بعث آدم وحواء في الجنة سبع ساعات















بعث آدم وحواء في الجنة سبع ساعات‏



1/10259- الصدوق، حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن (رضي اللَّه عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبداللَّه، وعبداللَّه بن جعفر الحميري، قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، وأحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، ومحمد بن الحسين بن أبي‏الخطاب، قالوا: حدثنا الحسن بن محبوب، عن محمد بن اسحاق، عن أبي‏جعفر محمد بن علي، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام عن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال: إنما کان لبث آدم وحوا في الجنة حتي أخرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا، حتي أهبطهما اللَّه من يومهما ذلک.[1].

2/10260- العياشي: عن عطاء، عن أبي‏جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام عن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال: إنما کان لبث آدم وحوا في الجنة حتي أخرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا، حتي أکلا من الشجرة فأهبطهما اللَّه إلي الأرض من يومهما ذلک، قال: فحاج آدم ربه، فقال: يارب أرأيتک قبل أن تخلقني کنت قدرت عليّ هذا الذنب وکلّ ما صرت وأنا صائر اليه، أو هذا شي‏ء فعلته أنا من قبل أن تقدره عليّ، غلبت عليّ شقوتي، فکان ذلک مني وفعلي لا منک ولا من فعلک؟ فقال له: ياآدم أنا خلقتک وعلمتک اني أسکنک وزوجتک الجنة، وبنعمتي وما جعلت فيک من قوتي قوّيت بجوارحک علي معصيتي، ولم تغب عن عيني، ولم يخل علمي من

[صفحه 394]

فعلک ولا مما أنت فاعله، قال آدم يارب الحجة لک عليّ يارب، قال: فحين خلقتک وصورتک ونفخت فيک من روحي وأسجدت لک ملائکتي ونوهت باسمک في سماواتي، وابتدأتک بکرامتي وأسکنتک جنتي، ولم أفعل ذلک إلّا برضي مني عليک، ابتليتک بذلک من غير أن يکون عملت لي عملاً تستوجب به عندي ما فعلت بک، قال آدم: يارب الخير منک والشر مني، قال اللَّه: ياآدم أنا اللَّه الکريم خلقت الخير قبل الشر، وخلقت رحمتي قبل غضبي، وقدمت بکرامتي قبل هواني، وقدمت باحتجاجي قبل عذابي، ياآدم ألم أنهک عن الشجرة وأُخبرک أن الشيطان عدو لک ولزوجتک؟ وأحذّرکما قبل أن تصير إلي الجنة، واُعلمکما أنکما إن أکلتما من الشجرة لکنتما ظالمين لأنفسکما عاصيين لي، ياآدم لا يجاورني في جنتي ظالم عاص بي، فقال: بلي يارب الحجة لک علينا، ظلمنا أنفسنا وعصينا وإلّا تغفر لنا وترحمنا نکن من الخاسرين، قال: فلما أقرا لربّهما بذنبهما، وأنّ الحجة من اللَّه لهما، تدارکتهما رحمة الرحمن الرحيم، فتاب عليهما ربهما إنه هو التواب الرحيم.

قال اللَّه: ياآدم اهبط أنت وزوجک إلي الأرض، فاذا أصلحتما صلحتکما، وان عملتما لي قويتکما، وان تعرضتما لرضاي تسارعت إلي رضاکما، وإن خفتما مني آمنتکما من سخطي، قال: فبکيا عند ذلک وقالا: ربنا فاعنا علي صلاح أنفسنا وعلي العمل بما يرضيک عنا، قال اللَّه لهما: إذا عملتما سوءاً فتوبا إلي منه أتب عليکما وأنا اللَّه التواب الرحيم، قال: فأهبطنا برحمتک إلي أحبّ البقاع اليک، قال: فأوحي اللَّه إلي جبرئيل أن اهبطهما إلي البلدة المبارکة مکة، فهبط بهما جبرئيل فألقي آدم علي الصفا وألقي حوا علي المروة، قال: فلما ألقيا قاما علي أرجلهما ورفعا رؤسهما إلي السماء وضجا بأصواتهما بالبکاء إلي اللَّه، وخضعا بأعناقهما، قال: فهتف اللَّه بهما ما يبکيکما بعد رضاي عنکما؟ قال: فقالا: ربنا أبکتنا خطيئتنا وهي أخرجتنا من جوار ربّنا، وقد خفي عنا تقديس ملائکتک لک، ربنا وبدت لنا عوراتنا واضطرّنا

[صفحه 395]

ذنبنا إلي حرث الدنيا ومطعمها ومشربها، ودخلتنا وحشة شديدة لتفريقک بيننا، قال: فرحمهما الرحمن الرحيم عند ذلک، فأوحي إلي جبرئيل أنا اللَّه الرحمن الرحيم واني قد رحمت آدم وحوّا لما شکيا إليّ فاهبط عليهما بخيمة من خيام الجنة، وعزّهما عني بفراق الجنة، واجمع بينهما في الخيمة فاني قد رحمتهما لبکائهما ووحشتهما ووحدتهما، وانصب لهمال الخيمة علي الترعة التي بين جبال مکة، قال: والترعة مکان البيت وقواعدها التي رفعتها الملائکة قبل ذلک، فهبط جبرئيل علي آدم بالخيمة علي مقدار أرکان البيت وقواعده، فنصبها.

قال: وأنزل جبرئيل آدم من الصفا وأنزل حوّا من المروة وجمع بينهما في الخيمة، قال: وکان عمود الخيمة قضيب ياقوت أحمر فأضاء نوره وضوئه جبال مکة وما حولها، قال: وکلما امتد ضوء العود فجعله اللَّه حرماً فهو مواضع الحرم اليوم کلّ ناحية من حيث بلغ ضوء العمود، فجعله اللَّه حرماً لحرمة الخيمة والعمود، لأنهنّ من الجنة، قال: ولذلک جعل اللَّه الحسنات في الحرم مضاعفة والسيئات فيه مضاعفة، قال: ومدت أطناب الخيمة حولهما فمنتهي أوتادها ما حول المسجد الحرام، قال: وکانت أوتادها من غصون الجنة وأطنابها من ظفائر الأرجوان، قال: فأوحي اللَّه إلي جبرئيل أهبط علي الخيمة سبعين ألف ملک يحرسونهما من مردة الجن، ويؤنسون آدم وحوّا ويطوفون حول الخيمة تعظيماً للبيت والخيمة، فهبتطت الملائکة فکانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشياطين و العتاة، ويطوفون حول أرکان البيت والخيمة کل يوم وليلة، کما کانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، قال: وأرکان البيت الحرام في الأرض حيال البيت المعمور الذي في السماء.

قال: ثم إن اللَّه أوحي إلي جبرئيل بعد ذلک أن اهبط إلي آدم وحوا فنحّهما عن

[صفحه 396]

مواضع قواعد بيتي لأني أريد أن اهبط في ظلال من ملائکتي إلي أرضي فارفع أرکان بيتي لملائکتي ولخلقي من ولد آدم، قال: فهبط جبرئيل علي آدم وحوّا فأخرجهما من الخيمة ونهاهما عن ترعة البيت الحرام ونحّي الخيمة عن موضع الترعة، وقال: ووضع آدم علي الصفا ووضع حوّا علي المروة، ورفع الخيمة إلي السماء، فقال آدم وحواء: ياجبرئيل أبسخط من اللَّه حوّلتنا وفرقت بيننا أم برضي تقديراً من اللَّه علينا؟ فقال لهما: لم يکن ذلک سخطاً من اللَّه عليکما ولکن اللَّه لا يسئل عما يفعل، ياآدم إن السبعين ألف ملک الذين أنزلهم اللَّه إلي الأرض ليؤنسوک ويطوفون حول أرکان البيت والخيمة، سألوا اللَّه أن يبني لهم مکان الخيمة بيتاً علي موضع الترعة المبارکة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله کما کانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور. فأوحي اللَّه إليّ أن أنحيک وحوا وأرفع الخيمة إلي السماء، فقال آدم: رضينا بتقدير اللَّه ونافذ أمره فينا، فکان آدم علي الصفا وحوا علي المروة، قال: فداخل آدم لفراق حوّا وحشة شديدة وحزن، قال: فهبط من الصفا يريد المروة شوقاً إلي حوّا وليسلّم عليها، وکان بين الصفا والمروة وادياً وکان آدم يري المروة من فوق الصفا، فلما انتهي إلي موضع الوادي غابت عنه المروة، فسعي في الوادي حذراً لما لم ير المروة مخافة أن يکون قد ضلّ عن طريقه، فلما أن جاز الوادي وارتفع عنه نظر إلي المروة فمشي حتي انتهي إلي المروة فصعد عليها فسلّم علي حوّا ثم أقبلا بوجههما نحو موضع الترعة ينظران هل رفع قواعد البيت ويسألان اللَّه أن يردهما إلي مکانهما حتي هبط من المروة، فرجع إلي الصفا، فقام عليه وأقبل بوجهه نحو موضع الترعة فدعي اللَّه، ثم انه اشتاق إلي حوا فهبط من الصفا يريد المروة ففعل مثل ما فعله في المرة الاُولي، ثم رجع إلي الصفا ففعل عليه مثل ما فعل في المرة الاُولي، ثم انه هبط من الصفا إلي المروة، ففعل مثل ما فعل في المرتين الأولتين، ثم

[صفحه 397]

رجع إلي الصفا فقام عليه ودعي اللَّه أن يجمع بينه وبين زوجته حوّا، قال: فکان ذهاب آدم من الصفا إلي المروة ثلاث مرات، ورجوعه ثلاث مرات، فلذلک ستة أشواط، فلما أن دعيا اللَّه وبکيا اليه وسألاه أن يجمع بينهما، استجاب اللَّه لهما من ساعتهما من يومهما ذلک مع زوال الشمس، فأتاه جبرئيل وهو علي الصفا واقف يدعو اللَّه مقبلاً بوجهه نحو الترعة، فقال له جبرئيل: ياآدم من الصفا فالحق بحوا، فنزل آدم من الصفا إلي المروة ففعل مثل ما فعل في الثلاث المرات حتي انتهي إلي المروة، فصعد عليها وأخبر حوّا بما أخبره جبرئيل ففرحا بذلک فرحاً شديداً وحمدا اللَّه وشکراه، فلذلک جرت السنة بالسعي بين الصفا والمروة، ولذلک قال اللَّه: «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جَنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا».[2].

قال: ثم إن جبرئيل أتاهما فأنزلهما من المروة وأخبرهما إن الجبار تبارک وتعالي قد هبط إلي الأرض فوضع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من طور سينا وحجر من جبل السلام- وهو ظهر الکوفة- فأوحي اللَّه إلي جبرئيل أن ابنه وأتمّه، قال: فاقتلع جبرئيل الأحجار الأربعة بأمر اللَّه من مواضعهن بجناحيه فوضعها حيث أمر اللَّه في أرکان البيت علي قواعده التي قدّرها الجبّار، ونصب أعلامها، ثم أوحي اللَّه إلي جبرئيل أن ابنه وأتمه بحجارة من أبي‏قبيس، واجعل له بابين باب شرقي وباب غربي، قال: فأتمه جبرئيل، فلما أن فرغ منه طافت الملائکة حوله، فلما نظر آدم وحوا إلي الملائکة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا بالبيت سبعة أشواط ثم خرجا يطلبان ما يأکلان، وذلک من يومهما الذي هبط بهما فيه.[3].

[صفحه 398]


صفحه 394، 395، 396، 397، 398.








  1. الخصال باب السبعة: 396، تفسير البرهان 82:1، البحار 142:11.
  2. البقرة: 108.
  3. تفسير العياشي 35:1، تفسير البرهان 84:1، البحار 182:11.