اخفاء الكتب عند الخوف











اخفاء الکتب عند الخوف



لقد حرص أئمة أهل البيت أشد الحرص علي حفظ هذا الميراث العظيم، وصانوه بدقة، وأخفوه عن الحکام والسلاطين حفاظاً عليه، ولکي لا يقع بيد أعدائهم الذين يسوءهم أن يختص أهل البيت بهذا التراث العلمي الفريد.

والحقيقة.. ان الانسان ليعجب کيف تمکن الأئمة (عليهم السلام) من ابقائه في حوزتهم رغم الشدائد التي تعرضوا لها والبلاءات التي مرت عليهم، وقد وردت إشارات متفرقة في النصوص تظهر لنا بالجملة کيف کانت تحفظ تلک الودائع عند الهزاهز.

ففي رواية عن أبي الصباح [الکناني] قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السلام): بلغنا أن رسول اللّه (صلي الله عليه وآله) قال لعليّ (عليه السلام) أنت أخي وصاحبي وصفيّي ووصيّي وخالصي من أهل بيتي وخليفتي في أمتي... فقال لي أبو عبداللّه: هذا مکتوب عندي في کتاب عليّ ولکن دفنته [دفعته خ] أمس حين کان هذا الخوف وهو حين صلب المغيرة[1].

وعن المعلّي بن خنيس عن أبي عبداللّه (عليه السلام) أنه قال: ان الکتب کانت عند علي (عليه السلام) فلما سار إلي العراق استودع الکتب امّ سلمة..[2].

وعن حمران عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عما يتحدث الناس أنه دُفعت إلي أم سلمة صحيفة مختومة، قال: ان رسول اللّه (صلي الله عليه وآله) لما قبض ورث عليّ (عليه السلام) سلاحه وما هنالک، ثم صار إلي الحسن والحسين (عليهما السلام) فلما خشيا أن يُفتشا استودعا أم سلمة[3].

وفي رواية عن أبي عبداللّه (عليه السلام) فلما أحسّ الحسين (عليه السلام) أنه يقتل استودعه أم سلمة[4].









  1. المجلسي: بحار الأنوار 52/26 ـ 53، والصفار: بصائر الدرجات/ 166 ـ 167.
  2. المجلسي: بحار الأنوار 50/26، والصفار: بصائر الدرجات/ 162.
  3. المجلسي: بحار الأنوار 207/26، والصفار: بصائر الدرجات/ 177.
  4. المجلسي: بحار الأنوار 209/26، والصفار: بصائر الدرجات/ 184.