في صفات القاضي















في صفات القاضي‏



1/7732- الشيخ المفيد، أخبرنا أبوبکر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا عبيد بن حمدون الرواسي قال: حدّثنا الحسن بن ظريف، قال: سمعت أباعبداللَّه جعفر بن محمد، قال: کان علي عليه‏السلام يقول: لو اختصم الي رجلان فقضيت بينهما، ثم مکثا أحوالاً کثيرة ثم أتياني في ذلک الأمر لقضيت بينهما قضاءاً واحداً؟ لأن القضاء لا يحول ولا يزول أبداً.[1].

2/7733- البيهقي: أخبرنا أبوزکريا بن أبي‏اسحاق المزکي، أنبأ عبداللَّه بن

[صفحه 487]

يعقوب، ثنا محمد بن عبدالوهاب، أنبأ جعفر بن عون، أنبأ سعيد بن عبيد الطائي، عن علي بن ربيعة، قال: أتيت علياً رضي ا... عنه فقلت اني أثبت من عمي وأجرأ فان رأيت أن تجعلني مکانه؟ قال: يابن أخي ان رأي الشيخ خير من مشهد الغلام.[2].

3/7734- وعنه: وأخبرنا أبوالحسن بن بشران، أنبأ أبوعمرو بن السماک، ثنا حنبل بن اسحاق، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، أن رجلاً أتي علياً رضي ا... عنه بابن له بديلاً، فقال علي رضي ا... عنه: رأي الشيخ أحبّ إليّ من مشهد الشاب.[3].

4/7735- عن علي عليه‏السلام في عهده إلي مالک الأشتر حين ولاه مصر، قال: انظر في القضاء بين الناس نظر عارف بمنزلة الحکم عند اللَّه، فإن الحکم ميزان قسط اللَّه الذي وضع في الأرض لانصاف المظلوم من الظالم، والأخذ للضعيف من القوي، وإقامة حدود اللَّه علي سننها ومنهاجها التي لا يصلح العباد والبلاد إلّا عليها، فاختر للقضاء بين الناس أفضل رعيتک في نفسک، أجمعهم للعلم والحلم والورع، ممن لا تضيق به الأمور، ولا تمحکه الخصوم، ولا يضجره عيّ العيّ، ولا يفرطه جور الظلوم، ولا تشرف نفسه علي الطمع، ولا يدخله إعجاب، ولا يکتفي بأدني فهم دون أقصاه، أو قفهم عند الشبهة، وآخذهم لنفسه بالحجة، وأقلهم تبرماً من تردد الحجج، وأصبرهم علي کشف الأمور وإيضاع الخصمين، لا يزدهيه الاطراء، ولا يشليه الاغراء، ولا يأخذ فيه التبليغ بأن يقال قال فلان قال فلان، فول القضاء من کان کذلک الخبر.[4].

5/7736- الشيخ الطوسي: فيما کتب أميرالمؤمنين عليه‏السلام لمحمد بن أبي‏بکر: لا تقض

[صفحه 488]

في أمر واحد بقضائين مختلفين، فيختلف أمرک وتزيغ عن الحق، وأحبّ لعامة رعيتک ما تحبّ لنفسک وأهل بيتک، وأکره لهم ما تکره لنفسک وأهل بيتک، فان ذلک أوجب للحجة وأصلح للرعية، وخض الغمرات إلي الحق، ولا تخف في اللَّه لومة لائم، وانصح المرء إذا استشارک، واجعل نفسک اُسوة لقريب المسلمين وبعيدهم.[5].

6/7737- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في کتابه إلي مالک الأشتر: اختر للحکم بين الناس أفضل رعيتک في نفسک، ممن لا تضيق به الأمور، إلي أن قال: أوقفهم في الشبهات، وآخذهم بالحجج، وأقلّهم تبرّماً بمراجعة الخصم، وأصبرهم علي تکشّف الأمور، وأصرمهم عند اتضاح الحکم.[6].

7/7738- عن علي عليه‏السلام: أنه کتب إلي رفاعة لما استقضاه علي الأهواز کتاباً کان فيه: ذَرِ المطامع وخالف الهوي، وزين العلم بسمت صالح، نعم عون الدين الصبر، لو کان الصبر رجلاً لکان رجلاً صالحاً، وإياک والملالة فانها من السخف والنذالة، لا تحضر مجلسک من يشبهک، وتخيّر لوردک، واقضِ بالظاهر، وفوض إلي العالم الباطن، دَع عنک «أظن وأحسب وأري» ليس في الدين إشکال، لا تمار سفيهاً ولا فقيهاً، أما الفقيه فيحرمک خيره، وأما السفيه فيحزنک شره، لا تجادل أهل الکتاب إلّا بالتي هي أحسن بالکتاب والسنّة، لا تعوّد نفسک الضحک فانه يذهب بالبهاء، ويجرئ الخصوم علي الاعتداء، إياک وقبول التحف من الخصوم، وحاذِر الدخلة، من ائتمن امرأة حمق، ومن شاورها فقبل منها ندم، احذر من دمعة المؤمن، فانها تقصف من دمّعها، وتطفي‏ء بحور النيران عن صاحبها، لا تنبز الخصوم، ولا تنهر السائل، ولا تجالس في مجلس القضاء غير فقيه، ولا تشاور في الفتيا، فانما المشورة

[صفحه 489]

في الحرب ومصالح العاجل، والدين ليس هو بالرأي، إنما هو الاتباع، لا تضيع الفرائض وتتکل علي النوافل، أحسن إلي من أساء إليک، واعف عمن ظلمک، وادعُ لمن نصرک، وأعط من حرمک، وتواضع لمن أعطاک، واشکر اللَّه علي ما أولاک، واحمده علي ما أبلاک، العلم ثلاثة: آية محکمة، وسنّة متبعة، وفريضة عادلة، وملاکهن أمرنا.[7].

8/7739- عن علي عليه‏السلام أنه کتب إلي رفاعة: لا تستعمل من لا يُصدّقک ولا يُصدّق قولک فينا، وإلّا فاللَّه خصمک وطالبک، لا تولّ أمر السوق ذا بدعة وإلّا فأنت أعلم.[8].

9/7740- عن علي عليه‏السلام أنه قال: کل حاکم يحکم بغير قولنا أهل البيت فهو طاغوت، وقرأ قول اللَّه تعالي: «يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَتَحَاکَمُواْ إلي الطَّاغُوْتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَنْ يَکْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيْدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيْدَاً»[9] ثم قال: قد واللَّه فعلوا، تحاکموا إلي الطاغوت وأضلّهم الشيطان ضلالاً بعيداً، فلم ينج من هذه الآية إلّا نحن وشيعتنا، وقد هلک غيرهم، فمن لم يعرف فعليه لعنة اللَّه.[10].

10/7741- عن علي عليه‏السلام أنه خطب الناس بالکوفة فقال في خطبته: إن مثل معاوية لا يجوز أن يکون أميناً علي الدماء والأحکام والفروج والمغانم والصّدقة، المتهم في نفسه ودينه، المجرّب بالخيانة للأمانة، الناقض للسنة، المستأصل للذّمة، التارک للکتاب، اللعين بن اللعين، لعنه رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في عشرة مواطن، ولعن أباه وأخاه، ولا ينبغي أن يکون علي المسلمين الحريص، فتکون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيهلکهم بجهله، ولا البخيل فيمنعهم حقوقهم، ولا الجاني فيحملهم

[صفحه 490]

بجنايته علي الجناء، ولا الحائف للدول فيتخذ قوماً دون قوم، ولا المرتشي في الحکم فيذهب بحقوق الناس، ولا للمعطّل للسنة فيهلک الاُمة.[11].

11/7742- عن علي عليه‏السلام أنه قال: إذا فشي الزنا ظهر موت الفجأة، وإذا جار الحاکم قحط المطر.[12].

12/7743- عن علي عليه‏السلام أنه کتب إلي رفاعة- قاضيه علي الاهواز- اعلم يارفاعة إن هذه الامارة أمانة فمن جعلها خيانة فعليه لعنة اللَّه إلي يوم القيامة، ومن استعمل خائناً فإن محمداً صلي الله عليه و آله برئ منه في الدنيا والآخرة.[13].

13/7744- قال علي عليه‏السلام إلي قثم بن العباس: واجلس لهم العصرين، فأفت للمستفتي، وعلّم الجاهل، وذاکر العالم، ولا يکن لک إلي الناس سفير إلّا لسانک، ولا حاجب إلّا وجهک، ولا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائک بها، فانها إن ذيدت عن أبوابک في أول وردها لم تحمد فيما بعد علي قضائها.[14].

14/7745- عن علي عليه‏السلام وصيته لعبداللَّه بن العباس عند استخلافه إياه علي البصرة: سَعِ الناس بوجهک ومجلسک وحکمک، وإيّاک والغضب فإنه طيرة من الشيطان.[15].

15/7746- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: أعدل الخلق أقضاهم بالحق، وقال: أفظع شي‏ء ظلم القضاة.[16].

16/7747- قال علي عليه‏السلام: لا يقيم أمر اللَّه سبحانه إلّا من لا يصانع، ولا يضارع،

[صفحه 491]

ولا يتّبع المطامع.[17].

17/7748- عن علي عليه‏السلام عن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فيما عهد اليه من أمر القضاة بعد ذکر صفاتهم: ثم أکثر تعاهد أمره وقضاياه، وأبسط عليه من البذل ما يستغني به عن الطمع، وتقل به حاجته إلي الناس، واجعل له منک منزلة لا يطمع فيها غيره حتي يأمن اغتيال الرجال إياه عندک، ولا يحابي أحداً للرجاء، ولا يصانعه لاستجلاب حسن الثناء، وأحسن توقيره في مجلسک، وقربه منک، الخبر.[18].

18/7749- عن علي عليه‏السلام أنه قال: لا ينفذ کتاب قاضي أهل البغي ولا يکاتب.[19].


صفحه 487، 488، 489، 490، 491.








  1. أمالي المفيد: 286، مستدرک الوسائل 408:17 ح1685، البحار 171:2، أمالي الطوسي المجلس الثالث: 64 ح94.
  2. سنن البيهقي 113:10.
  3. سنن البيهقي 113:10، کنز العمال 764:5 ح14314.
  4. دعائم الاسلام 368:1، مستدرک الوسائل 348:17 ح21543.
  5. أمالي الطوسي المجلس الأول: 30 ح31، البحار 276:104.
  6. نهج‏البلاغة کتاب: 53، وسائل الشيعة 116:18، البحار 253:77.
  7. دعائم الاسلام 534:2، مستدرک الوسائل 347:17 ح21542.
  8. دعائم الاسلام 530:2.
  9. النساء: 60.
  10. دعائم الاسلام 530:2، مستدرک الوسائل 244:17 ح21240.
  11. دعائم الاسلام 531:2، مستدرک الوسائل 251:17 ح21261.
  12. دعائم الاسلام 531:2، مستدرک الوسائل 357:17 ح21572.
  13. دعائم الاسلام 531:2، مستدرک الوسائل 355:17 ح21566.
  14. نهج‏البلاغة کتاب: 67، البحار 268:104، مستدرک الوسائل 315:17 ح21453.
  15. نهج‏البلاغة کتاب: 76، البحار 268:104.
  16. غرر الحکم: 335، مستدرک الوسائل 346:17 ح21541.
  17. نهج‏البلاغة قصار الحکم: 110، البحار 272:104.
  18. دعائم الاسلام 369:1، مستدرک الوسائل 348:17 ح21543.
  19. دعائم الاسلام 540:2، مستدرک الوسائل 401:17 ح21662.