قبول دعوي المعصوم بدون بيّنة















قبول دعوي المعصوم بدون بيّنة



1/7775- محمد بن علي بن الحسين، باسناده إلي قضايا أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: جاء أعرابي إلي النبي صلي الله عليه و آله فادعي عليه سبعين درهماً ثمن ناقة باعها منه، فقال: قد أوفيتک، فقال: اجعل بيني وبينک رجلاً يحکم بيننا، فأقبل رجل من قريش فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: احکم بيننا، فقال للأعرابي: ما تدعي علي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله؟ فقال: سبعين درهماً ثمن ناقة بعتها منه، فقال: ما تقول يارسول‏اللَّه؟ قال: قد أوفيته فقال للأعرابي: ما تقول؟ فقال: لم يوفني، فقال لرسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: ألک بينة أنک قد أوفيته؟ قال: لا، فقال للأعرابي: أتحلف أنّک لم تستوف حقّک وتأخذه؟ فقال: نعم،فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: لا تحاکمنّ مع هذا إلي رجل يحکم بيننا بحکم اللَّه عزّوجلّ، فأتي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام ومعه الأعرابي، فقال علي عليه‏السلام: مالک يارسول

[صفحه 500]

اللَّه؟ قال: ياأباالحسن احکم بيني وبين هذا الأعرابي، فقال علي عليه‏السلام: ياأعرابي ما تدعي علي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله؟ قال: سبعين درهماً ثمن ناقة بعتها منه، فقال: ما تقول يارسول‏اللَّه؟ قال: قد أوفيته ثمنها، فقال: ياأعرابي أصدق رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فيما قال؟ قال: لا ما أوفاني شيئاً، فأخرج علي عليه‏السلام سيفه فضرب عنقه، فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: لم فعلت ياعلي ذلک؟ فقال يارسول‏اللَّه نحن نصدّقک علي أمر اللَّه ونهيه وعلي أمر الجنة والنار والثواب والعقاب ووحي اللَّه عزّوجلّ ولا نصدّقک علي ثمن ناقة الأعرابي، وإني قتلته لأنّه کذّبک لما قلت له أصدق رسول‏اللَّه فيما قال، فقال: لا ما أوفاني شيئاً، فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: أصبت ياعلي فلا تعد إلي مثلها، ثم التفت إلي القرشي وکان قد تبعه، فقال: هذا حکم اللَّه لا ما حکمت به.[1].

2/7776- وعنه، باسناده عن محمد بن بحر الشيباني، عن أحمد بن الحرب، قال: حدثنا أبوأيوب الکوفي، قال: حدثنا إسحاق بن وهب العلاف، قال: حدثنا أبوعاصم النبّال، عن ابن‏جريح، عن الضحاک، عن ابن‏عباس، قال: خرج رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله من منزل عائشة فاستقبله أعرابي ومعه ناقة، فقال: يامحمد تشتري هذه الناقة؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله: نعم بکم تبيعها ياأعرابي؟ فقال بمائتي درهم، فقال النبي صلي الله عليه و آله: بل ناقتک خير من هذا، فما زال النبي يزيد حتي اشتري الناقة بأربعمائة درهم، قال: فلما دفع النبي صلي الله عليه و آله إلي الأعرابي الدراهم ضرب الأعرابي علي زمام الناقة، فقال: الناقة ناقتي والدراهم دراهمي فإن کان لمحمد شي‏ء فليقم البينة، قال: فأقبل رجل فقال النبي صلي الله عليه و آله: أفترضي بالشيخ المقبل؟ قال: نعم يامحمد، فقال النبي صلي الله عليه و آله: تقضي فيما بيني وبين هذا الأعرابي؟ فقال: تکلّم يارسول‏اللَّه، فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: الناقة ناقتي والدراهم دراهم الأعرابي، فقال الأعرابي: بل الناقة ناقتي والدراهم دارهمي

[صفحه 501]

إن کان لمحمد شي‏ء فليقم البينة، فقال الرجل: القضية فيها واضحة يارسول‏اللَّه، وذلک لأن الأعرابي طلب البينة، فقال له النبي صلي الله عليه و آله: اجلس فجلس، ثم أقبل رجل آخر فقال له النبي صلي الله عليه و آله: أترضي ياأعرابي بهذا الشيخ المقبل؟ قال: نعم يامحمد، فلما دنا قال النبي صلي الله عليه و آله اقض فيما بيني وبين هذا الأعرابي، فقال: تکلّم يارسول‏اللَّه، فقال النبي: الناقة ناقتي والدراهم دارهم الأعرابي، فقال الأعرابي: بل الدراهم دراهمي والناقة ناقتي إن کان لمحمد شي‏ء فليقم البينة، فقال الرجل: القضية فيها واضحة يارسول‏اللَّه لأن الأعرابي طلب البينة، فقال النبي صلي الله عليه و آله اجلس فجلس، ثم أقبل رجل آخر فقال النبي صلي الله عليه و آله: أترضي ياأعرابي بالشيخ المقبل؟ قال: نعم يامحمد، فلما دنا قال النبي صلي الله عليه و آله: اقض فيما بيني وبين هذا الأعرابي، فقال: تکلّم يارسول‏اللَّه فقال النبي: الناقة ناقتي والدراهم دراهم الأعرابي، فقال الأعرابي: بل الدراهم دراهمي والناقة ناقتي إن کان لمحمد شي‏ء فليقم البينة، فقال الرجل: القضية فيها واضحة يارسول‏اللَّه لأن الأعرابي طلب البينة، فقال النبي صلي الله عليه و آله اجلس حتي يأتي اللَّه بمن يقضي بيني وبين الأعرابي بالحق، فأقبل علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام، فقال النبي صلي الله عليه و آله: أترضي بالشاب المقبل؟ قال: نعم، فلما دنا قال النبي صلي الله عليه و آله: ياأباالحسن اقضي فيما بيني وبين الأعرابي، فقال: تکلّم يارسول‏اللَّه، فقال النبي: الناقة ناقتي والدراهم دراهم الأعرابي، فقال الأعرابي: لا بل الناقة ناقتي والدراهم دراهمي إن کان لمحمد شي‏ء فليقم البينة، فقال علي عليه‏السلام: خلّ بين الناقة وبين رسول‏اللَّه، فقال الأعرابي: ما کنت بالذي أفعل أو يقيم البينة، قال: فدخل علي عليه‏السلام منزله فاشتمل علي قائم سيفه ثم أتي فقال: خلّ بين الناقة وبين رسول‏اللَّه، قال: ما کنت بالذي أفعل أو يقيم البينة، قال: فضربه علي عليه‏السلام ضربة، فاجتمع أهل الحجاز علي أنه رمي برأسه، وقال بعض أهل العراق بل قطع منه عضواً، قال: فقال النبي صلي الله عليه و آله: ما حملک علي هذا ياعلي؟

[صفحه 502]

فقال: يارسول‏اللَّه نصدقک عليالوحي‏من‏السماء ولا نصدّقک عليأربعمائة درهم.[2].


صفحه 500، 501، 502.








  1. من لا يحضره الفقيه 105:3 ح3425، وسائل الشيعة 200:18، الانتصار باب مسائل القضاء والشهادات: 238، أمالي الصدوق المجلس 90:22.
  2. من لا يحضره الفقيه 106:3 ح3426، الانتصار باب مسائل القضاء والشهادات: 239، مستدرک الوسائل 282:17 ح21641، البحار 223:40، مناقب ابن‏شهر آشوب باب قضاياه عليه‏السلام في عهد الأول 357:2.