في معني الميزان















في معني الميزان‏



1/9709- عن أبي‏معمّر السعداني، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في حديث من سأل عن الآيات التي زعم أنّها متناقضة، قال عليه‏السلام: وأمّا قوله تبارک وتعالي: «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً»[1] فهو ميزان العدل يؤخذ به الخلائق يوم القيامة، يدين اللَّه تبارک وتعالي الخلق بعضهم من بعض بالموازين، وفي غير هذا الحديث، الموازين هم الأنبياء والأوصياء عليهم‏السلام، وقوله عزّوجلّ: «فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً»[2] فإنّ ذلک خاصّة، وأمّا قوله: «فَأُولئِکَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ»[3] فإنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال: قال اللَّه عزّوجلّ: لقد حقّت کرامتي- أو قال: مودّتي-، لمن يراقبني، ويتحابّ بجلالي، إنّ وجوههم يوم القيامة من نور، علي منابرٍ من نور، عليهم ثياب خضر، قيل: من هم يا رسول‏اللَّه؟ قال:

[صفحه 143]

قوم ليسوا بأنبياء ولا شهداء، ولکنّهم تحابّوا بجلال اللَّه، ويدخلون الجنّة بغير حساب، نسأل اللَّه أن يجعلنا منهم برحمته.

وأمّا قوله: «فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ»[4] و «خَفَّتْ مَوَازِينُهُ»[5] فإنّما يعني الحساب، توزن الحسنات والسيّئات، فالحسنات ثقل الميزان والسيّئات خفّة الميزان.[6].

بيان: الرواية غريبة في بابها، وهذه الجملة ربّما استلزمت معان اُخري يظهر لمن تدبّر، غير أنّها من الآحاد الغريبة.

2/9710- في کتاب أميرالمؤمنين عليه‏السلام إلي أهل مصر:

من عمل للَّه أعطاه اللَّه أجره في الدنيا والآخرة وکفاه المهمّ فيها، وقد قال اللَّه تعالي: «يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّکُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّي الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»[7] فما أعطاهم اللَّه في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة، قال اللَّه تعالي: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَي وَزِيَادَةٌ»[8] والحسني هي الجنّة، والزيادة هي الدنيا، الخبر.[9].

3/9711- عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفّار، عن القاساني، عن الاصفهاني، عن المنقري، عن ابن‏عيينة، عن حميد بن زياد، عن عطاء بن يسار، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال:

يوقف العبد بين يدي اللَّه فيقول: قيسوا بين نعمي عليه وبين عمله، فتستغرق النعم العمل، فيقولون: قد استغرقت النعم العمل، فيقول: هبوا له نعمي وقيسوا بين

[صفحه 144]

الخير والشرّ منه، فإن استوي العملان أذهب اللَّه الشرّ بالخير وأدخله الجنّة، وإن کان له فضل أعطاه اللَّه بفضله، وإن کان عليه فضل وهو من أهل التقوي لم يشرک باللَّه تعالي واتّقي الشرک به فهو من أهل المغفرة، يغفر اللَّه له برحمته إن شاء ويتفضّل عليه بعفوه.[10].

[صفحه 145]


صفحه 143، 144، 145.








  1. الأنبياء: 47.
  2. الکهف: 105.
  3. غافر: 40.
  4. الأعراف: 8.
  5. الأعراف: 9.
  6. البحار 250:7؛ التوحيد: 268.
  7. الزمر: 10.
  8. يونس: 26.
  9. البحار 260:7؛ أمالي الطوسي، المجلس الأول: 26 ح31.
  10. البحار 262:7؛ أمالي الطوسي، مجلس 212:8 ح369.