استحباب التواضع للَّه بترك أكل الطيبات















استحباب التواضع للَّه بترک أکل الطيبات‏



1/5995- إبراهيم بن محمد الثقفي، حدثنا محمد، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا إبراهيم، قال: وحدثنا الحکم بن سليمان، قال: حدثنا النضر بن منصور، عن عقبة ابن‏علقمة، قال: دخلت علي علي عليه‏السلام فاذا بين يديه لبن حامض آذتني حموضته، وکسرة يابسة، فقلت: ياأميرالمؤمنين تأکل مثل هذا؟! فقال لي: ياأباالجنوب رأيت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يأکل أيبس من هذا، ويأکل أخشن من هذا (وأشار إلي ثيابه)، فان أنا لم آخذ بما أخذ به خفت أن لا ألحق به.[1].

2/5996- وعنه، باسناده (کان علي عليه‏السلام إذا نعت النبي صلي الله عليه و آله) قال: لم يک بالطويل الممقط، إلي أن قال: بأبي واُمي من لم يشبع ثلاثاً متوالية من خبز بَرٍّ حتي فارق الدنيا، ولم ينخل دقيقه.[2].

3/5997- وعنه، باسناده عن جعفر بن محمد عليهماالسلام، أُتِيَ عليّاً عليه‏السلام بخبيص فأبي أن يأکله، قالوا: تحرّمه؟ قال: لا، ولکني أخشي أن تتوق اليه نفسي،ثم تلا: «أَذْهَبْتُمْ

[صفحه 405]

طَيِّبَاتِکُمْ فِي حَيَاتِکُمُ الدُّنْيَا».[3] [4]. 1501- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: أوحي اللَّه تبارک وتعالي إلي نبي من الأنبياء، قل: لقومک لا يلبسوا لباس أعدائي، ولا يطعموا مطاعم أعدائي، ولا يتشکلوا مشاکل أعدائي، فيکونوا أعدائي کما هم أعدائي[5].

5/5999- عن علي عليه‏السلام أنه اُوتي بطبق فالوذج، فوضع بين يديه، فنظر اليه فرأي صفاءه وحسنه ونقاءه، فوجأ باصبعه فيه ثم استلها فلم ينزع منه شيئاً، فتلمظ أصبعه، ثم قال: إن هذا لحلو طيب، ولکن نکره أن نعود أنفسنا ما لم تعوّد، ارفعوه، فرفعوه.[6].

6/6000- ابن‏شهر آشوب: عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه ترصد غدائه عمرو بن حريث فأتت فضة بجراب مختوم، فأخرج منه خبزاً متغيراً خشناً، فقال عمرو: يافضة لو نخلت هذا الدقيق وطيبته، قالت: کنت أفعل فنهاني وکنت أضع في جرابه طعاماً طيباً فختم جرابه، ثم أن أميرالمؤمنين عليه‏السلام فته في قصعة وصبّ عليه الماء، ثم ذرّ عليه الملح وحسر عن ذراعه، فلما فرغ قال: ياعمرو لقد حانت هذه، ومدّ يده إلي محاسنه، وخسرت هذه أن أدخلها النار من أجل الطعام، وهذا يجزيني.[7].

7/6001- الموفق الخوارزمي، بإسناده عن سويد بن غفلة، قال: دخلت علي علي ابن‏أبي‏طالب عليه‏السلام القصر فوجدته جالساً بين يديه صحفة فيها لبن حازر

[صفحه 406]

(خاذر) أجد ريحه من شدة حموضته، وفي يده رغيف، أري قشار الشعير في وجهه، وهو يکسر بيده أحياناً، فاذا غلبه کسره برکبته وطرحه فيه، فقال: أدن فأصب من طعامنا هذا، فقلت: إني صائم، فقال: سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول:من منعه الصوم من طعام يشتهيه، کان حقاً علي اللَّه أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها، قال: فقلت لجاريته وهي قائمة بقريب منه، ويحک يافضة ألا تتقين اللَّه في هذا الشيخ، ألا تنخلون له طعاماً مما أري فيه من النخالة، فقالت: لقد تقدم الينا أن لا ننخل له طعاماً، قال: ما قلت لها؟ فأخبرته: قال:بأبي واُمي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتي قبضه اللَّه.[8].

8/6002- القطب الراوندي في أعلام أميرالمؤمنين عليه‏السلام قوله: واعلم أن إمامکم قد اکتفي من دنياه بطمريه، يسدّ فورة جوعه بقرصيه، لا يطعم الفلذة في حوليه إلّا في سنة أضحيّة، ولن تقدروا علي ذلک، فأعينوني بورع واجتهاد، الخبر.[9].

9/6003- ابن‏شهر آشوب: فيما کتب عليه‏السلام إلي سهل بن حنيف: أما علمت أن إمامکم قد اکتفي من دنياه بطمريه، ويسد طاقة جوعه بقرصيه، ولا يأکل الفلذة في حوليه إلّا في سنة أضحيته، يستشرق الأفطار علي أدميه، ولقد آثر اليتيمة علي سبطيه، ولم تقدروا علي ذلک.[10].

10/6004- في کتاب علي عليه‏السلام إلي عثمان بن حنيف ما يقرب منه، وفيه: لو شئت لاهتديت الطريق إلي مصفي هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولکن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلي تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو

[صفحه 407]

اليمامة من لا طمع له بالقرص، ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثي وأکباد حرّي، أو أکون کما قال الشاعر:


وحسبک داءً أن تبيت ببطنة
وحولک أکباد تحن إلي القِدِ


أقنع من نفسي بأن يقال: هذا أميرالمؤمنين ولا اُشارکهم في مکاره الدهر، أو أکون اُسوة لهم في جشوبة العيش، فما خُلِقت ليشغلني أکل الطيبات، کالبهيمة المربوطة همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، إلي أن قال عليه‏السلام: وأيم اللَّه يميناً أستثني فيها بمشية اللَّه لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلي القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً.[11].

11/6005- الصدوق، حدثنا علي بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا بن الحسن الطاري، قال: حدثنا محمد بن الحسين الخشاب، قال: حدثنا محمد بن محسن، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام في خطبة له: ولو شئت لتسربلت بالعبقري المنقوش من ديباجکم، ولأکلت لباب هذا البُر بصدور دجاجکم، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجکم، ولکني اُصدق اللَّه جلّت عظمته حيث يقول: «مَنْ کَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزَِينَتُهَا نُوفَ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ لَا يَبْخَسُونَ».[12] [13].

12/6006- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: المؤمن ينظر إلي الدنيا بعين الاعتبار، ويقتات فيها ببطن الإضطرار.[14].

[صفحه 408]


صفحه 405، 406، 407، 408.








  1. الغارات 84:1، مستدرک الوسائل 295:16 ح19936، البحار 137:41.
  2. الغارات 88:1، مستدرک الوسائل 296:16 ح19939.
  3. الأحقاف: 20.
  4. الغارات90:1، مستدرک الوسائل297:16 ح19940، البحار 323:66، المحاسن 177:2 ح4/5998.
  5. الجعفريات: 234، مستدرک الوسائل 297:16 ح19941.
  6. دعائم الاسلام 115:2، مستدرک الوسائل 297:16 ح19942، البحار 323:66، المحاسن 177:2 ح1502، وسائل الشيعة 508:16.
  7. مناقب ابن‏شهر آشوب 98:2، مستدرک الوسائل 298:16 ح19944.
  8. المناقب للخوارزمي: 118 ح130، فرائد السمطين 352:1، کشف الغمة 162:1، مستدرک الوسائل 299:16 ح19946، وسائل الشيعة 509:16، البحار 322:66، إرشاد القلوب: 215، الغارات 86:1.
  9. الخرائج والجرائح 542:2، مستدرک الوسائل 300:16 ح19950، مختصر البصائر: 154، مجموعة ورام: 154، البحار318: 40.
  10. مناقب ابن‏شهر آشوب في زهده عليه‏السلام 101:1، مستدرک الوسائل 300:16 ح19950.
  11. نهج‏البلاغة کتاب: 45، مستدرک الوسائل 301:16 ح19951.
  12. هود: 15.
  13. أمالي الصدوق المجلس 495:90، مستدرک الوسائل 301:16 ح19952، البحار 345:40.
  14. غرر الحکم: 90، مستدرک الوسائل 302:16 ح19955.