في حدّ الغلاة والجبريّة















في حدّ الغلاة والجبريّة



1/7315- محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن‏أبي‏عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: أتي قوم أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقالوا: السلام عليک ياربّنا، فاستتابهم فلم يتوبوا، فحفر لهم حفيرة وأوقد فيها ناراً، وحفر حفيرة أُخري إلي جانبها وأفضي بينهما، فلمّا لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة الاُخري حتي ماتوا.[1].

2/7316- وعنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن‏محبوب، عن صالح بن سهل، عن کردين، عن رجل، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام وأبي‏جعفر عليه‏السلام قال: أنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام لما فرغ من أهل البصرة أتاه سبعون رجلاً من الزّط، فسلّموا عليه وکلّموه بلسانهم، فردّ عليهم بلسانهم، ثم قال لهم: إني لست کما

[صفحه 324]

قلتم أنا عبداللَّه مخلوق، فأبوا عليه وقالوا: أنت هو، فقال لهم: لئن لم تنتهوا وترجعوا عما قلتم فيّ وتتوبوا إلي اللَّه عزّوجلّ لأقتلنکّم، فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا، فأمر أن تحفر لهم آبار، فحفرت ثمّ خرق بعضها إلي بعض ثم قذفهم فيها، ثم خمرّ رؤوسها ثم ألهبت النار في بئر منها ليس فيها أحد، فدخل الدخان عليهم فيها فماتوا.[2].

3/7317- الشيخ الجليل الحسين بن عبدالوهاب المعاصر للمفيد رحمه الله نقلاً من کتاب (الأنوار) تأليف أبي‏الحسن علي بن الحسن بن همام، حدّث العباس بن الفضل، قال: حدثنا موسي بن عطية الأنصاري، قال: حدثنا حسان بن أحمد الأزرق، عن أبي‏الأحوص، عن أبيه، عن عمار الساباطي، قال: قدم أميرالمؤمنين عليه‏السلام المدائن فنزل بايوان کسري، وکان معه ذلف بن مجير منجمّ کسري، فلما زال الزوال (ظل) فقال: لذلف: قم معي، إلي أن قال: ثم نظر عليه‏السلام إلي جمجمة نخرة، فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة وکانت مطروحة، وجاء عليه‏السلام إلي الايوان وجلس فيه ودعا بطست وصبّ فيه ماء وقال له: دع هذه الجمجمة في الطست.

ثم قال عليه‏السلام: أقسمت عليک ياجمجمة أخبريني من أنا ومن أنت؟ فنطقت الجمجمة بلسان فصيح، فقالت: أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين في الظاهر والباطن وأعظم من أن توصف، وأما أنا فعبد اللَّه وابن‏أمة اللَّه کسري أنو شروان، فانصرف القوم الذين کانوا معه من أهل ساباط إلي أهاليهم وأخبروهم بما کان وبما سمعوه من الجمجمة فاضطربوا واختلفوا في معني أميرالمؤمنين وحضروه، وقال بعضهم: قد أفسد هؤلاء قلوبنا بما أخبروه عنک، وقال بعضهم فيه مثل ما قال النصاري في المسيح، ومثل ما قال عبداللَّه بن سبأ وأصحابه.

[صفحه 325]

فقال له أصحابه: فان ترکتهم علي هذا کفر الناس، فلما سمع ذلک منهم قال لهم: ما تحبون أن أصنع بهم؟ قالوا: تحرقهم بالنار کما أحرقت عبداللَّه بن سبأ وأصحابه، فأحضرهم وقال: ما حملکم علي ما قلتم؟ قالوا سمعنا کلام الجمجمة النخرة ومخاطبتها إياک، ولا يجوز ذلک إلّا للَّه تعالي، فمن ذلک قلنا ما قلنا، فقال عليه‏السلام: ارجعوا إلي کلامکم وتوبوا إلي اللَّه، فقالوا: ما کنا نرجع عن قولنا فاصنع بنا ما أنت صانع.

فأمر عليه‏السلام أن تضرم لهم النار فحرقهم، فلما احترقوا قال: اسحقوهم وذروهم في الريح، فسحقوهم وذروهم في الريح، فلما کان اليوم الثالث من احراقهم دخل أهل الساباط وقالوا: اللَّه اللَّه في دين محمد صلي الله عليه و آله إن الذين أحرقتهم بالنار، قد رجعوا إلي منازلهم أحسن ما کانوا، فقال عليه‏السلام: أليس قد أحرقتموهم بالنار؟ وسحقتموهم في الريح؟ قالوا بلي قال: أحرقتهم أنا واللَّه قد أحياهم، فانصرف أهل ساباط متحيرين.[3].

4/7318- الشيخ بن شاذان بن جبرئيل القمي، باسناده عن أبي‏الأحوص ما يقرب منه: وفي آخره فسمع بذلک أميرالمؤمنين عليه‏السلام فضاق صدره فأحضرهم وقال: ياقوم غلب عليکم الشيطان إن أنا إلّا عبد اللَّه أنعم عليّ بإمامته وولايته ووصية رسوله صلي الله عليه و آله فارجعوا عن الکفر فأنا عبد اللَّه وابن‏عبده، ومحمد صلي الله عليه و آله خير مني وهو أيضاً عبد اللَّه، وإن نحن إلّا بشر مثلکم فخرج بعضهم من الکفر، وبقي قوم علي الکفر ما رجعوا، فألح عليهم أميرالمؤمنين عليه‏السلام بالرجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنار، وتفرّق منهم قوم في البلاد، وقالوا: لولا أنّ فيه الربوبية ما کان أحرقنا في النار.[4].

5/7319- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه أتاه قوم فقالوا: أنت إلهنا وخالقنا ورازقنا،

[صفحه 326]

وإليک معادنا، فتغير وجهه وارفض عرقه وارتعد کالسعفة تعظيماً لجلال اللَّه عزّوجلّ وخوفاً منه، وقام مغضباً ونادي بمن حوله وأمرهم بحفير فحفروا، وقال: لأشبعنّک اليوم شحماً ولحماً، فلما علموا أنه قاتلهم، قالوا: إن قتلتنا فأنت تحيينافاستتابهم فاصروا علي ماهم عليه، فأمر بضرب أعناقهم، وأضرم لهم ناراً في ذلک الحفر فأحرقهم، وقال:


لما رأيت اليوم أمراً منکراً
أضرمت ناري ودعوت قنبرا[5].

[صفحه 327]


صفحه 324، 325، 326، 327.








  1. الکافي 258:7، تهذيب الأحکام 138:10، الاستبصار 254:4، وسائل الشيعة 552:18، البحار 300:40.
  2. الکافي 259:7، من لا يحضره الفقيه 150:3 ح3550، البحار 287:25، وسائل الشيعة 553:18، رجال الکشي: 101.
  3. عيون المعجزات: 19، مستدرک الوسائل 168:18 ح22410.
  4. الفضائل لابن شاذان: 72، مستدرک الوسائل 169:18 ح22411.
  5. دعائم الاسلام 48:1، مستدرک الوسائل 170:18 ح22413.