سأل رجل شامي أميرالمؤمنين عن عشرة أشياء
فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: قاتل اللَّه ابنآکلة الأکباد ما أضلّه وأعماه ومن معه، واللَّه لقد أعتق جارية فما أحسن أن يتزوج بها، حکم اللَّه بيني وبين هذه الاُمة، قطعوا رحمي، وأضاعوا أيامي، ودفعوا حقي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا علي منازعتي، عليّ بالحسن والحسين ومحمد فأحضروا فقال: ياشامي هذان ابنا رسولاللَّه وهذا ابني فاسألهم [صفحه أيهم أحببت؟ فقال: أسأل ذا الوفرة- يعني الحسن عليهالسلام وکان صبياً، فقال له الحسن عليهالسلام سلني عما بدا لک، فقال الشامي: کم بين الحق والباطل، وکم بين السماء] [صفحه 428] والأرض، وکم بين المشرق والمغرب، وما قوس قزح وما العين التي تأوي اليها أرواح المشرکين، وما العين التي تأوي اليها أرواح المؤمنين، وما المؤنث، وما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض! فقال الحسن بن علي عليهالسلام: بين الحق والباطل أربع أصابع فما رأيته بعينک فهو الحق وما تسمع باُذنيک باطلاً کثيراً، فقال الشامي: صدقت قال: وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومدّ البصر فمن قال لک غير هذا فکذّبه، قال: صدقت يابن رسولاللَّه، قال: وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس تنظر اليها حين تطلع من مشرقها وحين تغيب من مغربها، قال الشامي صدقت: فما قوس قزح. قال: ويحک لا تقل قوس قزح فان قزح اسم شيطان وهو قوس اللَّه وعلامة الخصب وأمان لأهل الأرض من الغرق، وأما العين التي تأوي اليها أرواح المشرکين فهي عين يقال لها برهوت، وأما العين التي تأوي اليها أرواح المؤمنين وهي عين يقال لها سلمي، وأما المؤنث فهو الذي لا يدري أذکر هو أم اُنثي، فانّه ينتظر به فان کان ذکراً احتلم وإن کانت اُنثي حاضت وبدا ثديها، وإلّا قيل له بُل علي الحائط فان أصاب بوله الحائط فهو ذکر وان انتکص بوله کما انتکص بول البعير فهو امرأة. وأما عشرة أشياء بعضها أشدّ من بعض: فأشدّ شيء خلقه اللَّه عزّوجلّ الحجر، وأشد من الحجر الحديد الذي يقطع به الحجر، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد، وأشد من النار الماء يطفئ النار، وأشد من الماء السحاب يحمل الماء، وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب، وأشد من الريح الملک الذي يرسلها، وأشد من الملک ملک الموت الذي يميت الملک، وأشد من ملک الموت الموت الذي يميت ملک الموت، وأشد من الموت أمر اللَّه رب العالمين يميت الموت، فقال الشامي أشهد أنک ابنرسولاللَّه حقاً، وأن علياً أولي بالأمر من معاوية، ثم کتب هذه الجوابات وذهب بها إلي معاوية، فبعثها معاوية إلي ابنالأصفر، فکتب اليه ابنالأصفر [صفحه 429] يامعاوية لِمَ تکلمني بغير کلامک وتجيبني بغير جوابک، أقسم بالمسيح ما هذا جوابک وما هو إلّا من معدن النبوة وموضع الرسالة، وأما أنت فلو سألتني درهماً ما أعطيتک.[1].
1/10316- الصدوق، حدثنا أبيرحمه الله، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبدالرحمن بن أبينجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبيجعفر عليهالسلام قال: بينا أميرالمؤمنين عليهالسلام في الرحبة والناس عليه متراکمون، فمن بين مستفت ومن بين مستعدي، إذ قام اليه رجل فقال: السلام عليک ياأميرالمؤمنين ورحمة اللَّه وبرکاته، فنظر اليه أميرالمؤمنين عليهالسلام بعينيه هاتيک العظيمتين ثم قال: وعليک السلام ورحمة اللَّه وبرکاته من أنت؟ فقال: أنا رجل من رعيتک وأهل بلادک، قال: ما أنت من رعيتي وأهل بلادي، ولو سلّمت عليّ يوماً واحداً ما خفيت عليّ، فقال: الأمان ياأميرالمؤمنين، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: هل أحدثت في مصري هذا حدثاً منذ دخلته؟ قال: لا، قال: فلعلک من رجال الحرب؟ قال: نعم، قال: إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس، قال: أنا رجل بعثني اليک معاوية متغفلاً لک أسألک عن شيء بعث فيه ابنالأصفر وقال له: إن کنت أنت أحق بهذا الأمر والخليفة بعد محمد صلي الله عليه و آله فأجبني عما أسألک، فانک إن فعلت ذلک اتبعتک وأبعث اليک بالجائزة، فلم يکن عنده جواب، وقد أقلقه ذلک، فبعثني اليک لأسألک عنها.
صفحه 0، 428، 429.