الزهد في الدنيا















الزهد في الدنيا



1/9605- الصدوق، بإسناده قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: ما بال من خالفکم أشد بصيرة في ضلالتهم، وأبذل لما في أيديهم منکم، ما ذاک إلّا أنکم رکنتم إلي الدنيا فرضيتم بالضيم وشححتم علي الحطام وفرطتم فيما فيه عزّکم وسعادتکم، وقوتکم علي من بغي عليکم، لا من ربکم تستحيون فيما أمرکم، ولا لأنفسکم تنظرون، وأنتم في کل يوم تضامون ولا تنتبهون من رقدتکم ولا ينقضي فتورکم.[1].

2/9606- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: ما يصنع بالمال والولد من يخرج منها ويحاسب عليها، عراة دخلتم الدنيا وعراة تخرجون منها، وإنما هي قنطرة فاعبروا عليها وانتظروها.[2].

3/9607- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إدفع الدنيا بما يحضرک من الزاد وتبلغ به،

[صفحه 90]

وکان عليه‏السلام ينشد ويقول:


إدفع الدنيا بما اندفعت
واقطع الدنيا بما انقطعت‏


يطلب المرء الغني عبثاً
والغني في النفس لو قنعت[3].


4/9608- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: الرغبة فيما (بالآخرة) عند اللَّه تورث الروحة والراحة، والرغبة في الدنيا تورث الهم والحزن.[4].

5/9609- کان أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول: اللهم اني أسألک سلواً عن الدنيا ومقتاً لها فإنّ خيرها زهيد، وشر عتيد، وصفوها يکدّر وجديدها يخلق، وما فات فيها لم يرجع، وما نيل منها فتنة، إلّا من أصابته منک عصمة وشملته منک رحمة، فلا تجعلني ممن رضي بها واطمئن اليها ووثق بها، فان من اطمئن اليها خانته ومن وثق بها غرته.[5].

6/9610- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: عين الدهر تطرف بالمکاره والناس بين أجفانه، واللَّه لقد أفضح الدنيا نعيمها ولذاتها الموت، وما ترک لعاقل فيها فرحاً ولا خلي القيام بالحق للمؤمن في الدنيا صديقاً ولا أهلاً، ولا يکاد من يريد رضا اللَّه تعالي وموالاته يسلم إلّا بفراق الناس ولزوم الوحدة والتفرد منهم والبعد عنهم کما قال اللَّه تعالي: «فَفِرُّوا إِلَي اللَّهِ إِنِّي لَکُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ».[6] [7].

7/9611- محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن‏أبي‏عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: کان أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول: ابن‏آدم ان

[صفحه 91]

کنت تريد من الدنيا ما يکفيک، فان أيسر ما فيها يکفيک، وإن کنت تريد ما لا يکفيک فان کل ما فيها لا يکفيک.[8].

8/9612- محمد بن يعقوب، عن أحمد، عن عدة من أصحابنا، عن حنان بن سدير، رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: من رضي من الدنيا بما يجزيه، کان أيسر ما فيها يکفيه، ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه، لم يکن فيها شي‏ء يکفيه.[9].

9/9613- العياشي: عن عمرو بن جميع، رفعه إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: مکتوب في التوراة من أصبح علي الدنيا حزيناً فقد أصبح لقضاء اللَّه ساخطاً، ومن أصبح يشکو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشکو اللَّه، ولمن أتي غنياً فتواضع لغنائه ذهب اللَّه بثلثي دينه، ومن قرء القرآن من هذه الاُمة ثم دخل النار، فهو ممن کان يتخذ آيات اللَّه هزواً، ومن لم يستشر يندم، والفقر الموت الأکبر.[10].

10/9614- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إنما ابن‏آدم ليومه، فمن أصبح آمناً في سربه معافي في جسده، عنده قوت يومه، فکأنما حيزت له الدنيا.[11].

11/9615- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمد، حدثني موسي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: أفضل الناس من عشق العبادة وعانقها وأحبها بقلبه، وباشرها بجسده وتفرغ لها، فهو لا يبالي علي ما أصبح من الدنيا علي يُسرٍ أم علي عسر.[12].

[صفحه 92]

12/9616- من وصية أميرالمؤمنين عليه‏السلام لولده الحسن عليه‏السلام: يابني قصر الأمل واذکر الموت وازهد في الدنيا، فانک رهين موت وغرض بلاء وطريح سقم، وأوصيک بخشية اللَّه في سرّ أمرک وعلانيتک، وأنهاک عن التسرع بالقول والفعل، وإذا عرض شي‏ء من أمر الآخرة فابد به، وإذا عرض شي‏ء من أمر الدنيا فلا تأته حتي تصيب رشدک فيه.[13].

13/9617- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام عن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في خبر المعراج، قال: قال اللَّه تبارک وتعالي: ياأحمد، لو صلي العبد صلاة أهل السماء والأرض، وصام صيام أهل السماوات والأرض، وطوي من الطعام مثل الملائکة، ولبس لباس العابدين، ثم أري في قلبه من حب الدنيا ذرة، أو سمعتها أو رياستها أو صيتها أو زينتها، لا يجاورني في داري، ولأنزعن من قلبه محبتي (ولأظلمن قلبه حتي ينساني، ولا اُذيقه حلاوة محبتي).[14].

14/9618- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: من لهج قلبه بحب الدنيا التاط قلبه منها بثلاث: هم لا يغبّه، وحرص لا يترکه، وأمل لا يدرکه.[15].

15/9619- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: أعظم الخطايا حب الدنيا، وقال: حب الدنيا رأس کل خطيئة، وقال: حب الدنيا رأس الفتن وأصل المحن، وقال: إن کنتم تحبون اللَّه فأخرجوا من قلوبکم حب الدنيا، وقال: إنک لن تلقي اللَّه سبحانه بعمل أضر عليک من حب الدنيا، وقال: حب الدنيا

[صفحه 93]

يوجب الطمع، وقال: حب الدنيا يفسد العقل ويصم القلب عن سماع الحکمة ويوجب أليم العقاب، وقال: رأس الآفات الوله بالدنيا وقال: سبب فساد العقل حب الدنيا، وقال: شر المحن حب الدنيا، وقال: قرنت المحنة بحب الدنيا، وقال: کيف يدعي حب اللَّه من سکن قلبه حب الدنيا، وقال: کما أن الشمس والليل لا يجتمعان کذلک حب اللَّه وحب الدنيا لا يجتمعان.[16].

16/9620- عن علي رضي الله عنه: من اشتاق إلي الجنة سارع إلي الخيرات، ومن أشفق من النار لها عن الشهوات، ومن ترقب الموت هانت عليه اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات.[17].

17/9621- عن علي رضي الله عنه: من زهد في الدنيا علمه اللَّه بلا تعلم، وهداه بلا هداية، وجعله بصيراً وکشف عنه العمي.[18].

18/9622- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمد، حدثني موسي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام أنه قال: من يأمل أن يعيش غداً فانه يأمل أن يعيش أبداً، ومن يأمل أن يعيش أبداً يقسو قلبه ويرغب في الدنيا ويزهد فيما (وعده) ربه تبارک وتعالي.[19].

19/9623- الصدوق، حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، قال: حدثنا أحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن أبيه، عن محمد ابن‏سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: قال عيسي بن مريم عليه‏السلام: الدينار داء الدين، والعالم طبيب الدين، فاذا رأيتم الطبيب يجر الرداء إلي نفسه فاتهموه، واعلموا أنه غير ناصح لغيره.[20].

[صفحه 94]

20/9624- الشيخ الطوسي: ومن کلام أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أيها الناس أصبحتم أغراضاً تنتصل فيکم المنايا، وأموالکم نهب المصائب، وما طعمتم من الدنيا من طعام فلکم فيه غصص، وما شربتموه من شراب فلکم فيه شَرَق، وأشهد باللَّه ما تنالون من الدنيا نعمة تفرحون بها إلّا بفراق اُخري تکرهونها، أيها الناس إنا خُلقنا وإياکم للبقاء لا للفناء، ولکنکم من دار إلي دار تنقلون، فتزودوا لما أنتم صائرون اليه وخالدون فيه، والسلام.[21].

[صفحه 95]


صفحه 90، 91، 92، 93، 94، 95.








  1. الخصال حديث الأربعمائة: 634، البحار 104:73.
  2. إرشاد القلوب باب الزهد في الدنيا: 19.
  3. إرشاد القلوب باب الزهد في الدنيا: 19، البحار 20:103، کنز الکراجکي: 289.
  4. إرشاد القلوب باب الزهد في الدنيا: 19.
  5. إرشاد القلوب باب ترک الدنيا: 26.
  6. الذاريات: 50.
  7. إرشاد القلوب باب الحزن وفضله: 112.
  8. الکافي 138:2، البحار 176:73، وسائل الشيعة 241:15.
  9. الکافي 140:2، البحار 178:3، وسائل الشيعة 242:15، تحف العقول:143.
  10. تفسير العياشي 120:1، تفسير البرهان 224:1، البحار 196:72.
  11. مجموعة ورام 74:2، أمالي الطوسي المجلس 588:25 ح1219، البحار 318:70.
  12. الجعفريات: 232، مستدرک الوسائل 120:1 ح148.
  13. مجموعة ورام 178:2، البحار 132:6، أمالي الطوسي المجلس الأول: 7 ح8، أمالي المفيد المجلس 138:26.
  14. إرشاد القلوب: 206، البحار 30:77، مستدرک الوسائل 36:12 ح13446.
  15. نهج البلاغة قصار الحکم: 228، مستدرک الوسائل 38:12 ح13451، البحار 130:73.
  16. غرر الحکم: 139 تا 142، مستدرک الوسائل 40:12 ح13463.
  17. الجامع الصغير للسيوطي 570:2 ح8442، حلية الأولياء 10:5.
  18. الجامع الصغير للسيوطي 606:2 ح8725، حلية الأولياء 72:10.
  19. الجعفريات: 240، مستدرک الوسائل 106:2 ح1552.
  20. الخصال باب الثلاثة: 113، البحار 319:14، الفصول المهمة للحر العاملي: 241.
  21. أمالي الطوسي المجلس الثامن: 216 ح379، البحار 264:70، الارشاد: 127.