في وصف الموت















في وصف الموت‏



1/9674- الصدوق، حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني، قال: حدثنا أحمد ابن‏الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصري، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهم‏السلام، قال: قيل لأمير المؤمنين عليه‏السلام صف لنا الموت، فقال: علي الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة اُمور يرد عليه: اما بشارة بنعيم الأبد، وإما بشارة بعذاب الأبد، وإما تحزين وتهويل وأمره مبهم لا يدري في أي الفرق هو، فأما ولينا المطبع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد، وأما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الأبد، وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف علي نفسه لا يدري ما يؤول اليه حاله، يأتيه الخبر مبهماً مخوفاً، ثم يسّويه اللَّه عزّوجلّ بأعدائنا لکن يخرجه من النار بشفاعتنا، فاعملوا وأطيعوا، لا تنکلوا ولا تستصغروا عقوبة اللَّه عزّوجلّ فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا، إلّا بعد

[صفحه 119]

عذاب ثلاثمائة ألف سنة.[1].

2/9675- في خبر الزنديق المدعي للتناقض في القرآن، قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام في قوله تعالي: «اللَّهُ يَتَوَفَّي الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا»[2] وقوله: «يَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ»[3] «تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا»[4] و«الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِکَةُ طَيِّبِينَ»[5] و «الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِکَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ»[6] فهو تبارک وتعالي أجل وأعظم من أن يتولي ذلک بنفسه، وفعل رسله وملائکته فعله، لأنهم بأمره يعملون، فاصطفي جلّ ذکره من الملائکة رسلاً وسفرة بينه وبين خلقه، وهم الذين قال اللَّه فيهم: «اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِکَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ»[7] فمن کان من أهل الطاعة تولّت قبض روحه ملائکة الرحمة، ومن کان من أهل المعصية تولّت قبض روحه ملائکة النقمة، ولملک الموت أعوان من ملائکة الرحمة والنقمة، يصدرون عن أمره، وفعلهم فعله، وکل ما يأتونه منسوب إليه، وإذاً کان فعلهم فعل ملک الموت، ففعل ملک الموت فعل اللَّه، لأنه يتوفي الأنفس علي من يشاء، ويعطي ويمنع، ويثيب ويعاقب علي يد من يشاء، وإن فعل أمنائه فعله کما قال: «وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ».[8] [9].

[صفحه 120]


صفحه 119، 120.








  1. معاني الأخبار: 288، البحار 153:6، إحياء الأحياء 254:8.
  2. الزُمَر: 42.
  3. السجدة: 11.
  4. الأنعام: 61.
  5. النحل: 32.
  6. النحل: 28.
  7. الحجّ: 75.
  8. الإنسان: 30.
  9. الاحتجاج 579:1 ح137، البحار 140:6.