اول من وضع قواعد النحو















اول من وضع قواعد النحو



1/9745- روي جماعة من علماء الخاصة والعامة في کتب الکلام وکتب الامامة وکتب فضائل أميرالمؤمنين عليه‏السلام وغيرها أن علياً عليه‏السلام هو الذي وضع علم النحو وعلّمه أباالأسود الدؤلي، وقد کان النحو يطلق علي النحو والصرف، وأن علم العربية شامل لهما ولعلم المعاني والبيان، ورواه عبدالرحمن بن محمد الأنباري النحوي في کتاب- طبقات الأُدباء-.

قال روي أبوالأسود قال: دخلت علي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فوجدت في يده رقعة، فقلت ما هذه ياأميرالمؤمنين؟ فقال: اني تأملت کلام الناس فرأيته قد فسد

[صفحه 164]

بمخالطة هذه الحمراء- يعني الأعاجم- فأردت أن أضع لهم شيئاً يرجعون اليه ويعتمدون عليه، ثم ألقي الرقعة وفيها مکتوب: الکلام کله ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمي، والفعل ما أنبأ به، والحرف ما جاء لمعني، وقال: أنحو هذا النحو وأضف اليها ما وقع اليک، واعلم ياأباالأسود إن الأسماء ثلاثة: ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا مضمر. وأراد بذلک الاسم المبهم، قال أبوالأسود: کان ما وقع إلي إن وأخواتها ما خلا لکن، فلما عرضت علي علي عليه‏السلام قال: وأين لکن؟ فقلت ما حسبتها منها، فقال: هي منها فالحقتها، فقال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت فلذلک سمي النحو نحواً.[1].

2/9746- قال أبوالقاسم الزجاجي: حدثنا أبوجعفر محمد بن رستم الطبري، قال: حدثنا أبوحاتم السجستاني، حدثني يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا سعيد بن مسلم الباهلي، حدثني أبي، عن جدي، عن أبي‏الأسود الدوئلي، قال: دخلت علي ابن‏أبي‏طالب رضي الله عنه فرأيته مطرقاً متفکراً، فقلت: فيم تفکر ياأميرالمؤمنين؟ فقال: اني سمعت ببلدکم هذا لحناً، فأردت أن أصنع کتاباً في اُصول العربية، فقلت: إن فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة، ثم أتيته بعد ثلاث فألقي إلي صحيفة فيها، بسم اللَّه الرحمن الرحيم الکلام کله اسم وفعل وحرف، فالاسم: ما أنبأ عن المسمي، والفعل: ما أنبأ عن حرکة المسمي، والحرف: ما أنبأ عن معني ليس باسم ولا فعل، ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لک، واعلم ياأباالأسود أن الأسماء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشي‏ء لا ظاهر ولا مضمر، وإنما تتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر، قال أبوالأسود: فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه، فکان من ذلک حروف النصب، فذکرت فيها إن وأن وليت ولعل وکأنّ،

[صفحه 165]

ولم أذکر لکن، فقال لي: لم ترکتها؟ فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بلي هي منها فزدها.[2].

3/9747- عن صعصعة بن صوحان، قال: جاء أعرابي إلي علي بن أبي‏طالب[عليه‏السلام] فقال ياأميرالمؤمنين کيف نقرأ هذا الحرف «لا يأکله إلّا الخاطون» کُلُّ واللَّه يخطو، فتبسم علي وقال: «لَا يَأْکُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ»[3] قال: صدقت يا أميرالمؤمنين ما کان اللَّه ليسلم عبده، ثم التفت علي إلي أبي‏الأسود الدؤلي فقال: إن الأعاجم قد دخلت في الدين کافة، فضع للناس شيئاً يستدلون به علي صلاح ألسنتهم، فرسم له الرفع والنصب والخفض.[4].


صفحه 164، 165.








  1. الفصول المهمة (للحر العاملي): 272، الأنوار النعمانية 48:1.
  2. أمالي الزجاجي: 238، الفصول المهمة (للحر العاملي): 274، کنز العمال 283:10 ح29456، تاريخ الخلفاء (للسيوطي): 143.
  3. الحاقّة: 37.
  4. کنز العمال 284:10 ح29457.