يفتح لولي اللَّه في منزله من الجنة إلي قبره تسعة وتسعون بابا















يفتح لولي اللَّه في منزله من الجنة إلي قبره تسعة وتسعون باباً



1/10361- الشيخ المفيد، حدثنا أبوجعفر أحمد بن محمد بن عيسي، قال: حدثني سعيد بن جناح، عن عوف بن عبداللَّه الأزدي، عن بعض أصحابنا، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام... فقال علي أميرالمؤمنين عليه‏السلام: يفتح لولي اللَّه من منزله من الجنة إلي قبره تسعة وتسعون باباً، يدخل عليه روحها وريحانها، وطيبها ولذتها ونورها إلي يوم القيامة، فليس شي‏ء أحب اليه من لقاء اللَّه، فيقول: يارب عجل علي قيام الساعة حتي أرجع إلي أهلي ومالي، فاذا کانت صيحة القيامة خرج من قبره مستورة عورته، مسکنّة روعته، قد أُعطي الأمن والأمان، وبشّر بالرضوان، والروح والريحان، والخيرات الحسان، فيستقبله الملکان اللذان کانا معه في الحياة الدنيا، فينفضان التراب عن وجهه وعن رأسه ولا يفارقانه، ويبشّرانه ويمنيانه ويضرجانه کلما راعه شي‏ء من أهوال القيامة قالا له: ياولي اللَّه لا خوف عليک اليوم ولا حزن، نحن الذين وُلينا عملک في الحياة الدنيا، ونحن أولياؤک اليوم في

[صفحه 464]

الآخرة.

انظر (تلکم الجنة التي أورثتموها بما کنتم تعملون) قال: فيقام في ظل العرش فيدنيه الرب تبارک وتعالي حتي يکون بينه وبينه حجاب من نور، فيقول له: مرحباً، فمنها يبيض وجهه ويسّر قلبه ويطول سبعين ذراعاً من فرحته.

فوجهه کالقمر، وطوله طول آدم، وصورته صورة يوسف، ولسانه لسان محمد صلي الله عليه و آله وقلبه قلب أيوب، کلّما غفر له ذنب سجد، فيقول: عبدي اقرأ کتابک، فتصطک فرائصه شفقاً وفرقاً، قال: فيقول الجبّار: هل زدنا عليک سيئاتک ونقصنا عليک من حسناتک؟ قال: فيقول: ياسيدي بل أنت قائم بالقسط وأنت خير الفاصلين.

قال: فيقول: عبدي أما استحييت ولا راقبتني ولا خشيتني، قال فيقول: ياسيدي قد أسأت فلا تفضحني، فان الخلائق ينظرون إلي، فيقول الجبار: وعزتي يا مسي‏ء لا أفضحک اليوم، قال: فالسيئات فيما بينه وبين اللَّه مستورة، والحسنات بارزة للخلائق، قال: فکلما کان يمر عيّره بذنب، قال: سيدي لتبعثني إلي النار أحب إلي من أن تعيرني، فيضحک الجبار تبارک وتعالي لا شريک له ليقّر بعينه، قال: فيقول: أتذکر يوم کذا وکذا أطعمت جائعاً ووصلت أخاً مؤمناً، کسوت يوماً، أُعطيت سعياً حججت في الصحاري تدعوني محرماً، أرسلت عينيک فرقاً، سهرت ليلة شفقاً، غضضت طرفک مني فرقاً، فذا بذا، وأما ما أحسنت فمشکور، وأما ما أسأت فمغفور، حوّل بوجهک، فاذا حوّله رأي الجبار، فعند ذلک ابيض وجهه وسر قلبه ووضع التاج علي رأسه وعلي يديه الحلي والحلل.

ثم يقول: ياجبرئيل انطلق بعبدي فأره کرامتي، فيخرج من عند اللَّه قد أخذ کتابه بيمينه فيدحو به مدّ البصر فيبسط صحيفته للمؤمنين والمؤمنات وهو ينادي

[صفحه 465]

«هَاؤُمُ اقْرَؤُواْ کِتَابِيَه إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَة فَهُوَ فِي عِيْشَةٍ رَاضِيَةٍ».[1].

فاذا انتهي إلي باب الجنة قيل له: هات الجواز، قال: هذا جوازي مکتوب فيه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا جواز جائز من اللَّه العزيز الحکيم لفلان بن فلان من ربّ العالمين، فينادي مناد يسمع أهل الجمع کلهم، ألا إن فلان بن فلان قد سعد سعادة لا يشقي بعدها أبداً، قال: فيدخل فاذا هو بشجرة ذات ظل ممدود، وماء مسکوب، وثمار مهدلة تسمي رضوان، يخرج من ساقها عينان تجريان، فينطلق إلي إحداهما، وکلما مرّ بذلک فيغتسل منها فيخرج وعليه نضرة النعيم، ثم يشرب من الاُخري فلا تکن في بطنه مغص ولا مرض ولا داء أبداً، وذلک قوله تعالي: «وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوْراً»[2] ثم تستقبله الملائکة فتقول له: طبت فادخلها مع الداخلين (الخالدين)، فيدخل فاذا هو بسماطين من شجر أغصانها اللؤلؤ، وفروعها الحلي والحلل، ثمارها مثل ثدي الجواري الأبکار، فتستقبله الملائکة معهم النوق والبرازين والحلي والحلل، فيقولون ياولي اللَّه ارکب ما شئت، والبس ما شئت، وسل ما شئت، قال: فيرکب ما اشتهي ويلبس من اشتهي، وهو علي ناقة أو برذون من نور، وثيابه من نور، وحليته من نور، يسير في دار النور، معه ملائکة من نور وغلمان من نور، ووصائف من نور حتي تهابه الملائکة مما يرون من النور فيقول بعضهم لبعض: تنحوا فقد جاء وفد الحليم الغفور.

قال: فينظر إلي أول قصر له من فضة مشرقاً بالدر والياقوت، فتشرف عليه أزواجه، فيقلن مرحباً مرحباً أنزل بنا فيهم أن ينزل بقصره، قال فتقول: الملائکة: سِر ياولي اللَّه فان هذا لک وغيره، إلي أن قال، فيسير حتي يأتي تمام ألف قصر، کل ذلک ينفذ فيه بصره، ويسير في ملکه أسرع من طرفة العين، فاذا انتهي إلي أقصاها

[صفحه 466]

قصراً نکس رأسه فتقول الملائکة: مالک ياولي اللَّه؟ فيقول: واللَّه لقد کاد بصري أن يختطف، فيقولون: ياولي اللَّه أبشر فان الجنة ليس فيها عمي ولا صم، فيأتي قصراً يري من باطنه ظاهره وظاهره من باطنه، لبنة من فضة ولبنة من ذهب ولبنة من ياقوت ولبنة من در، ملاطه المسک قد شرِف بشرفٍ من نور يتلألأ، ويري الرجل وجهه في الحائط، وذا قوله: «ختامه مسک»- يعني ختام الشراب-.[3].


صفحه 464، 465، 466.








  1. الحاقّة: 19 تا 21.
  2. الانسان: 21.
  3. الاختصاص: 349، البحار 211:8.