يمثل للانسان عند موته ثلاثة















يمثل للانسان عند موته ثلاثة



1/9991- محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان؛ وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي‏نصر، والحسن بن علي جميعاً، عن أبي‏جميلة مفضل بن صالح، عن جابر، عن عبدالأعلي؛ وعلي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن إبراهيم، عن عبدالأعلي، عن سويد ابن‏غفلة، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن ابن‏آدم إذا کان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة، مَثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلي ماله فيقول: واللَّه اني کنت عليک حريصاً شحيحاً فمالي عندک؟ فيقول: خذ مني کفنک، قال: فيلتفت إلي ولده فيقول: واللَّه اني کنت لکم محباً وإنني کنت عليکم محامياً، فماذا لي عندکم؟ فيقولون: نؤديک إلي حفرتک نواريک فيها، قال: فيلتفت إلي عمله فيقول: واللَّه اني کنت فيک لزاهداً، وان کنت علي لثقيلاً، فماذا لي عندک؟ فيقول: أنا قرينک في قبرک ويوم نشرک حتي أعرض أنا وأنت علي ربک، قال: فان کان للَّه ولياً أتاه أطيب ريحاً وأحسنهم منظراً وأحسنهم رياشاً، فقال: ابشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمک خير مقدم.

فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملک الصالح ارتحل من الدنيا إلي الجنة، وإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله، فاذا أُدخل قبره أتاه ملکا القبر يجرّان أشعارهما ويخدّان الأرض بأقدامهما، أصواتهما کالرعد القاصد، وأبصارهما کالبرق الخاطف فيقولان له: من ربک؟ وما دينک؟ ومن نبيک؟ فيقول: اللَّه ربي، وديني

[صفحه 259]

الاسلام، ونبي محمد صلي الله عليه و آله فيقولان له: ثبتک اللَّه فيما تحب وترضي، وهو قول اللَّه عزّوجلّ: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ»[1] ثم يفسحان له في قبره مد بصره ثم يفتحان له باباً إلي الجنة ويقولان له: نم قرير العين، نوم الشاب الناعم، فان اللَّه عزّوجلّ يقول: «أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَراً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً».[2].

قال: وان کان لربه عدواً فإنه يأتيه أقبح من خلق زياً ورؤياً وأنتنه ريحاً، فيقول له أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم، وانه ليعرف غاسله ويناشد حملته أن يحبسوه، فاذا اُدخل القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا عنه أکفانه، ثم يقولا له: من ربک؟ وما دينک؟ ومن نبيک؟ فيقول: لا أدري، فيقولان: لا دريت ولا هديت، فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق اللَّه عزّوجل من دابة إلّا وتذعر لها ما خلا الثقلين، ثم يفتحان له باباً إلي النار، ويقولان له: نم بشر حال فيه من الضيق مثل ما فيه القنا من الزّج، حتي أن دماغه ليخرج من بين ظفره ولحمه، ويسلط اللَّه عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامّها، فتنهشه حتي يبعثه اللَّه من قبره وإنه ليتمني قيام الساعة فيما هو فيه من الشر.[3].


صفحه 259.








  1. إبراهيم: 27.
  2. الفرقان: 24.
  3. الکافي 231:3، تفسير القمي 369:1، وسائل الشيعة 385:11، تفسير العياشي 227:2، تفسير مجمع البيان 314:3، البحار 224:6.