في أنّ الأرض لا تخلو من إمام















في أنّ الأرض لا تخلو من إمام‏



1/9457- محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن الحسن ابن‏محبوب، عن أبي‏اُسامة وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي‏اُسامة وهشام بن سالم، عن أبي‏حمزة، عن أبي‏إسحاق، عمّن يثق به من أصحاب أميرالمؤمنين عليه‏السلام إنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: اللّهمّ إنّک لا تخلي أرضک من حجّة لک علي خلقک.[1].

2/9458- الصدوق، عن سعد بن اليقطيني، عن محمّد بن عيسي بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي‏إسحاق الهمداني، قال: حدّثني الثقة من أصحابنا، أنّه سمع أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول: اللّهمّ لا تخل الأرض من حجّة لک علي خلقک، ظاهر أو خاف مغمور، لئلّا تبطل حجّتک وبيّناتک.[2].

[صفحه 12]

3/9459- محمّد بن إبراهيم، أخبرنا محمّد بن همّام ومحمّد بن الحسن بن (محمّد ابن) جمهور جميعاً، عن الحسن بن محمّد بن جمهور، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن المفضّل بن عمر، قال: قال أبوعبداللَّه عليه‏السلام: خبر تدريه خير من عشرة ترويه، وإنّ لکلّ حقّ حقيقة ولکلّ صواب نوراً، ثمّ قال: إنّا واللَّه لا نعدّ الرجل من شيعتنا فقيهاً حتّي يلحن له فيعرف اللحن، إنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال علي منبر الکوفة: وإنّ من وراءکم فتناً مظلمة عمياء منکسفة، لا ينجو منها إلّا النّومة، قيل: يا أميرالمؤمنين وما النّومة؟ قال: الذي يعرف الناس ولا يعرفونه.

واعلموا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة اللَّه عزّ وجلّ، ولکنّ اللَّه سيعمي خلقه منها بظلمهم وجورهم وإسرافهم علي أنفسهم، ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجّة للَّه لساخت بأهلها، ولکنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه، کما کان يوسف يعرف الناس وهم له منکرون، ثمّ تلا: «يَا حَسْرَةً عَلَي الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا کَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ».[3] [4].

4/9460- محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن‏محبوب، عن أبي‏اُسامة، عن هشام ومحمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن‏محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي‏حمزة، عن أبي‏إسحاق، قال: حدّثني الثقة من أصحاب أميرالمؤمنين عليه‏السلام إنّهم سمعوا أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول في خطبةٍ له:

اللّهمّ وإنّي لأعلم أنّ العلم لا يأرز کلّه ولا ينقطع مواده، وانّک لا تخلي أرضک من حجّة لک علي خلقک، ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور، کيلا تبطل حججک، ولا يضلّ أولياؤک بعد إذ هديتهم، بل أين هم وکم؟ اُولئک الأقلّون عدداً والأعظمون عند اللَّه جلّ ذکره قدراً، المتّبعون لقادة الدين الأئمة الهادين الذين

[صفحه 13]

يتأدّبون بآدابهم وينهجون نهجهم.

فعند ذلک يهجم بهم العلم علي حقيقة الايمان، فتستجيب أرواحهم لقادة العلم، ويستلينون من حديثهم ما استوعر علي غيرهم، ويأنسون بما استوحش منه المکذّبون وأباه المسرفون، اُولئک أتباع العلماء، صحبوا أهل الدنيا بطاعة اللَّه تبارک وتعالي وأوليائه، ودانوا بالتقيّة عن دينهم والخوف من عدوّهم، فأرواحهم معلّقة بالمحلّ الأعلي، فعلماؤهم وأتباعهم خرس صمت في دولة الباطل، منتظرون لدولة الحق، وسيحقّ اللَّه الحقّ بکلماته ويمحق الباطل، ها، ها، طوبي لهم علي صبرهم علي دينهم في حال هدنتهم، ويا شوقاه إلي رؤيتهم في حال ظهور دولتهم، وسيجمعنا اللَّه وإيّاهم في جنات عدنٍ ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريّاتهم.[5].

5/9461- عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد ومحمّد بن يحيي، وغيره، عن أحمد ابن‏محمّد وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن‏محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي‏حمزة، عن أبي‏إسحاق السبيعي، عن بعض أصحاب أميرالمؤمنين عليه‏السلام ممن يوثق به، أنّ أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه تکلّم بهذا الکلام وحفظ عنه وخطب به علي منبر الکوفة:

اللّهمّ إنّه لابدّ لک من حجج في أرضک حجّة بعد حجّة علي خلقک، يهدونهم إلي دينک، ويعلّمونهم علمک، لکيلا يتفرّق أتباع اُولئک، ظاهر غير مطاع، أو مکتتم خائف يترقّب، إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل فلم يغيب عنهم (قديم مثبوت) مبثوث علمهم، وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة، وهم بها عاملون، الخبر.[6].

[صفحه 14]

6/9462- السيد المرتضي عليّ بن الحسين الموسوي، نقلاً عن تفسير النعماني، بالإسناد عن عليّ عليه‏السلام قال: والأمر والنهي وجه واحد لا يکون معني من معاني الأمر إلّا ويکون بعد ذلک نهياً، ولا يکون وجه من وجوه النهي إلّا ومقرون به الأمر، ثمّ ذکر عليه‏السلام جملة من آيات الأمر والنهي، ثمّ قال: وفي هذا أوضح دليل علي أنّه لابدّ للاُمّة من إمامٍ يقوم بأمرهم، فيأمرهم وينهاهم، إلي أن قال: ووجدنا أوّل المخلوقين- وهو آدم عليه‏السلام- لم يتمّ له البقاء والحياة إلّا بالأمر والنهي، فقال سبحانه: «يَا آدَمُ اسْکُنْ أَنْتَ وَزَوْجُکَ الْجَنَّةَ وَکُلَا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتَُما وَلَا تَقْرَبَا هذِهِ الشَّجَرَةَ»[7] فدلّاهما علي ما فيه نفعهما وبقائهما، ونهاهما عن سبب مضرّتهما، ثمّ جري الأمر والنهي في ذريّتهما إلي يوم القيامة، ولهذا اضطرّ الخلق إليأنّه لابدّ لهم من إمام منصوص عليه من اللَّه عزّوجلّ، يأتي بالمعجزات، ثمّ يأمر الناس وينهاهم.[8].

7/9463- عليّ بن الحسين المرتضي، نقلاً عن تفسير النعماني، بالإسناد عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في حديثٍ قال:

لن يؤمن باللَّه إلّا من آمن برسوله وحججه في أرضه، قال اللَّه تعالي: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»[9] وما کان اللَّه ليجعل لجوارح الإنسان إماماً في جسده ينفي عنها الشکوک ويثبت لها اليقين، وهو القلب، ويهمل ذلک في الحجج، وهو قوله تعالي: «فَللَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ»[10] وقال تعالي: «لَئِلَّا يَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَي اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ»[11] وقال تعالي: «أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَکُمْ بَشِيرٌ

[صفحه 15]

وَنَذِيرٌ»[12] وقال تعالي: «وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبِرُوا»[13] الآية، ثمّ فرض علي الاُمّة طاعة ولاة أمره، القُوّام لدينه، کما فرض عليهم طاعة رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْکُمْ».[14]. [15].

8/9464- الصدوق، حدثنا محمد بن عمر بن محمد سلم بن البراء الجعابي، قال: حدثني أبومحمد الحسن بن عبداللَّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي، قال: حدثناسيدي علي بن موسي الرضا عليه‏السلام، قال: حدثني أبي‏موسي بن جعفر، قال: حدثني أبي‏جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي‏محمد بن علي، قال: حدثني أبي‏علي بن الحسين، قال: حدثني أبي‏الحسين بن علي، قال: حدثني أبي‏علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: من مات وليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية، ويؤخذ بما عمل في الجاهلية والاسلام.[16].

9/9465- قال علي رضي الله عنه: لا يصلح للناس إلّا أميرعادل أو جائر، فأنکروا قوله أو جائر) فقال: نعم يؤمن السبيل، ويمکن من إقامة الصلوات، وحج البيت.[17].

10/9466- أخرج البيهقي، عن علي بن أبي‏طالب رضي الله عنه قال: لا يصلح الناس إلّا أميربر أو فاجر، قالوا: هذا البر فکيف بالفاجر؟ قال: إن الفاجر يؤمن اللَّه به السبل ويجاهد به العدو ويجبي به الفي وتقام به الحدود ويحج به البيت، ويعبد اللَّه فيه المسلم آمناً حتي يأتيه أجله.[18].

11/9467- العياشي: عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول في

[صفحه 16]

کلام له يوم الجمل: ياأيها الناس إن اللَّه تبارک وتعالي اسمه وعزّ جنده لم يقبض نبياً قط حتي يکون له في اُمته من يهدي بهداه ويقصد سيرته، ويدل علي معالم سبيل الحق الذي فرض اللَّه علي عباده، ثم قرأ «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ»[19] الآية.[20].

[صفحه 17]


صفحه 12، 13، 14، 15، 16، 17.








  1. الکافي 178:1.
  2. علل الشرائع، باب 195:153؛ البحار 20:23؛ اکمال الدين 302:1؛ اثبات الهداة 393:6.
  3. يس: 30.
  4. غيبة النعماني، الباب 141:10؛ البحار 112:51؛ مستدرک الوسائل 344:17 ح21534.
  5. الکافي 335:1.
  6. غيبة النعماني، الباب 136:8؛ الکافي 339:1؛ وسائل الشيعة 64:18؛ البحار 54:23؛ اکمال الدين 302:1؛ اثبات الهداة 394:6.
  7. البقرة: 35.
  8. رسالة المحکم والمتشابه: 40؛ اثبات الهداة 252:1.
  9. النساء: 80.
  10. الأنعام: 149.
  11. النساء: 165.
  12. المائدة: 19.
  13. السجدة: 24.
  14. النساء: 59.
  15. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 58:2، البحار 81:23، اثبات الهداة 343:2، کنز الکراجکي: 151.
  16. رسالة المحکم والمتشابه: 55؛ اثبات الهداة 254:1.
  17. تفسير الرازي 194:13.
  18. تفسير السيوطي 178:2.
  19. آل عمران: 144.
  20. تفسير العياشي 200:1، تفسير البرهان 320:1، إثبات الهداة 263:1.