المصحف في اللّغة











المصحف في اللّغة



المُصحف ـ مثلّثة الميم، من اُصحف بالضّم ـ اي جعلت فيه الصُّحف[1]، وسمي المصحف مصحفاً لأنه اُصحف أي جُعل جامعاً للصحف المکتوبة بين الدفّتين[2] وبناءً عليه، فالمصحف ليس اسماً مختصاً بالقرآن الکريم. ويشهد لذلک ما رووه في وجه تسمية المصحف مصحفاً، فقد روي ابن أشتة في کتاب المصاحف أنه لما جمعوا القرآن فکتبوه في الورق قال أبو بکر: التمسوا له اسماً، فقال بعضهم: السِفر، وقال بعضهم: المُصحف فإنّ الحبشة يسمونه المصحف. قال: وکان أبو بکر أول من جمع کتاب اللّه وسمّاه المصحف[3] ونحن لا نوافق علي مضمون هذه الرواية لأننا نعتقد أن القرآن جمع في حياة الرسول (صلي الله عليه وآله)[4]، وکلمة المصحف من أصل عربي، فلا معني للاتيان بها من الحبشة، لکن أوردناها لاقامة الحجة علي من يقبلها.فالمصحف کل کتاب أُصحف وجمع بين دفّتين، لکن کثرة استعماله في القرآن الکريم أوجبت انصراف الأذهان إليه، وهو لا يکفي لحمل ما ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام) التي تتحدّث عن مصحف فاطمة علي المصحف المعروف، خاصة مع وجود التقييد باضافته إليها (عليها السلام). ويؤيد ذلک استعمال کلمة المصحف بمعني الکتاب من قبل المسلمين في القرن الأول فقد قيل في خالد بن معدان: «کان علمه في مصحف له أزرار وعري»[5].









  1. الفيروزآبادي: القاموس المحيط / مادة صحف.
  2. الخليل: العين 10/3. وابن منظور: لسان العرب/ مادة صحف.
  3. السيوطي: الاتقان في علوم القرآن 1/ 185، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم.
  4. راجع: کتاب حقائق هامة في القرآن الکريم، للسيد جعفر مرتضي العاملي (فصل جمع القرآن) / 90 ـ 99.
  5. محمد ابو زهرة: الحديث والمحدثون/ 221 عن محمد رشيد رضا في مجلة المنار المجلد 10/ الجزء 10.