الناس سبع طبقات















الناس سبع طبقات‏



1/10287- قال علي [عليه‏السلام]:

ألا وإن الناس سبع طبقات: (فالطبقة الاُولي) الفراعنة يدعون الناس إلي عبادتهم، أما إنهم لا يأمرونهم أن يصلوا لهم ولا يصوموا، ولکنما يأمرونهم بطاعتهم فيطيعونهم، فبطاعتهم لهم في معصية اللَّه جلّ ثناؤه قد اتخذوهم أرباباً من دون اللَّه جلّ ثناؤه.

(والطبقة الثانية): جبابرة أکلهم الربا وبيعهم السحت.

[صفحه 410]

(والطبقة الثالثة): فسّاق قد تشردوا من الدين کما يتشرد الشارد من الابل.

(والطبقة الرابعة): أصحاب الرياء ليس يعبدون إلّا الدينار والدرهم.

(والطبقة الخامسة): قراءٌ مخادعون يطلبون الدنيا بزيّ الصالحين.

(والطبقة السادسة): فقراء إنما هَمّ أحدهم أن يشَبعَ شبعة من الطعام، لا يبالي أحلالاً أخذها أم حراماً.

(والطبقة السابعة): الذين أثني اللَّه جلّ وعزّ عليهم، فقال: «وَعِبَادُ الرَّحْمنِ الَّذِيْنَ يَمْشُوْنَ عَلي الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الجَّاهِلُوْنَ قَالُواْ سَلَاماً».[1].

ثم قال عليه‏السلام: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنهم للذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون، ثم التفت إلي کميل بن زياد فقال: ياکميل بن زياد اطلبهم، قال کميل: وأين أطلبهم ياأميرالمؤمنين؟ قال: في أطراف الأرض تجدهم قد اتخذوا الأرض فراشاً، والماء طيباً، والقرآن شعاراً، والدعاء دِثاراً، باکين العيون، دنسين الثياب، يقرضون العيش قرضاً، إن غابوا لم يفتقدوا وان شهدوا لم يعرفوا، وان خطبوا لم يزوجوا. وإن قالوا لم يُنصت لقولهم، يدفع اللَّه عزّوجلّ بهم العاهات والآفات والبلايا عن الناس، وبهم يسقي اللَّه عزّوجلّ العباد الغيث من السماء، ويُنزل القطر من السحاب، اُولئک عباد اللَّه حقاً حقاً.[2].

2/10288- قال علي [عليه‏السلام]:

الناس سبع طبقات: لا يصلح بعضها إلّا ببعض، ولا غِني ببعضها عن بعض، فمنها جنود اللَّه، ومنها کتاب العامة والخاصة، ومنها قضاة العدل، ومنها کتاب الدواوين، ومنها أهل الجزية والخرج والذمة ومسلمة الناس، ومنها التجار وأهل الصناعات، ومنها الطبقة السفلي من ذوي الحاجات والمسکنة فکل قد سمّي اللَّه

[صفحه 411]

سهمه، ووقف علي حدّه في فريضته في کتابه أو سنة نبيه صلي الله عليه وسلم عهداً للَّه عندنا محفوظاً.

فالجنود بإذن اللَّه عزّوجلّ حصون الرعية، وزين الولاة، وعزّ الدين، وسبيل الأمن والحفظ، وليس تقوم الرعية إلّا بهم، ثم لا قوام للجند إلّا بما يخرج اللَّه جلّ وعزّ لهم من الخراج الذي يقوون به علي جهاد عدوهم ويعتمدون عليه فيما أصلحهم، ويکون من وراء حاجاتهم، ثم لا نماء لهذين الصنفين إلّا بالصنف الثالث من القضاة والعمال والکتاب، بما يحکمون من الأُمور ويظهرون من الانصاف، ويجمعون من المنافع ويؤتمنون عليه من خواص الاُمور وعوامها، ولا قوام لهم جمعياً إلّا بالتجار وذوي الصناعات فيما يجمعون من مرافقهم ويقيمون من أسواقهم، ويکفونهم من الترفق بأيديهم، مما لا يبلغه رِفق غيرهم.

ثم الطبقة السفلي من أهل الحاجة والمسکنة الذين يحق رفدهم في اللَّه عزّوجلّ لکل سعة، ولکل علي الوالي حق بقدر ما يصلحه، ولا يخرج الوالي من حقيقة ما ألزمه اللَّه تبارک وتعالي إلّا توطين نفسه علي لزوم الحق والصبر عليه فيما خف أو ثقل.[3].


صفحه 410، 411.








  1. الفرقان: 63.
  2. دستور معالم الحکم ومأثور مکارم الشيخ: 117.
  3. دستور معالم الحکم ومأثور مکارم الشيخ: 118.