في معرفة الإمام أولياءه















في معرفة الإمام أولياءه‏



1/9511- الصفار، حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسي، عن داود القطّان، عن إبراهيم رفعه إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: لو وجدت رجلاً ثقة لبعثت معه هذا المال إلي المدائن إلي شيعة (شيعتي)، فقال رجل من أصحابه في نفسه: لآتينّ

[صفحه 49]

أميرالمؤمنين عليه‏السلام ولأقولنّ له أنا أذهب به فهو يثق بي، فإذا أنا أخذته أخذت طريق الکرخة، (فجاء إليه) فقال: يا أميرالمؤمنين أنا أذهب بهذا المال إلي المدائن، قال: فرفع إليّ رأسه ثمّ قال: إليک عنّي خُذ طريق الکرخة.[1].

2/9512- عن عبّاد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم، عن سعد الخفّاف، عن‏أبي‏جعفر عليه‏السلام في حديث: إنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال لرجل من الخوارج قال له: إنّي لاُحبّک، فقال عليه‏السلام: کذبت واللَّه، لکأنّي بک قد قُتلت علي ضلال ووطئت وجهک دواب العراب، فلا يعرفک قومک، قال: فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان وخرج الرجل فقُتل.[2].

3/9513- محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن‏محبوب، عن صالح بن سهل، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام، إنّ رجلاً جاء إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام، وهو مع أصحابه، فسلّم عليه ثمّ قال له: أنا واللَّه اُحبّک وأتولّاک، فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: کذبت، قال: بلي واللَّه إنّي اُحبّک وأتولّاک، فکرّر ثلاثاً، فقال له أميرالمؤمنين: کذبت ما أنت کما قلت، إنّ اللَّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، ثمّ عرض علينا المحبّ لنا، فواللَّه ما رأيت روحک فيمن عرض فأين کنت؟ فسکت الرجل عند ذلک ولم يراجعه.[3].

4/9514- الصفار، حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن أبي‏محمّد المشهدي من آل رجاء البجلي، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال رجل لأمير المؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام: يا أميرالمؤمنين أنا واللَّه اُحبّک، فقال: کذبت، قال: بلي واللَّه إنّي اُحبّک وأتولّاک، فقال له أميرالمؤمنين کذلک، قال: سبحان اللَّه يا أميرالمؤمنين

[صفحه 50]

أحلف باللَّه أنّي اُحبّک فتقول کذبت، قال عليه‏السلام: وما علمتَ أن اللَّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي‏عام فأسکنها الهواء ثمّ عرضها علينا أهل البيت، فواللَّه ما منها روح إلّا وقد عرفنا بدنه، فواللَّه مارأيتک فيها، فأين‏کنت؟ قال أبوعبداللَّه عليه‏السلام:کان‏في النار.[4].

5/9515- وعنه، حدّثنا حسن بن علي بن عبداللَّه بن المغيرة، قال: حدّثنا عيسي ابن‏هشام، عن عبدالکريم، عن سماعة بن مهران، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: بينا أميرالمؤمنين عليه‏السلام في مسجد الکوفة، إذ أتاه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين واللَّه إنّي اُحبّک، قال: ما تفعل، قال: واللَّه إنّي لاُحبّک، قال: ما تفعل، قال: بلي واللَّه الذي لا إله إلّا هو، قال عليه‏السلام: واللَّه الذي لا إله إلّا هو ما تحبّني، فقال: يا أميرالمؤمنين إنّي أحلف باللَّه إنّي اُحبّک وأنت تحلف باللَّه ما اُحبّک، واللَّه کأنّک تخبرني أنّک أعلم بما في نفسي، فغضب أميرالمؤمنين عليه‏السلام، وإنّما کان الحديث العظيم يخرج منه عند الغضب، قال: فرفع يده إلي السماء وقال: کيف يکون ذلک وهو ربّنا تبارک وتعالي خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، ثمّ عرض علينا المحبّ من المبغض، فواللَّه ما رأيتک فيمن أحبّنا، فأين کنت؟.[5].

6/9516- وعنه، حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبدالرحمن بن أبي‏هاشم، قال: حدّثني سلام بن أبي‏عمير بن عمارة، قال: کنت جالساً عند أميرالمؤمنين عليه‏السلام إذ أقبل رجل فسلّم عليه ثمّ قال: يا أميرالمؤمنين إنّي لاُحبّک، فسأله ثمّ قال له عليه‏السلام: إنّ الأرواح خلقت قبل الأبدان بألفي عام، ثمّ اُسکنت الهواء، فما تعارف منها ثمّ ائتلف هاهنا، وما تناکر منها ثمّ اختلف هاهنا، وإنّ روحي أنکر روحک.[6].

7/9517- وعنه، حدّثنا أبومحمّد، عن عمران بن موسي، عن إبراهيم بن مهزيار،

[صفحه 51]

عن محمّد بن عبدالوهّاب، عن إبراهيم بن أبي‏البلاد، عن أبيه، عن بعض أصحاب أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: دخل عبدالرحمن بن ملجم- لعنه اللَّه- علي أميرالمؤمنين عليه‏السلام في وفد مصر الذي أوفدهم محمّد بن أبي‏بکر قدس سره ومعه کتاب الوفد، قال: فلمّا مرّ باسم عبدالرحمن بن ملجم، قال عليه‏السلام: أنت عبدالرحمن بن ملجم؟ قال: نعم يا أميرالمؤمنين، أما واللَّه يا أميرالمؤمنين إنّي لاُحبّک، قال: کذبت واللَّه ما تحبّني ثلاثاً، قال: يا أميرالمؤمنين أحلف ثلاثة أيمان إنّي اُحبّک وأنت تحلف ثلاثة أيمان إنّي لا اُحبّک، قال: ويلک أو ويحک إنّ اللَّه خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فأسکنها الهواء، فما تعارف منها هنا لک ائتلف في الدنيا وما تناکر منها اختلف في الدنيا، وإنّ روحي لا تعرف روحک، فلمّا ولّي قال: إذا سرّکم أن تنظروا إلي قاتلي فانظروا الي هذا.[7].

8/9518- الطوسي، عن إبراهيم الأحمري، قال: حدّثني أبوجعفر المطالبي، قال: حدّثنا أبوعبداللَّه محمّد بن خالد التميمي الخراساني، عن عليّ بن أبان، عن الأصبغ ابن‏نباتة، قال: کنت جالساً عند أميرالمؤمنين عليه‏السلام فأتاه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين إنّي اُحبّک في السرّ کما اُحبّک في العلانية، قال: فنکت أميرالمؤمنين عليه‏السلام الأرض بعود في يده ساعة، ثمّ رفع رأسه فقال: کذبت واللَّه ما أعرف وجهک في الوجوه ولا اسمک في الأسماء، قال الأصبغ: فعجبت من ذلک عجباً شديداً، فلم أبرح حتّي أتاه رجل آخر فقال: يا أميرالمؤمنين إنّي لاُحبّک في السرّ کما اُحبّک في العلانية، قال: فنکت بعوده ذلک في الأرض طويلاً، ثمّ رفع رأسه فقال: صدقت إنّ طينتنا طينة مرحومة، أخذ اللَّه ميثاقها يوم أخذ الميثاق، فلا يشذّ منها شاذّ ولا يدخل فيها داخل إلي يوم القيامة، أما أنّه فاتّخِذ للفاقة جلباباً، فإنّي سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: الفاقة إلي محبّيک أسرع من السيل المنحدر من أعلي الوادي إلي أسفله.[8].

[صفحه 52]

9/9519- المفيد، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن خلف بن حمّاد، عن سعد ابن‏طريف الاسکاف، عن الأصبغ بن نباتة، إنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام صعد المنبر فحمد اللَّه وأثني عليه ثمّ قال:

يا أيُّها الناس إنّ شيعتنا من طينة مخزونة قبل أن يخلق اللَّه آدم بألفي عام، لا يشذّ منها شاذّ، ولا يدخل فيها داخل، وإنّي لأعرفهم حين أنظر إليهم؛ لأنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله لمّا تفل في عيني وکنت أرمد، قال: اللّهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد وبصّره صديقه من عدوّه، فلم يصبني رمد ولا حرّ ولا برد، وإنّي لأعرف صديقي من عدوّي، فقام رجل من الملأ فسلّم ثمّ قال: واللَّه يا أميرالمؤمنين إنّي لأدين اللَّه بولايتک، وإنّي لاُحبّک في السرّ کما أظهر لک في العلانية، فقال له علي عليه‏السلام: کذبت فواللَّه ما أعرف اسمک في الأسماء ولا وجهک في الوجوه، وإنّ طينتک لمن غير تلک الطينة، فجلس الرجل قد فضحه اللَّه وأظهر عليه، ثمّ قام آخر فقال: يا أميرالمؤمنين إنّي لأدين اللَّه بولايتک وإنّي لاُحبّک في السرّ کما اُحبّک في العلانية، فقال له: صدقت طينتک من تلک الطينة، وعلي ولايتنا اُخذ ميثاقک، وإنّ روحک من أرواح المؤمنين، فاتّخذ للفقر جلباباً، فوالذي نفسي بيده لقد سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: الفقر أسرع إلي محبّينا من السيل من أعلي الوادي إلي أسفله.[9].

10/9520- وعنه، عبّاد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم، عن سعد بن طريف الخفّاف، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام قال: بينا أميرالمؤمنين عليه‏السلام يوماً جالساً في المسجد وأصحابه حوله، فأتاه رجل من شيعته، فقال: يا أميرالمؤمنين إنّ اللَّه يعلم انّي أدينه بحبّک في السرّ کما أدينه بحبّک في العلانية، وأتولّاک في السرّ کما أتولّاک في العلانية، فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: صدقت، أما فاتّخذ للفقر جلباباً، فإنّ الفقر أسرع لشيعتنا من السيل إلي قرار الوادي، قال: فولّي

[صفحه 53]

الرجل وهو يبکي فرحاً لقول أميرالمؤمنين عليه‏السلام صدقت، قال: وکان هناک رجل من الخوارج وصاحباً له قريباً من أميرالمؤمنين فقال أحدهما: تاللَّه إن رأيت کاليوم قط أنّه أتاه رجل فقال له: إنّي اُحبّک فقال له: صدقت، فقال له الآخر: ما أنکرت ذلک أتجد بداً من أن إذا قيل له: إنّي اُحبّک أن يقول: صدقت؟ أتعلم أنّي اُحبّه؟ فقال: لا، قال: فأنا أقوم فأقول له مثل ما قال له الرجل فيردّ عليّ مثل ما ردّ عليه، قال: نعم، فقام الرجل فقال له مثل مقالة الرجل الأوّل، فنظر إليه مليّاً، ثمّ قال له: کذبت لا واللَّه ما تحبّني ولا اُحبّک، قال: فبکي الخارجي ثمّ قال: يا أميرالمؤمنين تستقبلني بهذا وقد علم اللَّه خلافه، أبسط يدک اُبايعک، فقال علي عليه‏السلام: علي ماذا؟ قال: علي ما عمل به زريق وحبتر، فقال له: اصفق لعن اللَّه الاثنين، واللَّه لکأنّي بک قد قُتلت علي ضلال، ووطئ وجهک دوابّ العراق، ولا يعرفک قومک، قال: فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان وأن خرج الرجل معهم فقُتل.[10].

11/9521- عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال: لقيني رجل فقال: يا أباالحسن أما واللَّه إنّي اُحبّک في اللَّه فرجعت إلي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فأخبرته بقول الرجل، فقال: لعلّک صنعت إليه معروفاً، فقال: واللَّه ما صنعت إليه معروفاً، فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: الحمد للَّه الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليک بالمودّة، فنزل قوله تعالي: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً».[11] [12].

12/9522- عبداللَّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسي، عن عبداللَّه بن ميمون القداح، عن أبيه، قال: جاء رجل إلي علي عليه‏السلام فقال: جعلني اللَّه فداک، إنّي لاُحبّکم أهل البيت، قال: وکان فيه لين، فأثني عليه عدة. فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: کذبتم ما

[صفحه 54]

(لا) يحبّنا مخنّث، ولا ديّوث، ولا ولد زنا، ولا من حملته اُمّه في حيضها، فذهب الرجل، فلما کان يوم صفين قُتل مع معاوية.[13].

13/9523- أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن سعد ابن‏طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: کنت مع أميرالمؤمنين عليه‏السلام فأتاه رجل فسلّم عليه ثمّ قال: يا أميرالمؤمنين إنّي واللَّه لاُحبّک في اللَّه واُحبّک في السرّ کما اُحبّک في العلانية، واُدين اللَّه بولايتک في السرّ کما اُدين بها في العلانية، وبيد أميرالمؤمنين عليه‏السلام عود، فطأطأ برأسه ثمّ نکت بعوده الأرض ساعة، ثمّ رفع رأسه إليه فقال: إنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله حدّثني بألف حديث لکلّ حديث ألف باب، وانّ أرواح المؤمنين تلتقي في الهواء فتشامّ فما تعارف منها ائتلف، وما تناکر منها اختلف، ويحک لقد کذبت فما أعرف وجهک في الوجوه ولا اسمک في الأسماء.[14].

14/9524- محمّد بن علي بن عبدالصمد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي‏الحسين بن أبي‏الطيّب بن شعيب، عن أحمد بن أبي‏القاسم (الفارسي)، عن عيسي بن مهران، عن مخوّل بن إبراهيم، عن جابر الجعفي، عن عبيداللَّه بن شريک، عن الحارث، عن علي عليه‏السلام قال: أتيت أميرالمؤمنين عليّاً عليه‏السلام بعد هدأة من الليل، فقال: ما جاء بک يا أعور؟ قال: قلت: حبّک يا أميرالمؤمنين، قال: اللَّه الذي لا إله إلّا هو؟ وأعاد عليّ ذلک ثلاثاً، وقال: أما إنّک ستراني في ثلاث مواطن: حين تبلغ نفسک هاهنا (وأشار مُخوّل إلي حلقه)، وعلي الصراط، وعند الحوض.[15].

[صفحه 55]


صفحه 49، 50، 51، 52، 53، 54، 55.








  1. بصائر الدرجات، باب انّ الأئمة يعرفون حديث النفس: 260؛ مناقب ابن‏شهر آشوب، باب إخباره عليه‏السلام بالغيب 258:2؛ اثبات الهداة 497:4؛ البحار 287:41.
  2. اثبات الهداة 511:4؛ بصائر الدرجات، باب انّ الإمام يعرف شيعته من عدوّه: 412.
  3. الکافي 438:1؛ بصائر الدرجات، الباب الخامس عشر: 106.
  4. بصائر الدرجات، الباب الخامس عشر: 107؛ البحار 136:61.
  5. بصائر الدرجات، الباب الخامس عشر: 107.
  6. بصائر الدرجات، الباب الخامس عشر: 108.
  7. بصائر الدرجات، باب 108:15؛ البحار 196:42.
  8. أمالي الشيخ الطوسي، مجلس 409:14 ح921؛ مناقب ابن‏شهر آشوب، باب إخباره بالغيب 260:2؛ البحار 14:25 وفي 227:67 منه أيضاً.
  9. الاختصاص للمفيد: 310؛ بصائر الدرجات، في باب انّ الإمام يعرف شيعته من عدوّه 410:8.
  10. الاختصاص: 312؛ بصائر الدرجات، في باب انّ الإمام يعرف شيعته من عدوّه:411؛ البحار 294:41؛ اثبات الهداة 553:4.
  11. مريم: 96.
  12. کشف الغمة، في باب مناقب علي وفضائله 313:1؛ البحار 123:36.
  13. قرب الاسناد: 25 ح85؛ الخرائج والجرائح 178:1؛ البحار 17:42؛ مدينة المعاجز 193:2 ح498؛ اثبات الهداة 545:4.
  14. البحار 14:25 وفي 134:61 منه أيضاً؛ بصائر الدرجات، باب انّ الإمام عرف ما رأي: 107.
  15. بشارة المصطفي: 154؛ البحار 136:68.