في خليلين مؤمنين وخليلين كافرين ومؤمن غني ومؤمن فقير















في خليلين مؤمنين وخليلين کافرين ومؤمن غني ومؤمن فقير



1/9797- علي بن إبراهيم القمي، أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن شعيب بن يعقوب، عن أبي‏إسحاق،

[صفحه 185]

عن الحارث، عن علي عليه‏السلام قال: في خليلين مؤمنين وخليلين کافرين ومؤمن غني ومؤمن فقير، وکافر غني وکافر فقير، فأما الخليلان المؤمنان فتخالا حياتهما في طاعة اللَّه وتباذلا عليها وتوادا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه اللَّه منزله في الجنة يشفع لصاحبه، فقال: يارب خليلي فلان کان يأمرني بطاعتک ويعينني عليها، وينهاني عن معصيتک، فثبته علي ما ثبتني عليه من الهدي حتي تريه ما أريتني، فيستجيب اللَّه له حتي يلتقيا عند اللَّه عزّوجلّ، فيقول کل واحد منهما لصاحبه: جزاک اللَّه من خليل خيراً، کنت تأمرني بطاعة اللَّه وتنهاني عن معصية اللَّه.

وأما الکافران: فتخالا بمعصية اللَّه وتباذلا عليها وتوادا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه، فأراه اللَّه تبارک وتعالي منزله في النار، فقال: يارب فلان خليلي کان يأمرني بمعصيتک وينهاني عن طاعتک فثبته علي ما ثبتني عليه من المعاصي حتي تريه ما أريتني من العذاب، فيلتقيان عند يقوم القيامة، يقول کل واحد منهما لصاحبه: جزاک اللَّه من خليل شراً، کنت تأمرني بمعصية اللَّه وتنهاني عن طاعة، قال: ثم قرأ عليه‏السلام: «الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ».[1].

ويدعي بالمؤمن الغني يوم القيامة إلي الحساب، يقول اللَّه تبارک وتعالي عبدي، قال: لبيک يارب، قال: ألم أجعلک سميعاً بصيراً وجعلت لک مالاً کثيراً؟ قال: بلي يارب، قال: فما أعددت للقائي؟ قال: آمنت بک وصدقت رسولک وجاهدت في سبيلک، قال: فماذا فعلت فيما آتيتک؟ قال: أنفقته في طاعتک، قال: ماذا أورثت في عقبک؟ قال: خلقتني وخلقتهم ورزقتني ورزقتهم وکنت قادراً علي أن ترزقهم کما رزقتني فوکلت عقبي اليک، فيقول اللَّه عزّوجلّ: صدقت أذهب فلو تعلم ما لک عندي لضحکت کثيراً.

[صفحه 186]

ثم يدعي بالمؤمن الفقير فيقول: ياابن‏آدم، فيقول: لبيک يارب، فيقول: ماذا فعلت، فيقول: يارب هديتني لدينک وأنعمت عليّ وکففت عني ما لو بسطته لخشيت أن يشغلني عما خلقتني له، فيقول اللَّه عزّوجلّ: صدقت عبدي لو تعلم ما لک عندي لضحکت کثيراً.

ثم يدعي بالکافر الغني فيقول: ما أعددت للقائي؟ فيعتل، فيقول: ماذا فعلت فيما آتيتک؟ فيقول: ورثته عقبي، فيقول: من خلقک؟ فيقول: أنت، فيقول من خلق عقبک؟ فيقول: أنت، فيقول: ألم أک قادراً علي أن أرزق عقبک کما رزقتک؟ فإن قال: نسيت هلک، وإن قال: لم أدر ما أنت هلک، فيقول اللَّه عزّوجلّ لو تعلم ما لک عندي لبکيت کثيراً.

ثم يدعي بالکافر الفقير فيقول: ياابن‏آدم ما فعلت فيما أمرتک؟ فيقول ابتليتني ببلاء الدنيا حتي أنسيتني ذکرک، وشغلتني عما خلقتني له، فيقول له: فهلا دعوتني فأرزقک وسألتني فأعطيک؟ فان قال: يارب نسيت هلک، وإن قال: لم أدر ما أنت هلک، فيقول له: لو تعلم ما لک عندي لبکيت کثيراً.[2].


صفحه 185، 186.








  1. الزخرف: 67.
  2. تفسير القمي 287:2، البحار 173:7، تفسير البرهان 153:4، کنز العمال 499:2 ح4595.