سبع مصائب عظام















سبع مصائب عظام‏



1/10286- العلامة المجلسي (رحمه اللَّه تعالي) عن (دعائم الدين) قال: روي في کتاب (التنبيه) عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه خطب في يوم جمعة خطبة بليغة قال في آخرها: أيها الناس سبع مصائب عظام نعوذ اللَّه منها: عالم زلّ، وعابد ملّ، ومؤمن خلّ، ومؤتمن غلّ، وغني أقلّ، وعزيز ذلّ، وفقير اعتلّ، فقام اليه رجل فقال: صدقت ياأميرالمؤمنين أنت القبلة إذا ما ضللنا والنور إذا ما أظلمنا، ولکن نسألک عن قول اللَّه سبحانه: «ادْعُوْنِي أَسْتَجِبْ لَکُمْ»[1] فما بالنا ندعو فلا نجاب؟ قال عليه‏السلام: إن قلوبکم خانت بثمان خصال: أولها: إنکم عرفتم اللَّه فلم تؤدّوا حقه، کما أوجب

[صفحه 409]

عليکم فما أغنت عنکم معرفتکم شيئاً، الثانية: إنکم آمنتم برسوله ثم خالفتم سنته وأمتم شريعته فأين ثمرة إيمانکم، والثالثة: إنکم قرأتم کتابه المنزل عليکم فلم تعملوا به وقلتم سمعنا وأطعنا ثم خالفتم، والرابعة: إنکم قلتم إنکم تخافون من النار وأنتم في کل وقت تقدمون اليها بمعاصيکم فأين خوفکم، والخامسة: إنکم قلتم إنکم ترغبون في الجنة وأنتم في کل وقت تفعلون ما يباعدکم منها فأين رغبتکم فيها، والسادسة: إنکم أکلتم نعمة المولي ولم تشکروا عليها والسابعة: إن اللَّه أمرکم بعداوة الشيطان وقال «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَکُمْ عَدُوٌ فَاتَّخِذُوْهُ عَدُوّاً»[2] فعاديتموه بلا قول، وواليتموه بلا مخالفة، والثامنة: إنکم جعلتم عيوب الناس نصب عيونکم وعيوبکم وراء ظهورکم، تلومون من أنتم أحق باللوم منه، فأي دعاء يستجاب لکم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه، فاتقوا اللَّه وأصلحوا أعمالکم وأخلصوا سرائرکم وامروا بالمعروف وانهوا عن المنکر فيستجيب اللَّه لکم دعاءکم.[3].


صفحه 409.








  1. غافر: 60.
  2. فاطر: 6.
  3. البحار 376:93، الکني والألقاب للقمّي في ترجمة ابن کناسة 395:1، مستدرک الوسائل 268:5 ح5841، سفينة البحار مادة (دعا) 448:1 (وفيه بدل (سبع) ثمان).