في الاستعداد للموت
2/9651- (الجعفريات)، باسناده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي ابنالحسين، عن أبيه، عن علي بن أبيطالب عليهالسلام قال: قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: اعمل عمل من يظن أنه يموت غداً.[2]. 3/9652- أبوالفتح الکراجکي، أخبرني شيخنا جعفر بن محمد بن قولويه، قال: [صفحه 110] حدثني جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن الحسين بن خالد، عن النوفلي، عن السکوني، عن أبيعبداللَّه، عن آبائه عليهمالسلام قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: من أيقن أنه يفارق الأحباب، ويسکن التراب، ويواجه الحساب، ويستغني عما خلّف ويفتقر إلي ما قدّم، کان حرّياً بقصر الأمل، وطول العمل.[3]. 4/9653- محمد بن يعقوب، عن الحسن بن الحسن رفعه، ومحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه، قال کان فيما أوصي أميرالمؤمنين عليهالسلام لما ضرب: أيها الناس کل امرئ لاقٍ في فراره ما منه يفر، والأجل مساق النفس اليه، والهرب منه موافاته.[4]. 5/9654- الصدوق، حدثنا جعفر بن علي الکوفي، قال: حدثنا الحسن بن علي ابنعبداللَّه بن المغيرة، عن جده عبداللَّه بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السکوني، عن الصادق، عن آبائه عليهمالسلام قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام ما أنزل الموت حق منزلته من عدّ غداً من أجله.[5]. 6/9655- الشيخ الطوسي، باسناده عن أبيإسحاق الهمداني، قال: فيما کتب أميرالمؤمنين عليهالسلام لمحمد بن أبيبکر: ياعباد اللَّه إن الموت ليس منه فوت، فاحذروه قبل وقوعه، وأعدّوا له عدته، فانکم طُرّد الموت، إن أقمتم له أخذکم، وإن فررتم منه أدرککم، وهو ألزم لکم من ظلکم، والموت معقود بنواصيکم، والدنيا تطوي خلفکم، فاکثروا ذکر الموت عندما تنازعکم اليه أنفسکم من الشهوات، وکفي بالموت وإعظاماً وکان رسولاللَّه صلي الله عليه و آله کثيراً ما يوصي أصحابه بذکر الموت، فيقول: [صفحه 111] أکثروا ذکر الموت، فانه هادم اللذات، حائل بينکم وبين الشهوات. يا عباد اللَّه، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشدّ من الموت القبر، فاحذروا ضيقه وضنکه وغربته، إنّ القبر يقول کلّ يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود والهوام. والقبر روضة من رياض الجنّة، أو حفر من حفر النار، إنّ العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض: مرحباً وأهلاً، قد کنت ممّن أحبّ أو تمشي علي ظهري، فإذا وليتک فستعلم کيف صنعي بک، فيتّسع له مدّ البصر، وإنّ الکافر إذادفن قالت له الأرض: لا مرحباً بک ولا أهلاً، لقد کن من أبغض من يمشي علي ظهري، فإذا وليتک فستعلم کيف صنيعي بک، فتضمه حتي تلتفي أضلاعه. وإنّ المعيشة الضنک الّتي حذّر اللَّه منها عدوَّهُ عذاب القبر، إنّه يسلّط علي الکافر في قبره تسعة وتسعين تنّيناً، فينهشن لحمه ويکسره عظمه، يتددن عليه کذلک إلي يوم البعث، لو أن تنّيناً منها نفخ في الأرض لم تثبت زرعاً. يا عباد اللَّه، إنّ أنفسکم الضعيفة، واجسادکم الناعمة الرقيقة الّتي يکفيها اليسير تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادکم وأنفسکم بما لا طاقة لکم به ولا صبر لکم عليه، فاعملوا بما أحبّ اللَّه واترکوا ما کره اللَّه.[6]. 7/9656- ابنعساکر، أخبرنا أبوعبداللَّه محمد بن الفضل، أنبأنا أبوعثمان الصابوني، أنبأنا أبومحمد عبدالرحمن بن أحمد المقرئ، قال: أنبأنا أبوالعباس محمد بن يعقوب بن يوسف، أنبأنا عبداللَّه بن أحمد- يعني ابنالمستورد- زاد المقرئ الأشجعي وقالا: الکوفي، أنبأنا أحمد بن صبيح الأسدي، حدثني حسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبيطالب، قال: صعد علي ذات يوم المنبر، فحمد اللَّه وأثني عليه، وذکر الموت فقال: [صفحه 112] عباد اللَّه الموت ليس منه فوت، إن أقمتم له أخذکم، وان فررتم منه أدرککم، فالنجا النجا، الوحا الوحا، (وإن) وراءکم طالب حثيث، القبر فاحذروا ضغطته وظلمته ووحشته. ألا وإن القبر حفرة من حفر النار، أو روضة من رياض الجنة، ألا وإنه يتکلّم في کل يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة، أنا بيت الدود، أنا بيت الوحشة. ألا وإن وراء ذلک يوم يشيب فيه الصغير، ويسکر فيه الکبير، وتضع کل ذات حملها، وتري الناس سکاري وما هم بسکاري. ألا وإن وراء ذلک ما هو أشد منه: نار حرّها شديد، وقعرها بعيد، وحليتها حديد، وخازنها ملک (کذا)، ليس فيها (رحمة). قال الأصبغ: ثم بکي أميرالمؤمنين عليهالسلام وبکي المسلمون حوله، ثم قال: وإن وراء ذلک جنة عرضها السماوات والأرض، وفي حديث الحميري: عرضها کعرض السماء والأرض- اُعدت للمتقين، جعلنا اللَّه وإياکم من المتقين وأجارنا وإياکم من العذاب الأليم.[7]. 8/9657- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: إن للَّه ملکاً ينادي کل يوم: لِدُوا للموت، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب.[8]. 9/9658- عن علي عليهالسلام قال: لولا أن اللَّه خلق ابنآدم أحمق ما عاش، ولو علمت البهائم أنها تموت کما تعلمون ما سمنت لکم.[9]. 10/9659- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: ليس بيننا وبين الجنة أو النار إلّا الموت.[10]. 11/9660- أبيالقاسم بن قولويه رحمه الله قال: قال أبوعبداللَّه عليهالسلام: بلغ [صفحه 113] أميرالمؤمنين عليهالسلام موت رجل من أصحابه، ثم جاءه خبر آخر أنه لم يمت، فکتب اليه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أما بعد فانه قد کان أتانا خبر ارتاع له اُخوانک، ثم جاء تکذيب الخبر الأول، فأنعم ذلک أن سررنا، وإن السرور وشيک الانقطاع، يبلغه عما قليل تصديق الخبر الأول، فهل أنت کائن کرجل قد ذاق الموت ثم عاش ما بعده، فسأل الرجعة، فأسعف بطلبته، فهو متأهب دائب، ينقل ما سره من ماله إلي دار قراره، لا يري أن له مالاً غيره؟ واعلم أن الليل والنهار لم يزالا دائبين في نقص الأعمار، وانفاد الأموال، وطي الآجال، هيهات هيهات قد صبّحا عاداً وثموداً وأصحاب الرس، وقروناً بين ذلک کثيراً، فأصبحوا قد وردوا علي ربهم، وقدموا علي أعمالهم، والليل والنهار غضّان جديدان لا تبليهما ما مرّ به مستعدان لمن بقي بمثل ما أصابا به من مضي، واعلم أنما أنت نظير اخوانک، وأشباهک، مثلک، کمثل الجسد نزعت قوته، فلم يبق إلّا حشاشة نفسه، ينتظر الداعي، فنعوذ باللَّه مما نعظ به، ثم نقصّر عنه.[11]. 12/9661- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام فإن الغاية أمامکم، وإنّ وراءکم الساعة تحدوکم، تخففوا تلحقوا، فانما ينتظر بأولکم آخرکم.[12]. 13/9662- الشيخ المفيد: إن أميرالمؤمنين عليهالسلام کان ينادي في کل ليلة حين يأخذ الناس مضاجعهم بصوت يسمعه کافة من في المسجد ومن جاوره من الناس: تزودوا (تجهزوا) رحمکم اللَّه، فقد نودي فيکم بالرحيل، وأقلوا العرجة علي الدنيا، وانقلبوا بصالح ما يحضرکم (بحضرتکم) من الزاد، فان أمامکم عقبة کؤداً ومنازل مهولة لابد من الممر بها والوقوف عليها.[13]. [صفحه 114] 14/9663- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: فما ينجو من الموت من يخافه، ولا يعطي البقاء من أحبه، ومن جري في عنان أمله عثر به أجله، وإذا کنت في إدبار والموت في إقبال، فما أسرع الملتقي، الحذر الحذر فواللَّه لقد ستر حتي کأنه قد غفر.[14]. 15/9664- الشيخ الطوسي، باسناده عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: الموت طالب ومطلوب، لا يعجزه المقيم، ولا يفوته الهارب، فقدّموا ولا تتکلوا، فإنه ليس عن الموت محيص، إنکم ان تقتلوا تموتوا، والذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف علي الرأس أهون من موت علي فراش.[15]. 16/9665- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: بقية عمر المرء لا قيمة له، يدرک بها ما قد فات ويحيي ما مات.[16]. 17/9666- الصدوق، باسناده قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: تمسکوا بما أمرکم اللَّه به، فما بين أحدکم وبين أن يغتبط ويري ما يحب إلّا أن يحضره رسولاللَّه صلي الله عليه و آله، وما عند اللَّه خير وأبقي، وتأتيه البشارة من اللَّه عزّوجلّ فتقر عينه ويحب لقاء اللَّه.[17]. 18/9667- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: وبادروا الموت وغمراته، وأمهدوا له قبل حلوله، وأعدّوا له قبل نزوله، فان الغاية القيامة، وکفي بذلک واعظاً لمن عقل، ومعتبراً لمن جهل، وقبل بلوغ الغاية ما تعلمون من ضيق الأرماس، وشدة الإبلاس، وهول المطلع، وروعات الفزع، واختلاف الأضلاع، واستکاک الأسماع، وظلمة اللحد، وخيفة الوعد، وغمّ الضريح وردم الصفيح.[18]. 19/9668- أميرالمؤمنين عليهالسلام: لو رأي العبد الأجل ومصيره، لأبغض الأمل [صفحه 115] وغروره.[19]. 20/9669- القطب الراوندي في (لب اللباب)، قال علي بن أبيطالب عليهالسلام: المداومة المداومة، فإن اللَّه لم يجعل لعمل المؤمنين غاية إلّا الموت.[20]. 21/9670- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام بالموت تختم الدنيا، وبالدنيا تحرز الآخرة، وبالقيامة تُزلف الجنة، وتبرّز الجحيم للغاوين، وإن الخلق مقصّر لهم عن القيامة، مُرقلين في مضمارها إلي الغاية القصوي، قد شخصوا من مستقر الأجداث، وصاروا إلي مصائر الغايات، لکل دارٍ أهلها لا يستبدلون بها ولا ينقلون عنها.[21]. [صفحه 116]
1/9650- الصدوق، حدثنا محمد بن القاسم المفسر، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبيمحمد العسکري، عن آبائه عليهمالسلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام: ما الاستعداد للموت؟ قال عليهالسلام: أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال علي المکارم، ثم لا يبالي إن وقع علي الموت أو الموت وقع عليه، واللَّه لا يبالي ابنأبيطالب ان وقع علي الموت أو الموت وقع عليه.[1].
صفحه 110، 111، 112، 113، 114، 115، 116.