كتاب علي في النصوص











کتاب علي في النصوص



من يتصفح مصادر الحديث عند الشيعة الاماميّة يجد الکثير من الأحاديث المرويّة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قد صرّحت بأنها مستقاة من کتاب علي (عليه السلام) وقد أحصيت المئات من الموارد التي يقول فيها الامام (عليه السلام):

«وجدنا في کتاب علي (عليه السلام) قال رسول اللّه (صلي الله عليه وآله) کذا».

أو: «في کتاب علي (عليه السلام) کذا»، أو «کذا في کتاب علي (عليه السلام)».

أو: «.. هکذا في کتاب علي (عليه السلام)».

أو: «.. وذلک في کتاب علي (عليه السلام)» وامثال ذلک.

وفي بعض الروايات تصريح أکثر حيث تقول:

«ان في کتاب علي (عليه السلام) الذي أملاه رسول اللّه (صلي الله عليه وآله)...» أو «الذي هو املاء رسول الله (صلي الله عليه وآله)...» وأمثال ذلک.

والملاحظ أن أغلب الروايات التي تصرح بذکر کتاب علي (عليه السلام) قد رويت عن الإمام جعفر الصادق وعن أبيه الامام محمد الباقر (عليهما السلام)، ويقلّ ذلک عن غيرهما من أئمة بيت العصمة والطهارة، ولنا وقفة مع هذه الملاحظة في موضع آخر من هذا البحث ان شاء اللّه، والذي يهمنا هنا هو أن الظاهر من مجموع هذه النصوص أنّ مسألة وجود کتاب لعلي (عليه السلام) يتداوله الأئمة کانت معروفة في أوساط أصحابهم، ولأجل هذا لا تجد في تلک الروايات من يستفسر منهم بعد ذکره من قبل الامام (عليه السلام) عن ماهية هذا الکتاب وعن مکان وجوده إلاّ فيما شذّ وندر، ومن المسلّم عند الجميع أنه لم يکن منتشراً عند أتباع الأئمة (عليهم السلام) وشيعتهم، وانما هو من مختصّاتهم ومن العلوم التي استأثروا بها وتوارثوها، وأظهروا منها ما يحتاجه الناس، کلما سنحت الفرصة وسئلوا عن حکم من الأحکام.

هذا النوع من النصوص ينتشر في کتب الحديث عند الشيعة وفي جميع الأبواب، وقد أحصي عدداً کبيراً منها العلامة المحقق آية اللّه الشيخ علي الأحمدي[1].

وهناک العديد من النصوص الأخري التي تحدثت عن کتاب علي (عليه السلام) في سياق الحديث عن ودائع النبوة التي يتوارثها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وتشکل تراثاً مختصاً بالامامة ووثيقة حيّة تحفظ السنة النبوية والمعارف الإلهية، ومرجعاً للأمة ومنقذاً لها من الحيرة والضلال.









  1. الأحمدي: مکاتيب الرسول/ 72 ـ 89.