الجفر في حديث أئمة أهل البيت











الجفر في حديث أئمة أهل البيت



يستفاد من الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، أنهم يتوارثون جفرين عن رسول اللّه (صلي الله عليه وآله) أحدهما أطلق عليه إسم الجفر الأبيض والآخر إسم الجفر الأحمر، والأول يحوي کتباً وصحفاً، والثاني يتضمن سلاح رسول اللّه (صلي الله عليه وآله).

وقد فسّرته النصوص بأنه عبارة عن إهابين: اهاب ماعز وإهاب کبش، وفي بعضها أنهما باصوافهما واشعارهما وفي بعضها: ينطبق أحدهما بصاحبه. وما في معني هذه الأمور.

وفي أحد النصوص أنه جلد ثور مذبوح کالجراب. وعبّر عنه أحياناً بأنه وعاء. وأنه أديم عکاظي.

والذي يفهم من المجموع أن الجفر الأحمر جرابٌ صنع من الأديم الأحمر وضع فيه سلاح رسول اللّه (صلي الله عليه وآله). والنصوص التي لم تفصل بين الجفرين وذکرت أن الجفر جلد شاة، يبدو أنها سکتت عن هذا الجفر (يعني الأحمر) ولم تتحدث عنه.

والذي نستقربه أن الموجود عند الأئمة (عليهم السلام) جراب کبير مصنوع من جلد ثور، وفي داخله جرابان أشبه بالعِدْل الذي يوضع علي الدواب، أحدهما الأبيض وهو مخصص للکتب والعلوم والآخر للسلاح وما يلحق به من الراية وامثال ذلک.

هذه الصورة تجمع بين کل ما ورد من نصوص وآثار. لا يشذ منها إلا ما دلّ علي أن الجفر کتابٌ وأنه کتب فيه حتي ملئت اکارعه، مما يقتضي کون الکتابة علي نفس الجفر، فيحتمل أن يکون هذا جفراً آخر من ضمن الکتب، ويحتمل أن يکون ذلک باعتبار ما فيه من الکتب، فيقال کتب فيه بمعني کتب في الکتب التي فيه فنسبت إليه، کما يحتمل أن يکون الجفر قد کتب فيه علي الحقيقة ومع ذلک جعلت فيه بقية الکتب الأخري لکونه أوسع منها. فيکون الجفر جراب لحفظ الکتب وقد کتب فيه أيضاً.

ومهما يکن فالمحتوي الذي تدل عليه النصوص هو علم الأولين والآخرين أو جميع العلوم وهذه عبارة جامعة شاملة لما عُبّر عنه بالکتب الأولي أو کتب الأنبياء أو علم النبيين والوصيين، ولغير ذلک من الکتب ککتاب علـي (عليه السلام) الذي عبّر عنه بالحلال والحرام، ومصحف فاطمـة الذي قد يعبر عنـه أحياناً بعلـم ما کان وما يکون وأمثال ذلک.

والظاهر أنه يحتوي علي کتب الأنبياء والأوصياء السابقين من جهة والکتب والصحائف التي أملاها رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي عليّ (عليه السلام) ومصحف فاطمة المتضمن لعلم ما يکون إلي يوم القيامة. وهذا المجموع المکوّر وضع في الجفر الأبيض. هذا خلاصة ما يستفاد من مجموع النصوص.

وليس في نصوصنا ما يدل علي غير ذلک مما يصرّ عليه من کتب عن الجفر من المستشرقين وغيرهم من المؤرخين والباحثين من غير الشيعة.