قال له: أقوام حلقوا اللّحي وفتلوا الشوارب فمسخوا، الحديث.[27].

27/6373- عن علي عليه‏السلام أنّه کان يمشي في الأسواق، وبيده درّة يضرب بها من وجد من مُطفّفٍ أو غاش في تجارة المسلمين، قال الأصبغ: قلت له يوماً: أنا أکفيک هذا يا أميرالمؤمنين واجلس في بيتک، قال: ما نصحتني يا أصبغ، وکان يرکب بغلة رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله الشهباء ويطوف في الأسواق سوقاً سوقاً، فأتي يوماً طاق اللحّامين فقال: يا معشر القصّابين لا تعجّلوا الأنفس قبل أن تزهق، وإيّاکم والنفخ في اللحم، ثمّ أتي إلي التمارين فقال: أظهروا من ردي‏ء بيعکم ما تظهرون من جيّده، ثمّ أتي السمّاکين فقال: لا تبيعوا إلّا طيّباً، وإيّاکم وما طفا، ثمّ أتي الکنّاسة وفيها من أنواع التجارة: من نخّاس وقُماطٍ وبايع ابل وصيرفي وبزّاز وخيّاط، فنادي بأعلي صوت: يا معشر التجار إنّ أسواقکم هذه يحضرها الأيمان فشوبوا أيمانکم بالصدقة، وکفّوا عن الحلف، فإنّ اللَّه تبارک وتعالي لا يُقدّس من حلف باسمه کاذباً.[28].

28/6374- الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبداللَّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيداليقطيني، عن القاسم بن يحيي، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي‏بصير، ومحمّد بن مسلم، عن أبي‏عبداللَّه، عن أبي‏جعفر، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق، فقولوا حين تدخلون السوق: أشهد أن لا إله

[صفحه 24]

إلّا اللَّه وحده لا شريک له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلي الله عليه و آله، اللّهمّ إنّي أعوذ بک من صفقة خاسرة ويمين فاجرة، وأعوذ بک من بوار الأيم.[29].

29/6375- البيهقي، أخبرنا أبوسعيد بن أبي‏عمرو، ثنا أبوالعباس هو الأصم، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، ثنا يحيي بن آدم، ثنا عبيد، عن سعيد بن أبي‏عروبة، عن قتادة، عن علي رضي الله عنه: أنّه کان يکره أن يشتري من أرض الخراج شيئاً ويقول: عليها خراج المسلمين.[30].

30/6376- (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قيل: يا رسول‏اللَّه أيّ المال خير؟ قال: زرع زرعه أصلحه صاحبه، وأدّي حقّه يوم حصاده.[31].

31/6377- عن ابن‏أبي‏فديک، قال: حدّثني عليّ بن عمر بن عليّ بن أبي‏طالب، عن أبيه، عن جدّه [عليه‏السلام] قال: لما قدم رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم المدينة، قال: يا معشر قريش إنّکم بأقلّ الأرض مطراً، فأحرثوا فإنّ الحرث مبارک، وأکثروا فيه من الجماجم.[32].

32/6378- عن عمرو بن صليع المحاربي، قال: جاء رجل إلي علي فوشي برجل، فقال: إنّه أخذ أرضاً فصنع بها کذا وکذا، فقال الرجل: أخذتها بالنصف أکري أنهارها وأصلحها وأعمرها، فقال علي [عليه‏السلام]: لا بأس به.[33].

33/6379- عن علي [عليه‏السلام] قال: لا بأس بالزراعة بالنصف.[34].

34/6380- عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي‏طالب [عليه‏السلام]،

[صفحه 25]

قال: نهي رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم عن جذاذ الليل وحصاد الليل.[35].

35/6381- عن علي [عليه‏السلام] قال: أمر رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم بالجماجم أن تنصب في الزرع، قيل: من أجل ماذا؟ قال: من أجل العين.[36].

36/6382- محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسي، عن أبي‏زهرة، عن اُمّ الحسن، قالت: مرّ بي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقال: أيّ شي‏ء تصنعين يا اُمّ الحسن؟ قلت: أغزل، فقال: أما أنّه أحلّ الکسب- أو من أحلّ الکسب-.[37].

37/6383- محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، حدّثنا محمّد بن يحيي العطار، عن محمّد بن أحمد، قال: حدّثني أبوجعفر أحمد بن أبي‏عبداللَّه، عن رجل، عن عليّ بن أسباط، عن عمّه يعقوب، رفع الحديث إلي عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في کلام کثير: نعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة.[38].

38/6384- العياشي: عن محمّد بن خالد الضبّي، قال: مرّ إبراهيم النخعي علي امرأة وهي جالسة علي باب دارها بکرة، وکان يقال لها اُمّ بکر وفي يدها مغزل تغزل به، فقال لها: يا اُمّ بکر أما کبرت أما آن لک أن تضعي هذا المغزل؟ فقالت: وکيف أضعه وسمعت عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام يقول: هو من طيّبات الکسب.[39].

39/6385- الصدوق، قال علي عليه‏السلام: اُطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس، فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض، وهي الساعة التي يقسّم اللَّه فيها الرزق بين عباده.[40].

[صفحه 26]

40/6386- الصدوق، روي السکوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام قال: قال علي عليه‏السلام: من آتاه اللَّه برزق لم يخط إليه برجله ولم يمدّ إليه يده، ولم يتکلّم فيه بلسانه، ولم يشدّ إليه ثيابه، ولم يتعرّض له، کان ممّن ذکره اللَّه عزّوجلّ في کتابه: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ».[41] [42].

41/6387- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: الرحال تفيد المال.[43].

42/6388- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام، أنّه قال للحسن عليه‏السلام: لا تلم إنساناً يطلب قوته، فمن عدم قوته کثرت خطاياه، الخبر.[44].

43/6389- الصدوق، باسناده عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: البکور في طلب الرزق يزيد في الرزق.[45].

44/6390- محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إنّ الأشياء لما ازدوجت ازدوج الکسل والعجز، فنتج بينهما الفقر.[46].

45/6391- الصدوق، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي‏القاسم، عن محمّد بن علي القرشي الکوفي، قال: حدّثنا أبوزياد محمّد بن زياد البصري، قال: حدّثنا عبداللَّه بن عبدالرحمن المدائني، قال: حدّثنا ثابت بن أبي‏صفية الثمالي، عن ثور بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام يقول: ترک نسيج العنکبوت في البيت يورث الفقر، والبول في

[صفحه 27]

الحمّام يورث الفقر، وترک القمامة في البيت يورث الفقر، والأکل علي الجنابة يورث الفقر، والتخلّل بالطرفاء يورث الفقر، والتمشّط من قيام يورث الفقر، واليمين الفاجرة تورث الفقر، والزنا يورث الفقر، وإظهار الحرص يورث الفقر، والنوم بين العشائين يورث الفقر، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر، واعتياد الکذب يورث الفقر، وکثرة الاستماع إلي الغنا يورث الفقر، وردّ السائل الذکر بالليل يورث الفقر.

ثمّ قال عليه‏السلام: ألا اُنبّئکم بعد ذلک بما يزيد في الرزق؟ قالوا: بلي يا أميرالمؤمنين، فقال: الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق، والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق، وصلة الرحم تزيد في الرزق، وکسح الفنا يزيد في الرزق، ومواساة الأخ في اللَّه عزّوجلّ يزيد في الرزق، والبکور في طلب الرزق يزيد في الرزق، والاستغفار يزيد في الرزق، واستعمال الأمانة يزيد في الرزق، وقول الحقّ يزيد في الرزق، واجابة المؤذّن يزيد في الرزق، وترک الکلام في الخلاء يزيد في الرزق، وترک الحرص يزيد في الرزق، وشکر المنعم يزيد في الرزق، واجتناب اليمين الکاذبة يزيد في الرزق، والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق، وأکل ما يسقط من الخؤان يزيد في الرزق، ومن سبّح اللَّه کلّ يوم ثلاثين مرّة دفع اللَّه عزّوجلّ عنه سبعين نوعاً من البلاء أيسرها الفقر.[47].

46/6392- محمّد بن يعقوب، عن سهل بن زياد، عن ابن‏محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: إنّ في کتاب علي عليه‏السلام: أنّ الولد لا يأخذ من مال والده شيئاً إلّا بإذنه، والوالد يأخذ من مال ابنه ما شاء وله أن يقع علي جارية ابنه إذا لم يکن الابن وقع عليها، وذکر أنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال لرجل:

[صفحه 28]

أنت ومالک لأبيک.[48].

47/6393- قال رجل لأمير المؤمنين عليه‏السلام: کان لي عبدفأعتقه والدي عليّ من غير أمري ولا رضاي، فقال عليه‏السلام: والدک أملک بک وبمالک منک، فإنّک ومالک من هبة اللَّه لوالدک.[49].

[صفحه 29]


صفحه 15، 16، 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 27، 28، 29.








  1. دعائم الإسلام 31:2؛ مستدرک الوسائل 294:13 ح15394.
  2. مجموعة ورام 42:1؛ مستدرک الوسائل 295:13 ح15401.
  3. الکافي 154:5؛ إحياء الاحياء 148:3؛ تهذيب الأحکام 5:7؛ من لا يحضره الفقيه 193:3 ح3725.
  4. الجعفريات: 224؛ مستدرک الوسائل 27:13 ح14644.
  5. کشف المحجّة: 166؛ مستدرک الوسائل 28:13 ح14649.
  6. إحياء الاحياء 185:3.
  7. کنز العمال 175:4 ح15542.
  8. البقرة: 282.
  9. رسالة المحکم والمتشابه: 48؛ وسائل الشيعة 4:12.
  10. البحار 117:103؛ غير موجود في المصدر.
  11. دعائم الإسلام 16:2؛ مستدرک الوسائل 13 ح247 ح15262.
  12. نهج‏البلاغة: قصار الحکم 447؛ مستدرک الوسائل 248:13 ح15268؛ البحار 93:103.
  13. مستدرک الوسائل 331:13 ح15505.
  14. خصال الصدوق، باب الاثنين: 45؛ البحار 95:103.
  15. الکافي 150:5؛ من لا يحضره الفقيه 194:3 ح3731؛ وسائل الشيعة 282:12؛ تهذيب الأحکام 6:7.
  16. معاني الأخبار:321؛ البحار 123:64؛ الخصال، باب الأربعة:246.
  17. الخصال، باب الأربعة: 245؛ البحار 121:64.
  18. محاسن البرقي 486:2 ح2689؛ وسائل الشيعة 375:8؛ البحار 131:64.
  19. محاسن البرقي 487:2 ح2697؛ وسائل الشيعة 375:8؛ الخصال، حديث الأربعمائة: 617؛ البحار 133:64.
  20. کنز العمال 324:12 ح35223.
  21. کنز العمال 183:14 ح38311.
  22. الخصال، باب الاثنين: 45؛ وسائل الشيعة 367:8؛ المحاسن 381:2 ح2672.
  23. الکافي 151:5؛ وسائل الشيعة 284:12؛ تهذيب الأحکام 6:7.
  24. الغارات 113:1؛ مستدرک الوسائل 263:13 ح15302.
  25. مکارم الأخلاق: 100؛ مستدرک الوسائل 270:13 ح15327؛ البحار 93:103؛ الغارات 105:1.
  26. مناقب الخوارزمي: 121 ح136؛ کشف الغمة، باب زهد علي 163:1؛ تاريخ ابن‏عساکر، مجلد ترجمة علي 242:3.
  27. الکافي 346:1؛ وسائل الشيعة 423:1.
  28. دعائم الإسلام 538:2؛ مستدرک الوسائل 235: 13 ح15224.
  29. الخصال، حديث الأربعمائة: 634؛ مستدرک الوسائل 263:13 ح5304؛ البحار 96:103.
  30. سنن البيهقي 140:9؛ کنز العمال 554:4 ح11633.
  31. الجعفريات: 246؛ مستدرک الوسائل 460:13 ح15896؛ الغايات: 213؛ الخصال، باب الأربعة: 245؛ معاني الأخبار: 197؛ أمالي الصدوق، المجلس 286:56؛ البحار 64:103.
  32. کنز العمال 129:4 ح9876.
  33. کنز العمال 534:15 ح42067.
  34. کنز العمال 534:15 ح42068.
  35. کنز العمال 540:15 ح42089.
  36. کنز العمال 540:15 ح42090.
  37. الکافي 311:5؛ وسائل الشيعة 174:12؛ تهذيب الأحکام 382:6.
  38. علل الشرائع، باب النوادر: 583؛ وسائل الشيعة 174:12.
  39. تفسير العياشي 150:1؛ وسائل الشيعة 174:12؛ تفسير الرهان 255:1.
  40. الخصال، حديث الأربعمائة: 616؛ البحار 318:85.
  41. الطلاق 2 و3.
  42. من لا يحضره الفقيه 166:3 ح3612؛ تفسير نور الثقلين 356:5؛ تفسير الصافي 188: 5؛ البحار 281:70.
  43. مستدرک الوسائل 14:13 ح14593؛ عن غرر الحکم ودرر الکلم.
  44. جامع الأخبار:300 ح818؛ مستدرک الوسائل 14:13 ح14596.
  45. الخصال، حديث الأربعمائة: 616؛ البحار 5:103.
  46. الکافي 86:5؛ وسائل الشيعة 38:12.
  47. الخصال، أبواب الستّة عشر: 504؛ روضة الواعظين: 455، في ذکر فضل الفقر والقوت؛ وسائل الشيعة 276:11؛ البحار 314:76.
  48. الکافي 135:5؛ تهذيب الأحکام 343:6؛ وسائل الشيعة 544:14؛ الاستبصار 48:3؛ من لا يحضره الفقيه 452:3 ح4561.
  49. مستدرک الوسائل 62:13 ح15091.